437
موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الخامس

۵۹۰۶.عنه عليه السلام :عِرفانُ المَرءِ نَفسَهُ أن يَعرِفَها بِأَربَعِ طَبائِعَ ، وأربَعِ دَعائِمَ ، وأربَعَةِ أركانٍ ؛ فَطَبايِعُهُ : الدَّمُ وَالمِرَّةُ وَالريحُ وَالبَلغَمُ . ودَعائِمُهُ : العَقلُ ، ومِنَ العَقلِ الفَهمُ وَالحِفظُ ۱ . وأركانُهُ : النّورُ وَالنّارُ وَالرّوحُ وَالماءُ . وصورَتُهُ طينَتُهُ ۲ . فَأَبصَرَ بِالنّورِ ، وأكَلَ وشَرِبَ بِالنّارِ ، وجامَعَ وتَحَرَّكَ بِالرّوحِ . ووَجَدَ طَعمَ الذَّوقِ وَالطَّعامِ بِالماءِ . فَهذا تَأسيسُ صورَتِهِ . ۳

۵۹۰۷.الاحتجاج :مِن سُؤالِ الزِّنديقِ الَّذي سَأَلَ أبا عَبدِ اللّه ِ عليه السلام عَن مَسائِلَ كَثيرَةٍ ، أن قالَ : ... أخبِرني عَنِ السِّراجِ إذَا انطَفَأَ أينَ يَذهَبُ نورُهُ ؟
قالَ عليه السلام : يَذهَبُ فَلا يَعودُ . قالَ : فَما أنكَرتَ أن يَكونَ الإِنسانُ مِثلَ ذلِكَ ، إذا ماتَ وفارَقَ الرّوحُ البَدَنَ ، لَم يَرجِع إلَيهِ أبَدا كَما لا يَرجِعُ ضَوءُ السِّراجِ إلَيهِ أبَدا إذَا انطَفَأَ ؟
قالَ : لَم تُصِبِ القِياسَ ، إنَّ النّارَ فِي الأَجسامِ كامِنَةٌ ، وَالأَجسامُ قائِمَةٌ بِأَعيانِها كَالحَجَرِ وَالحَديدِ ، فَإِذا ضُرِبَ أحَدُهُما بِالآخَرِ ، سَطَعَت مِن بَينِهِما نارٌ ، يُقتَبَسُ مِنها سِراجٌ لَهُ ضَوءٌ ، فَالنّارُ ثابِتَةٌ في أجسامِها ، وَالضَّوءُ ذاهِبٌ ، وَالرّوحُ : جِسمٌ رَقيقٌ ، قَد اُلبِسَ قالِبا كَثيفا ، ولَيسَ بِمَنزِلَةِ السِّراجِ الَّذي ذَكَرتَ ، إنَّ الَّذي خَلَقَ فِي الرَّحِمِ جَنينا مِن ماءٍ صافٍ ، ورَكَّبَ فيهِ ضُروبا مُختَلِفَةً : مِن عُروقٍ ، وعَصَبٍ وأسنانٍ ، وشَعرٍ ، وعِظامٍ ، وغَيرِ ذلِكَ ، هُوَ يُحييهِ بَعدَ مَوتِهِ ويُعيدُهُ بَعدَ فَنائِهِ . ۴

1. هكذا في المصدر ؛ لم يطابق المعدودُ العددَ ، وفي علل الشرائع : «ومن العقل : الفطنة والفهم والحفظ والعلم» .

2. لا توجد عبارة : «وصورته طينته» في علل الشرائع .

3. تحف العقول : ص ۳۵۴ ، علل الشرائع : ص ۱۰۸ ح ۶ نحوه ، بحارالأنوار : ج ۶۱ ص ۳۰۲ ح ۸ .

4. الاحتجاج : ج ۲ ص ۲۱۲ و ۲۴۳ ح ۲۲۳ ، بحارالأنوار : ج ۱۰ ص ۱۸۴ ح ۲ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الخامس
436

۵۹۰۱.الإمام الباقر عليه السلامـ في قَولِهِ تَعالى : «ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا» ـ :فَهُوَ نَفخُ الرّوحِ فيهِ . ۱

۵۹۰۲.الإمام الصادق عليه السلامـ لَمّا سُئِلَ عَن قَولِهِ تعالى : «وَ نَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ» ـ :مِن قُدرَتِهِ . ۲

۵۹۰۳.الإمام عليّ عليه السلامـ في صِفَةِ خَلقِ آدَمَ عليه السلام ـ :ثُمَّ جَمَعَ سُبحانَهُ مِن حَزنِ الأَرضِ وسَهلِها، وعَذبِها وسَبخِها ، تُربَةً سَنَّها بِالماءِ حَتّى خَلَصَت ... ثُمَّ نَفَخَ فيها مِن روحِهِ فَمَثُلَت إنسانا ذا أذهانٍ يُجيلُها ۳ ، وفِكَرٍ يَتَصَرَّفُ بِها ، وجَوارِحَ يَختَدِمُها ، وأدَواتٍ يُقَلِّبُها ، ومَعرِفَةٍ يَفرُقُ بِها بَينَ الحَقِّ وَالباطِلِ ، وَالأَذواقِ وَالمَشامِّ ، وَالأَلوانِ وَالأَجناسِ ، مَعجونا بِطينَةِ الأَلوانِ المُختَلِفَةِ ، وَالأَشباهِ المُؤتَلِفَةِ ، وَالأَضدادِ المُتَعادِيَةِ ، وَالأَخلاطِ المُتَبايِنَةِ ، مِنَ الحَرِّ وَالبَردِ ، وَالبَلَّةِ وَالجُمودِ . ۴

