433
موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الخامس

۸ . أهم عوامل الصعود إلى قمة الكمالات الإنسانية

يمكننا أن نلخص أهم عوامل الصعود إلى قمة الكمالات الإنسانية في توظيف العقل ، العلم والحكمة ، الإيمان بالمبدأ والمعاد ، علو الهمة ، الأعمال الصالحة ومجاهدة النفس في ميولها وأهوائها . ۱

۹ . أهمّ آفات الصعود إلى قمة الكمالات الإنسانيّة

أهمّ الآفات التي تحوّل دون تفتح الاستعدادات البشريّة وبلوغ قمة الإنسانيّة هي الجهل ، الغفلة ، اتباع الهوى وترك العمل بالعلم .
والآيات، والأحاديث الدالّة على هذا المعنى هي ممّا يستحقّ التأمل وتنطوي على الكثير من الدروس والعبر . ۲

۱۰ . منزلة الإنسان الكامل

يصبح الإنسان في مسيرته التكاملية مظهرا للأسماء والصفات الإلهية حسب مستوى جهاده للنفس وامتثاله لأوامر اللّه ـ تعالى ـ وقربه من ساحة القرب الربوبي، وبعبارة اُخرى فإنه يصبح خليفة اللّه ـ عز و جل ـ وممثله وفي هذه الحالة فإن الملائكة تسجد له أحيانا وقد يصبح إمامها أحيانا اُخرى ، بل إن إرادته ستؤثر في عالم الوجود بإذن اللّه سبحانه ، ويصل إلى الولاية التكوينية بنسبة صعوده إلى ذروة التكامل كما جاء في الحديث القدسي :
عَبدي أطِعني أجعَلكَ مِثلي ، أنَا حَيٌّ لا أموتُ ، أجعَلُكَ حَيّا لا تَموتُ ، أنَا غَنِيٌّ لا أفتَقِرُ أجَعُلَك غَنِيّا لا تَفتَقِرُ ، أنَا مَهما أشَأ يَكُن ، أجعَلُك مَهما تَشَأ يَكُن . ۳
جدير ذكره أن هذه الرواية وكذلك ما جاء في كتاب مصباح الشريعة من أن « العبودية جوهرة كنهها الربوبية » ، لم يردا في كتب الحديث المعتبرة ولكن يمكن القول إن مضمونهما منسجم مع القرآن وعدد من الأحاديث الإسلامية .
وعلى أي حال ، فإن مكانة الإنسان الكامل ، هي مكانة الخلافة الإلهية وفي هذه الحالة فإن الإنسان الكامل لا يختلف في الظاهر عن الأشخاص الآخرين ولكنه في الحقيقة لا تمكن مقارنته مع أي شخص آخر ، كما جاء في الحديث النبوي :
لَيسَ شَيءٌ خَيرٌ مِن ألفٍ مِثلِهِ إلَا الإِنسانُ . ۴
لا نَعلَمُ شَيئا خَيرا مِن ألفٍ مِثلِهِ ، إلَا الرَّجُلَ المُؤمِنَ . ۵
ويبدو أن المراد من « المؤمن » و « الإنسان » في هذين الحديثين ، هو الإنسان الكامل أو السائر في طريق الكمال وعلى هذا الأساس فإن كلمة « ألف » هي من باب المثال لا أن يُعادلَ الأكثرُ من « الألف » الإنسانَ الكاملَ حقيقةً .

1. راجع : ص ۵۲۵ (الفصل السابع : اُصول كمال الإنسان) .

2. راجع : ص ۵۳۵ (الفصل الثامن : آفات الإنسانيّة) .

3. راجع : ص ۵۴۰ ح ۶۱۰۵ .

4. راجع : ص ۵۴۳ ح ۶۱۱۴.

5. راجع : ص ۵۴۳ ح ۶۱۱۵.


موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الخامس
432

۶ . حكمة خلق الإنسان

مقتضى الحكمة الإلهية أن لا يكون خلق الإنسان ، بل جميع المخلوقات عبثا كما إن الغناء الذاتي للّه سبحانه يقتضي أن لا يجرّ خلق الإنسان منفعة إليه سبحانه والحكم التي ذكرت للخلق في القرآن والأحاديث الإسلامية هي : معرفة اللّه ، امتحان الإنسان ، عبادة اللّه ـ تعالى ـ ، الرحمة الإلهية والرجوع إلى اللّه ، وسيأتي بيان هذه الحكم خلال تحليل سنقدمه .

۷ . خصائص الإنسان الإيجابية والسلبية

للإنسان خصائص إيجابية وسلبية بسبب كونه موجودا ذا بعدين : مُلكي وملكوتي .
ومن خصائص الإنسان الإيجابية : الخلق والفطرة الحسنة ، الإرادة والحرية ، الفكر ، البيان ، الحياء ، الاستعداد للتعلم والتربية ، الاستعداد لقبول الأمانة والتكليف الإلهي ، الاستعداد لتلقي الوحي والإلهام من جانب اللّه تعالى .
يجدر ذكره أن الإنسان يستطيع من خلال التوظيف الصحيح لهذه الخصائص أن يوصل نفسه إلى ذروة الكمالات الإنسانية .
ولكنه إذا لم يحسن استغلال هذه القابليات والطاقات الإلهية الكامنة فيه ، فسوف تتغلب الخصائص السلبية في بعده الملكي ليهوى بالتالي إلى أسفل السافلين ، وهذه الخصائص هي كالتالي:
الجهل ، العجلة ، كفران النعمة ، التمرد ، النسيان ، الغرور ، الظلم ، الحرص ، البخل ، الجزع ، الحسد وغير ذلك .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    رسول الموسوي، السید رضا الحسيني، عبدالهادي مسعودي، أحمد الديلمي، محمّد رضا محسني نيا، محمّد رضا وهّابي
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8964
صفحه از 606
پرینت  ارسال به