113
موسوعة معارف الکتاب و السنّة المجلّد العاشر

دارِ المَملَكَةِ فَقالوا : «يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَ أَهْلَنَا الضُّرُّ وَ جِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَـاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَ تَصَدَّقْ عَلَيْنَا» ۱ بِأَخينَا ابنِ يامينَ ، وهذا كِتابُ أبينا يَعقوبَ إلَيكَ في أمرِهِ ، يَسأَ لُكَ تَخلِيَةَ سَبيلِهِ وأَن تَمُنَّ بِهِ عَلَيهِ .
قالَ : فَأَخَذَ يوسُفُ كِتابَ يَعقوبَ ، فَقَبَّلَهُ ووَضَعَهُ عَلى عَينَيهِ ، وبَكى وَانتَحَبَ حَتّى بَلَّت دُموعُهُ القَميصَ الَّذي عَلَيهِ ، ثُمَّ أقبَلَ عَلَيهِم فَقالَ : «هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ» ۲ مِن قَبلُ وأَخيهِ مِن بَعدُ ؟ «قَالُواْ أَءِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَ هَـذَا أَخِى قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا» ۳ ، «قَالُواْ تَاللَّهِ لَقَدْ ءَاثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا» ۴ فَلا تَفضَحنا ولا تُعاقِبنَا اليَومَ وَاغفِر لَنا ، «قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ» ۵ . ۶

۱۱۱۳۵.المحاسن عن سالم بن مكرم عن الإمام الصادق عليه السلام :إنَّمَا ابتُلِيَ يَعقوبُ عليه السلام بِيوسُفَ عليه السلام ؛ أنَّهُ ذَبَحَ كَبشا سَمينا ، ورَجُلٌ مِن أصحابِهِ يُدعى «فيومَ» مُحتاجٌ لَم يَجِد ما يُفطِرُ عَلَيهِ ، فَأَغفَلَهُ فَلَم يُطعِمهُ ، فَابتُلِيَ بِيوسُفَ عليه السلام .
قالَ : فَكانَ بَعدَ ذلِكَ يُنادي مُناديهِ كُلَّ صَباحٍ : مَن لَم يَكُن صائِما فَليَشهَد غَداءَ يَعقوبَ ، وإذا أمسى نادى : مَن كانَ صائِما فَليَشهَد عَشاءَ يَعقوبَ . ۷

راجع : العنوان الآتي .

1.يوسف : ۸۸ .

2.يوسف : ۸۹ .

3.يوسف : ۹۰ .

4.يوسف : ۹۱ .

5.يوسف : ۹۲ .

6.تفسير العيّاشي : ج ۲ ص ۱۹۰ ح ۶۵ ، مجمع البيان : ج ۵ ص ۳۹۹ ، بحار الأنوار : ج ۱۲ ص ۳۱۲ ح ۱۲۹ .

7.المحاسن : ج ۲ ص ۱۶۱ ح ۱۴۴۲ و ص ۱۶۲ ح ۱۴۴۳ عن الكاهلي نحوه ، تفسير العيّاشي : ج ۲ ص ۱۶۷ ح ۴ وفيه «بقوم» بدل «فيوم» ، بحار الأنوار : ج ۶۶ ص ۳۴۸ ح ۵ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة المجلّد العاشر
112

إلَيَّ فَلَيسَ هُوَ مَعَهُم ، وذَكَروا أنَّهُ سَرَقَ مِكيالَ المَلِكِ ! ونَحنُ أهلُ بَيتٍ لا نَسرِقُ ، وقَد حَبَستَهُ وفَجَعتَني بِهِ ، وقَدِ اشتَدَّ لِفِراقِهِ حُزني حَتّى تَقَوَّسَ لِذلِكَ ظَهري ، وعَظُمَت بِهِ مُصيبَتي مَعَ مَصائِبَ مُتَتابِعاتٍ عَلَيَّ ، فَمُنَّ عَلَيَّ بِتَخلِيَةِ سَبيلِهِ وإطلاقِهِ مِن مَحبَسِهِ ، وطَيِّب لَنَا القَمحَ ، وَاسمَح لَنا فِي السِّعرِ ، وعَجِّل بِسَراحِ آلِ يَعقوبَ .
فَلَمّا مَضى وُلدُ يَعقوبَ مِن عِندِهِ نَحوَ مِصرَ بِكِتابِهِ ، نَزَلَ جَبرَئيلُ عَلى يَعقوبَ فَقالَ لَهُ : يا يَعقوبُ ، إنَّ رَبَّكَ يَقولُ لَكَ : مَنِ ابتَلاكَ بِمَصائِبِكَ الَّتي كَتَبتَ بِها إلى عَزيزِ مِصرَ ؟ قالَ يَعقوبُ : أنتَ بَلَوتَني بِها عُقوبَةً مِنكَ وأَدَبا لي ، قالَ اللّهُ : فَهَل كانَ يَقدِرُ عَلى صَرفِها عَنكَ أحَدٌ غَيري ؟ قالَ يَعقوبُ : اللّهُمَّ لا ، قالَ : أفَمَا استَحيَيتَ مِنّي حينَ شَكَوتَ مَصائِبَكَ إلى غَيري ولَم تَستَغِث بي وتَشكو ما بِكَ إلَيَّ ؟
فَقالَ يَعقوبُ : أستَغفِرُكَ يا إلهي وأَتوبُ إلَيكَ ، وأَشكو بَثّي وحُزني إلَيكَ . فَقالَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى : قَد بَلَغتُ بِكَ يا يَعقوبُ وبِوُلدِكَ الخاطِئينَ الغايَةَ في أدَبي ، ولَو كُنتَ يا يَعقوبُ شَكَوتَ مَصائِبَكَ إلَيَّ عِندَ نُزولِها بِكَ ، وَاستَغفَرتَ وتُبتَ إلَيَّ مِن ذَنبِكَ ، لَصَرَفتُها عَنكَ بَعدَ تَقديري إيّاها عَلَيكَ ، ولكِنَّ الشَّيطانَ أنساكَ ذِكري ، فَصِرتَ إلَى القُنوطِ مِن رَحمَتي ، وأَنَا اللّهُ الجَوادُ الكَريمُ ، اُحِبُّ عِبادِيَ المُستَغفِرينَ التّائِبينَ الرّاغِبينَ إلَيَّ فيما عِندي .
يا يَعقوبُ ، أنَا رادٌّ إلَيكَ يوسُفَ وأَخاهُ ، ومُعيدٌ إلَيكَ ما ذَهَبَ مِن مالِكَ ولَحمِكَ ودَمِكَ ، ورادٌّ إلَيكَ بَصَرَكَ ، ومُقَوِّمٌ لَكَ ظَهرَكَ ، فَطِب نَفسا وقَرَّ عَينا ، وإنَّ الَّذي فَعَلتُهُ بِكَ كانَ أدَبا مِنّي لَكَ ، فَاقبَل أدَبي .
قالَ : ومَضى وُلدُ يَعقوبَ بِكِتابِهِ نَحوَ مِصرَ ، حَتّى دَخَلوا عَلى يوسُفَ في

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة المجلّد العاشر
    سایر پدیدآورندگان :
    رسول الموسوي، السید رضا الحسيني، عبدالهادي مسعودي، أحمد الديلمي، محمّد رضا محسني نيا، محمّد رضا وهّابي
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3991
صفحه از 531
پرینت  ارسال به