453
موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الثّامن

۹۸۷۲.الإمام عليّ عليه السلامـ في وَصفِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ـ :ولَقَد كانَ في رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله كافٍ لَكَ فِي الاُسوَةِ ، ودَليلٌ لَكَ عَلى ذَمِّ الدُّنيا وعَيبِها ، وكَثرَةِ مَخازيها ومَساويها ، إذ قُبِضَت عَنهُ أطرافُها ، ووُطِّئَت لِغَيرِهِ أكنافُها ۱ ، وفُطِمَ عَن رَضاعِها ، وزُوِيَ عَن زَخارِفِها . . .
فَتَأَسَّ بِنَبِيِّكَ الأَطيَبِ الأَطهَرِ صلى الله عليه و آله ، فَإِنَّ فيهِ اُسوَةً لِمَن تَأَسّى ، وعَزاءً لِمَن تَعَزّى . وأحَبُّ العِبادِ إلَى اللّه ِ المُتَأَسّي بِنَبِيِّهِ وَالمُقتَصُّ لِأَثَرِهِ ، قَضَمَ الدُّنيا قَضما ، ولَم يُعِرها طَرفا ، أهضَمُ أهلِ الدُّنيا كَشحا ۲ ، وأخمَصُهُم ۳ مِنَ الدُّنيا بَطنا ، عُرِضَت عَلَيهِ الدُّنيا فَأَبى أن يَقبَلَها ، وعَلِمَ أنَّ اللّه َ سُبحانَهُ أبغَضَ شَيئا فَأَبغَضَهُ ، وحَقَّرَ شَيئا فَحَقَّرَهُ ، وصَغَّرَ شَيئا فَصَغَّرَهُ .
ولَو لَم يَكُن فينا إلّا حُبُّنا ما أبغَضَ اللّه ُ ورَسولُهُ وتَعظيمُنا ما صَغَّرَ اللّه ُ ورَسولُهُ ، لَكَفى بِهِ شِقاقا لِلّهِ ومُحادَّةً ۴ عَن أمرِ اللّه ِ .
ولَقَد كانَ صلى الله عليه و آله يَأكُلُ عَلَى الأَرضِ ، ويَجلِسُ جِلسَةَ العَبدِ ، ويَخصِفُ بِيَدِهِ نَعلَهُ ، ويَرقَعُ بِيَدِهِ ثَوبَهُ ، ويَركَبُ الحِمارَ العارِيَ ويُردِفُ خَلفَهُ ، ويَكونُ السِّترُ عَلى بابِ بَيتِهِ فَتَكونُ فيهِ التَّصاويرُ فَيَقولُ : يا فُلانَةُ ـ لِاءِحدى أزواجِهِ ـ غَيِّبيهِ عَنّي ، فَإِنّي إذا نَظَرتُ إلَيهِ ذَكَرتُ الدُّنيا وزَخارِفَها .
فَأَعرَضَ عَنِ الدُّنيا بِقَلبِهِ ، وأماتَ ذِكرَها مِن نَفسِهِ ، وأحَبَّ أن تَغيبَ زينَتُها عَن عَينِهِ ، لِكَيلا يَتَّخِذَ مِنها رِياشا ، ولا يَعتَقِدَها قَرارا ، ولا يَرجُوَ فيها مُقاما ؛ فَأَخرَجَها مِنَ النَّفسِ ، وأشخَصَها عَنِ القَلبِ ، وغَيَّبَها عَنِ البَصَرِ . وكَذلِكَ مَن أبغَضَ شَيئا أبغَضَ أن يَنظُرَ إلَيهِ وأن يُذكَرَ عِندَهُ . ۵

1. الكَنَفُ : الجانب (الصحاح : ج ۴ ص ۱۴۲۴ «كنف») .

2. يقال : أهضم الكشحين : أي دقيق الخصرين (راجع : النهاية : ج ۴ ص ۱۷۶ «كشح») . وهو هنا كناية عن قلّة طعامه صلى الله عليه و آله وزهده فى الدنيا ولذّاتها .

3. الخَمصُ : الجوع ، ورجلٌ خُمصان وخَميص : إذا كان ضامر البطن (النهاية : ج ۲ ص ۸۰ «خمص») .

4. المَحادَّة : المعاداة والمخالفة (النهاية : ج ۱ ص ۳۵۳ «حدد») .

5. نهج البلاغة : الخطبة ۱۶۰ ، بحار الأنوار : ج ۱۶ ص ۲۸۴ ح ۱۳۶ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الثّامن
452

ط ـ أهلُ الدُّنيا

۹۸۶۹.الإمام عليّ عليه السلامـ في ذِكرِ حَديثِ مِعراجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ـ :قالَ اللّه ُ تَعالى : ... يا أحمَدُ ، أبغِضِ الدُّنيا وأَهلَها ، وأَحِبَّ الآخِرَةَ وأَهلَها .
قالَ : يا رَبِّ ، ومَن أهلُ الدُّنيا ومَن أهلُ الآخِرَةِ؟
قالَ : أهلُ الدُّنيا مَن كَثُرَ أكلُهُ ، وضِحكُهُ ، ونَومُهُ ، وغَضَبُهُ . ۱

ي ـ مَن أبغَضَهُ اللّه ُ

۹۸۷۰.الإمام عليّ عليه السلام :لا يَكمُلُ إيمانُ عَبدٍ حَتّى يُحِبَّ مَن أحَبَّهُ اللّه ُ سُبحانَهُ ، ويُبغِضَ مَن أبغَضَهُ اللّه ُ سُبحانَهُ . ۲

۶ / ۲

ما يَنبَغي بُغضُهُ

أ ـ الدُّنيا

۹۸۷۱.تاريخ بغداد عن ربعيّ بن خراش :جاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله فقال : يا رَسولَ اللّه ِ ، دُلَّني عَلى عَمَلٍ يُحِبُّنِيَ اللّه ُ عَلَيهِ ويُحِبُّنِيَ النّاسُ .
فَقالَ : إذا أرَدتَ أن يُحِبَّكَ اللّه َ فَأَبغِضِ الدُّنيا ، وإذا أرَدتَ أن يُحِبَّكَ النّاسُ فَما كانَ عِندَكَ مِن فُضولِها فَانبِذهُ إلَيهِم . ۳

1. إرشاد القلوب : ص ۱۹۹ ـ ۲۰۱ ، بحارالأنوار : ج ۷۷ ص ۲۳ ح ۶ .

2. غرر الحكم : ج۶ ص ۴۱۷ ح ۱۰۸۴۹ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ۵۴۳ ح ۱۰۰۸۳ وفيه «للّه ِِ» بدل «اللّه » في الموضعين .

3. تاريخ بغداد : ج ۷ ص ۲۷۰ الرقم ۳۷۵۴ ، البداية والنهاية : ج ۱۰ ص ۱۳۷ ، كنزالعمّال : ج ۳ ص ۱۸۲ ح ۶۰۶۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الثّامن
    سایر پدیدآورندگان :
    رسول الموسوي، السید رضا الحسيني، عبدالهادي مسعودي، أحمد الديلمي، محمّد رضا محسني نيا، محمّد رضا وهّابي
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 7743
صفحه از 514
پرینت  ارسال به