437
موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الثّالث

أمير المؤمنين عليه السلام في عدّه له من دعائم الكفر:
الكُفرُ عَلى أَربَعِ دَعائِمَ: عَلَى التَّعَمُّقِ ... فَمَن تَعَمَّقَ لَم يُنِب إِلَى الحَقِّ . ۱

ج ـ التحذير من التعمّق في الدِّين

الطائفة الثالثة : الأحاديث الّتي تحذّر من التطرّف في مسائل الدين الفرعيّة ، نحو قوله صلى الله عليه و آله :
إِيّاكُم وَالتَّعَمُّقَ فِي الدّينِ ! فَإِنَّ اللّهَ تَعالى قَد جَعَلَهُ سَهلاً ، فَخُذوا مِنهُ ما تُطيقونَ ... . ۲
وقول الإمام الكاظم عليه السلام :
لا تَعَمُّقَ فِي الوُضوءِ . ۳
قال العلّامة المجلسيّ في بيان هذه الرواية :
أَي : بإكثار الماء ، أَو بالمبالغة كثيرا في إِيصال الماء زائدا عن الإسباغ المطلوب . ۴

د ـ عاقبة التعمّق في الدِّين

الطائفة الرابعة : الأحاديث الّتي ترى أنّ عاقبة التطرّف والإفراط الدِّينيّ هي الخروج من الدِّين ، كما نقل عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله قوله:
إنَّ أقواما يَتَعَمَّقونَ فِي الدّينِ يَمرُقونَ كَما يَمُرقُ السَّهمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ . ۵

1.نهج البلاغه : الحكمة ۳۱ ، الكافي : ج ۲ ص ۳۹۲ ح ۱ عن سليم بن قيس الهلالي نحوه ، الخصال : ص ۲۳۲ ح ۷۴ عن الأصبغ بن نباتة وفيه «العتوّ» بدل «الكفر» ، بحار الأنوار : ج ۶۸ ص ۳۴۸ ح ۱۷ .

2.كنز العمّال : ج ۳ ص ۳۵ ح ۵۳۴۸ نقلاً عن أبي القاسم بن بشران في أماليه عن عمر .

3.راجع : وسائل الشيعة : ج ۱ ص ۲۸۰ ح ۱۰۴۱ .

4.بحار الأنوار : ج ۸۰ ص ۲۵۸ .

5.مسند ابن حنبل : ج ۴ ص ۳۱۸ ح ۱۲۶۱۵ عن أنس بن مالك؛ كنز العمّال : ج ۱۱ ص ۲۸۸ ح ۳۱۵۴۳ نقلاً عن ابن جرير وراجع : موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام : ج ۳ ص ۵۷۴ (التطرّف الديني في اصطلاح الحديث) .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الثّالث
436

يطلب أقصى غايته» ۱ . ومثله عن ابن منظور في لسان العرب . ۲
وفي ضوء ذلك نلاحظ أنّ غاية الجهد لبلوغ العمق وأقصى الشيء يُسمّى في اللغة تعمّقا .

۲ . الأَحاديث الّتي تناولت كلمة «التعمّق»

إنّ التنقيب في مواضع استعمال كلمة «التعمّق» في الأحاديث المنقولة في مصادر الفريقين ، لا يُريب الباحث في أنّ المقصود من هذه الكلمة في الثقافة الإسلاميّة هو الإفراط والتطرّف والخروج عن حدّ الاعتدال ، ويمكن تقسيم هذه الأحاديث إلى أربعة طوائف :

أ ـ مدح ترك التعمّق في صفات اللّه عز و جل

الطائفة الأُولى : الأحاديث الّتي تصف الراسخين في العلم وتُثني على تركهم التعمّق في صفات اللّه ، بل في جميع القضايا الغيبيّة ، مثل قول أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام :
فَمَدَحَ اللّهُ تَعالَى اعتِرافَهُم بِالعَجزِ عَن تَناوُلِ ما لَم يُحيطوا بِهِ عِلما ، وسَمّى تَركَهُمُ التَّعَمُّقَ فيما لَم يُكَلِّفهُمُ البَحثَ عَن كُنهِهِ رُسوخا . ۳
ولهذه الأحاديث أهمّيَة خاصّة في هذا المبحث ؛ لمشابهتها لما جاء في القرآن الكريم .

ب ـ خطر مطلق التعمّق

الطائفة الثانية : هي الأحاديث الّتي تصف مطلق التعمّق بالخطر؛ كالمنقول عن الإمام

1.كتاب العين : ص ۵۷۹ «عمق» .

2.لسان العرب : ج ۱۰ ص ۲۷۱ «عمق» ، وراجع : النهاية : ج ۳ ص ۲۹۹ «عمق» .

3.راجع : ص ۴۳۲ ح ۳۳۳۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    رسول الموسوي، السید رضا الحسيني، عبدالهادي مسعودي، أحمد الديلمي، محمّد رضا محسني نيا، محمّد رضا وهّابي
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5521
صفحه از 575
پرینت  ارسال به