فالروايات التي توصي بالصيام ، والقناعة ، واجتناب اتّباع الأهواء ، والزهد من أجل الحيلولة دون الآفات ، تشير إلى هذه الملاحظة ، فقد نقل عن الإمام علي عليه السلام :
لَو زَهِدتُم فِي الشَّهَواتِ لَسَلِمتُم مِنَ الآفاتِ. ^۱

۳ . خدمة الخَلْق

من تعاليم الإسلام المهمّة للوقاية من الآفات التي لا يمكن التنبّؤ بها ، مساعدة المحتاجين ، وإدخال السرور على الآخرين . وبعبارة مجملة : الإحسان إلى الناس وخدمة الخلق بشكلٍ عام ، حيث روي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :
المَعروفُ إلَى النّاسِ يَقي صاحِبَها مَصارِعَ السَّوءِ وَالآفاتِ وَالهَلَكاتِ. ^۲
وهذا الحديث يعني أنّ هناك عوامل وطرقا غير متعارف عليها تحول دون عدد من آفات الحياة من أجل الأمن منها ، فضلاً عن الطرق المتعارف عليها.

۴ . الاستمداد من اللّه ـ تعالى ـ

إلى جانب الجهود العلمية والعملية للحيلولة دون الآفات ، فإنّ للذكر والدعاء والاستمداد من اللّه الواحد الأحد دورا مؤثّرا أيضا في هذا المجال ، ولذلك فإنّ الكثير من الروايات تفيد بأنّ أئمّة الإسلام كانوا يطلبون دوما من اللّه ـ تعالى ـ وقايتهم من الآفات.

المبكر ، كما يمكن معالجة الكثير من الآفات التي تهدّد الحياة الفردية ، الأسرية ، الاجتماعية ، الثقافية ، السياسية ، الاقتصادية والمعيشية للإنسان قبل وقوعها .
وعلى ذلك ، فإنّ تشخيص الآفات ، هو في الحقيقة من أهمّ قضايا الحياة ، وعلى رأسها حيث إنّ سعادة الإنسان رهينة به .

طرق الوقاية من الآفات

يمكن القول عبر التأمّل في روايات الفصل الثامن ، إنّ بالإمكان الحيلولة دون حدوث الكثير من الآفات عبر توظيف أربعة عوامل :

۱ . المعرفة

يعدّ العلم بالآفة أوّل خطوة باتّجاه الحيلولة دونها كما جاء في توجيه الإمام علي عليه السلام :
العِلمُ حِجابٌ مِنَ الآفاتِ . ^۱
وكلّما كان مستوى علم الناس ووعيهم أعلى فيما يتعلّق بالآفات التي تهدّد حياتهم ، ارتفع مستوى مناعتهم إزاءها . وبناءً على ذلك ، فإنّ من الضروري التخطيط من أجل تعزيز ثقافة المجتمع ووعيه بهدف ضمان سلامته.

۲ . تعزيز الإرادة

تعود بعض آفات الحياة إلى ضعف الإرادة في مقابل مغريات الميول النفسية التي تمنع اتّباع العقل والعلم ، ولذلك فإنّ معرفة الآفة في هذه الحالات ليست كافية لوحدها للوقاية منها ، بل إنّ تعزيز الإرادة عن طريق البناء الذاتي ضروري أيضا ،