119
موسوعة معارف الکتاب و السنّة المجلّد العاشر

عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا » ۱ .
قالَ أبو حَمزَةَ : فَقُلتُ لِعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام : اِبنَ كَم كانَ يوسُفُ يَومَ ألقَوهُ فِي الجُبِّ ؟ فَقالَ : كانَ ابنَ تِسعِ سِنينَ ، فَقُلتُ : كَم كانَ بَينَ مَنزِلِ يَعقوبَ يَومَئِذٍ وبَينَ مِصرَ ؟ فَقالَ : مَسيرَةَ اثنَي عَشَرَ يَوماً .
قالَ : وكانَ يوسُفُ مِن أجمَلِ أهلِ زَمانِهِ ، فَلَمّا راهَقَ يوسُفُ راوَدَتهُ امرَأَةُ المَلِكِ عَن نَفسِهِ ، فَقالَ لَها : مَعاذَ اللّهِ ! أنَا مِن أهلِ بَيتٍ لا يَزنونَ ، فَغَلَّقَتِ الأَبوابَ عَلَيها وعَلَيهِ وقالَت : لا تَخَف ، وأَلقَت نَفسَها عَلَيهِ ، فَأَفلَتَ مِنها هارِباً إلَى البابِ فَفَتَحَهُ ، فَلَحِقَتهُ فَجَذَبَت قَميصَهُ مِن خَلفِهِ فَأَخرَجَتهُ مِنهُ ، فَأَفلَتَ يوسُفُ مِنها في ثِيابِهِ : « وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَا الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَا أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ » . ۲
قالَ : فَهَمَّ المَلِكُ بِيوسُفَ لِيُعَذِّبَهُ ، فَقالَ لَهُ يوسُفُ : وإلهِ يَعقوبَ ما أرَدتُ بِأَهلِكَ سوءاً ، بَل « هِىَ رَاوَدَتْنِى عَن نَّفْسِى » ۳ ، فَسَل هذَا الصَّبِيَّ أيُّنا راوَدَ صاحِبَهُ عَن نَفسِهِ . قالَ : وكانَ عِندَها مِن أهلِها صَبِيٌّ زائِرٌ لَها ، فَأَنطَقَ اللّهُ الصَّبِيَّ لِفَصلِ القَضاءِ ، فَقالَ : أيُّهَا المَلِكُ ، انظُر إلى قَميصِ يوسُفَ ، فَإِن كانَ مَقدوداً مِن قُدّامِهِ فَهُوَ الَّذي راوَدَها ، وإن كانَ مَقدوداً مِن خَلفِهِ فَهِيَ الَّتي راوَدَتهُ . فَلَمّا سَمِعَ المَلِكُ كَلامَ الصَّبِيِّ ومَا اقتَصَّ ، أفزَعَهُ ذلِكَ فَزَعاً شَديداً ، فَجيءَ بِالقَميصِ فَنَظَرَ إلَيهِ ، فَلَمّا رَآهُ مَقدوداً مِن خَلفِهِ قالَ لَها : « إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ» ۴ ، وقالَ لِيوسُفَ : «أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا » ۵ ، ولا يَسمَعهُ مِنكَ أحَدٌ وَاكتُمهُ .

1.يوسف : ۲۱ .

2.يوسف : ۲۵ .

3.يوسف: ۲۶.

4.يوسف : ۲۸ .

5.يوسف : ۲۹ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة المجلّد العاشر
118

ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَ تَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ » ۱ ، فَلَمّا سَمِعَ مَقالَتَهُمُ استَرجَعَ وَاستَعبَرَ ، وذَكَرَ ما أوحَى اللّهُ عز و جل إلَيهِ مِنَ الاِستِعدادِ لِلبَلاءِ ، فَصَبَرَ وأَذعَنَ لِلبَلاءِ ، وقالَ لَهُم : « بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا » ۲ . وما كانَ اللّهُ لِيُطعِمَ لَحمَ يوسُفَ لِلذِّئبِ مِن قَبلِ أن رَأى تَأويلَ رُؤياهُ الصّادِقَةِ .
قالَ أبو حَمزَةَ : ثُمَّ انقَطَعَ حَديثُ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام عِندَ هذا ، فَلَمّا كانَ مِنَ الغَدِ غَدَوتُ عَلَيهِ فَقُلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ ، إنَّكَ حَدَّثتَني أمسِ بِحَديثِ يَعقوبَ ووُلدِهِ ثُمَّ قَطَعتَهُ ، ما كانَ مِن قِصَّةِ إخوَةِ يوسُفَ وقِصَّةِ يوسُفَ بَعدَ ذلِكَ ؟
فَقالَ : إنَّهُم لَمّا أصبَحوا قالوا : انطَلِقوا بِنا حَتّى نَنظُرَ ما حالُ يوسُفَ ، أماتَ أم هُوَ حَيٌّ ، فَلَمَّا انتَهَوا إلَى الجُبِّ وَجَدوا بِحَضرَةِ الجُبِّ سَيّارَةً وقَد أرسَلوا وارِدَهُم فَأَدلى دَلوَهُ ، فَلَمّا جَذَبَ دَلوَهُ إذا هُوَ بِغُلامٍ مُتَعَلِّقٍ بِدَلوِهِ ، فَقالَ لِأَصحابِهِ : يا بُشرى ! هذا غُلامٌ ، فَلَمّا أخرَجوهُ أقبَلَ إلَيهِم إخوَةُ يوسُفَ فَقالوا : هذا عَبدُنا سَقَطَ مِنّا أمسِ في هذَا الجُبِّ ، وجِئنَا اليَومَ لِنُخرِجَهُ ! فَانتَزَعوهُ مِن أيديهِم ، وتَنَحَّوا بِهِ ناحِيَةً فَقالوا : إمّا أن تُقِرَّ لَنا أنَّكَ عَبدٌ لَنا فَنَبيعَكَ عَلى بَعضِ هذِهِ السَّيّارَةِ ، أو نَقتُلَكَ ، فَقالَ لَهُم يوسُفُ عليه السلام : لا تَقتُلوني وَاصنَعوا ما شِئتُم ، فَأَقبَلوا بِهِ إلَى السَّيّارَةِ فَقالوا : أمِنكُم مَن يَشتَري مِنّا هذَا العَبدَ ؟ فَاشتَراهُ رَجُلٌ مِنهُم بِعِشرينَ دِرهَماً ، وكانَ إخوَتُهُ فيهِ مِنَ الزّاهِدينَ .
وسارَ بِهِ الَّذي اشتَراهُ مِنَ البَدوِ حَتّى أدخَلَهُ مِصرَ ، فَباعَهُ الَّذِي اشتَراهُ مِنَ البَدوِ مِن مَلِكِ مِصرَ ، وذلِكَ قَولُ اللّهِ عز و جل : « وَ قَالَ الَّذِى اشْتَرَيهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِى مَثْوَيهُ

1.يوسف : ۱۶ و ۱۷ .

2.يوسف : ۱۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة المجلّد العاشر
    سایر پدیدآورندگان :
    رسول الموسوي، السید رضا الحسيني، عبدالهادي مسعودي، أحمد الديلمي، محمّد رضا محسني نيا، محمّد رضا وهّابي
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4059
صفحه از 531
پرینت  ارسال به