۵۹۰۴.الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ الأَرواحَ لا تُمازِجُ البَدَنَ ولا تُواكِلُهُ ، وإنَّما هِيَ كِلَلٌ ۵ لِلبَدَنِ مُحيطَةٌ بِهِ . ۶

۵۹۰۵.عنه عليه السلام :إنَّما صارَ الإِنسانُ يَأكُلُ ويَشرَبُ ويَعمَلُ بِالنّارِ ، ويَسمَعُ ويَشُمُّ بِالرّيحِ ، ويَجِدُ لَذَّةَ الطَّعامِ وَالشَّرابِ بِالماءِ ، ويَتَحَرَّكُ بِالرّوحِ ، فَلَولا أنَّ النّارَ في مَعِدَتِهِ لَما هَضَمَتِ الطَّعامَ وَالشَّرابَ في جَوفِهِ . ولَولَا الرّيحُ مَا التَهَبَت نارُ المَعِدَةِ ولا خَرَجَ الثُفلُ ۷ مِن بَطنِهِ ، ولَولَا الرّوحُ لا جاءَ ولا ذَهَبَ ، ولَو لا بَردُ الماءِ لَأَحرَقَتهُ نارُ المَعِدَةِ ، ولَولَا النّورُ ما أبصَرَ ولا عَقَلَ ، وَالطّينُ صورَتُهُ ، وَالعَظمُ في جَسَدِهِ بِمَنزِلَةِ الشَّجَرِ فِي الأَرضِ ، وَالشَّعرُ في جَسَدِهِ بِمَنزِلَةِ الحَشيشِ فِي الأَرضِ ، وَالعَصَبُ في جَسَدِهِ بِمَنزِلَةِ اللِّحاءِ ۸ عَلَى الشَّجَرِ ، وَالدَّمُ في جَسَدِهِ بِمَنزِلَةِ الماءِ فِي الأَرضِ ، ولا قِوامَ لِلأَرضِ إلّا بِالماءِ ، ولا قِوامَ لِجَسَدِ الإِنسانِ إلّا بِالدَّمِ ، وَالمُخُّ دَسَمُ الدَّمِ وزَبَدُهُ .
فَهكَذَا الإِنسانُ خُلِقَ مِن شَأنِ الدُّنيا وشَأنِ الآخِرَةِ ، فَإِذا جَمَعَ اللّه ُ بَينَهُما صارَت حَياتُهُ فِي الأَرضِ ، لِأَنَّهُ نَزَلَ مِن شَأنِ السَّماءِ إلَى الدُّنيا ، فَإِذا فَرَّقَ اللّه ُ بَينَهُما صارَت تِلكَ الفُرقَةُ المَوتَ ، يُرَدُّ شَأنُ الآخِرَةِ إلَى السَّماءِ . فَالحَياةُ فِي الأَرضِ وَالمَوتُ فِي السَّماءِ ، وذلِكَ أنَّهُ يُفَرَّقُ بَينَ الرّوحِ وَالجَسَدِ ، فَرُدَّتِ الرّوحُ وَالنّورُ إلَى القُدرَةِ الاُولى ، وتُرِكَ الجَسَدُ لِأَنَّهُ مِن شَأنِ الدُّنيا . ۹

1. تفسير القمّي : ج ۲ ص ۹۱ عن أبي الجارود ، بحارالأنوار : ج ۶۰ ص ۳۶۹ ح ۷۵ .

2. بصائر الدرجات : ص ۴۶۲ ح ۸ ، بحارالأنوار : ج ۲۵ ص ۶۹ ح ۵۳ .

3. جالَ : أي دارَ (النهاية : ج ۱ ص ۳۱۷ «جول») .

4. نهج البلاغة : الخطبة ۱ ، بحارالأنوار : ج ۱۱ ص ۱۲۲ ح ۵۶ .

5. الكِلَّةُ : السِّترُ الرقيق يخاط كالبيت يُتَوقّى فيه من البَقّ (لسان العرب : ج ۱۱ ص ۵۹۵ «كلل») .

6. مختصر بصائر الدرجات : ص ۳ ، بصائر الدرجات : ص ۴۶۳ ح ۱۲ كلاهما عن المفضّل بن عمر ، بحارالأنوار : ج ۶۱ ص ۴۰ ح ۱۱ .

7. الثُّفلُ : حُثالةُ الشيء ، وما سَفَلَ من كلِّ شيء ، والمُراد : النجاسة (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۲۴۳ «ثفل») .

8. لِحاءُ الشجرة : قِشرُها (النهاية : ج ۴ ص ۲۴۳ «لحا») .

9. تحف العقول : ص ۳۵۴ ، علل الشرائع : ص ۱۰۷ ح ۵ عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني نحوه ، بحارالأنوار : ج ۶۱ ص ۲۹۵ ح ۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    رسول الموسوي، السید رضا الحسيني، عبدالهادي مسعودي، أحمد الديلمي، محمّد رضا محسني نيا، محمّد رضا وهّابي
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8711
صفحه از 606
پرینت  ارسال به