53
موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الرّابع

والاُخرى بمعنى الأمل المذموم ۱ ، ووردت كلمة الرجاء ومشتقّاتها ۲۳ مرّة ، اُطلقت في أغلبها على معنى الأماني الحسنة ، على عكس ذلك كلمة (المنى) ومشتقّاتها التي وردت ۱۷ مرّة ، ويراد في غالبها الأماني المذمومة .
ممّا يجدر ذكره أنّ ثمّة روايات تعضد ما ذهب إليه في تاج العروس من اختلاف معنى الأمل والرجاء ، بمعنى أنّ الأمل يغلب استعماله فيما يكون مستبعد التحقّق والحصول .
سنشير فيما يلي على نحو الإجمال من هذا الفصل إلى جملة نقاط تربويّة هامّة فيما يتعلّق بمفهوم الأمل :

أوّلاً : دور الأمل في الحياة الفرديّة والاجتماعيّة

إنّ تمنّي بلوغ الكمال أمر له جذوره التي تمتدّ إلى فطرة الإنسان وأعماق طبيعتِهِ ، فهو يبحث ذاتا عن الكمال المطلق ، لذا ليس ثمّة حدّ لطموحاته ولا حصر لآماله ۲ ، هذه الخاصيّة الفطريّة تعتبر في الحقيقة المحرّك في هذه الحياة ، وأكثر العوامل أصالةً في التكامل والتقدّم الحضاري للمجتمع الإنساني .
إنّ العالَم قائم على الأمل ۳ ، وإنّ الإنسان يحيا كذلك على الأمل ، وإذا سُلِب منه الأمل فلا تجد اُمّا ترضع ابنها ۴ ، ولا مزارعا يغرس فسيلاً ۵ ، ولا كاتبا يسطر يراعه بحثا وعلما ، ولا اكتشافا جديدا يُذكر في صعيد العلم ، وأخيرا لا يخطو المجتمع الإنساني أيّ خطوة باتّجاه التكامل ، من هنا عبّر النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله عن الأمل

1.الحجر : ۳ .

2.راجع : ص ۶۱ ح ۳۵۸۶ و ۳۵۸۷.

3.راجع : ص ۵۹ ح ۳۵۷۹ .

4.راجع : ص ۵۹ ح ۳۵۷۷ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الرّابع
52

القَلبِ مِمّا يُنالُ مِنَ الخَيرِ : أمَلٌ ، ومِنَ الخَوفِ : إيحاشٌ. ۱
ويقترب معنى (المنى) و(التمنّي) من الأمل والرجاء أيضا ، لكن غالبا ما يطلقان على الأماني الباطلة ، يقول الراغب في المفردات في هذا الصدد:
المَنى : التَّقديرُ ، يُقالُ : مَنى لَكَ الماني ، أي : قَدَّرَ لَكَ المُقَدِّرُ ، ومِنهُ : المَنَا الَّذي يوزَنُ بِهِ فيما قيلَ ، وَالمَنِيُّ لِلَّذي قُدِّرَ بِهِ الحَيَواناتُ ، قالَ تَعالى : «أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِىٍّ يُمْنَى » ۲ ، «مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى» ۳ ، أي تُقَدَّرُ بِالعِزَّةِ الإِلهِيَّةِ ما لَم يَكُن مِنهُ ، ومِنهُ : المَنِيَّةُ : وهُوَ الأَجَلُ المُقَدَّرُ لِلحَيَوانِ ، وجَمعُهُ : مَنايا . وَالتَّمَنّي : تَقديرُ شَيءٍ فِي النَّفسِ وتَصويرُهُ فيها ، وذلِكَ قَد يَكونُ عَن تَخمينٍ وظَنٍّ ، ويَكونُ عَن رَوِيَّةٍ وبِناءٍ عَلى أصلٍ ، لكن لَمّا كانَ أكثرُهُ عَن تَخمينٍ صارَ الكَذِبُ لَهُ أمْلَكَ ، فَأَكثَرُ التَّمَنّي تَصَوُّرُ ما لا حَقيقَةَ لَهُ ، قالَ تَعالى : «أَمْ لِلْاءِنسَانِ مَا تَمَنَّى» ۴ ، «فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ» ۵ ، «وَ لَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً» ۶ . وَالاُمِنيَةُ : الصّورَةُ الحاصِلَةُ فِي النَّفسِ مِن تَمَنِّي الشَّيءِ ، ولَمّا كانَ الكَذِبُ تَصَوُّرَ ما لا حَقيقَةَ لَهُ وإيرادَهُ بِاللَّفظِ صارَ التَّمَنّي كَالمَبدَأ لِلكَذِبِ . ۷

الأمل في القرآن والحديث

لقد وردت مفردات (الأمل) و(الرجاء) و(التمنّي) في القرآن الكريم بمعانٍ متقاربة ، وقد تكرّر لفظ (الأمل) مرّتين في القرآن ؛ إحداهما بمعنى الأمل الجميل ۸ ،

1.تاج العروس : ج ۱۴ ص ۳۰ «أمل» وراجع : المصباح المنير : ص ۲۲ «أمل» .

2.القيامة : ۳۷ .

3.النجم : ۴۶ .

4.النجم : ۲۴ .

5.البقرة : ۹۴ .

6.الجمعة : ۷ .

7.مفردات ألفاظ القرآن : ص ۷۷۹ «منى» .

8.الكهف : ۴۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الرّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    رسول الموسوي، السید رضا الحسيني، عبدالهادي مسعودي، أحمد الديلمي، محمّد رضا محسني نيا، محمّد رضا وهّابي
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5958
صفحه از 531
پرینت  ارسال به