417
موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الثّالث

الفصل الثامن: آفاق معرفة اللّه

۸ / ۱

حَقُّ مَعرِفَةِ اللّهِ وحدّها

۳۲۸۵.التوحيد عن ابن عبّاس :جاءَ أعرابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ عَلِّمني مِن غَرائِبِ العِلمِ .
قالَ : ما صَنَعتَ في رَأسِ العِلمِ حَتّى تَسألَ عَن غَرائِبِهِ ؟!
قالَ الرَّجُلُ : ما رَأسُ العِلمِ يا رَسولَ اللّهِ ؟
قالَ : مَعرِفَةُ اللّهِ حَقَّ مَعرِفَتِهِ .
قالَ الأَعرابِيُّ : وما مَعرِفَةُ اللّهِ حَقَّ مَعرِفَتِهِ ؟
قالَ : تَعرِفُهُ بِلا مِثلٍ ولا شِبهٍ ولا نِدٍّ ، وأَنَّهُ واحِدٌ أَحَدٌ ، ظاهِرٌ باطِنٌ ، أَوَّلٌ آخِرٌ ، لا كُفوَ لَهُ ولا نَظيرَ ، فَذلِكَ حَقُّ مَعرِفَتِهِ . ۱

۳۲۸۶.الإمام الكاظم عليه السلام :أَوَّلُ الدِّيانَةِ بِهِ مَعرِفَتُهُ ، وكَمالُ مَعرِفَتِهِ تَوحيدُهُ ، وكَمالُ تَوحيدِهِ نَفيُ

1.التوحيد : ص ۲۸۴ ح ۵ ، منية المريد : ص ۳۶۶ ، مشكاة الأنوار : ص ۴۰ ح ۱۰ ، جامع الأخبار : ص ۳۶ ح ۱۷ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۳ ص ۲۶۹ ح ۴ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الثّالث
416

۲ . دور معرفة اللّه عز و جل في الحياة الاجتماعيّة

لمّا كانت معرفة اللّه هي الأساس للقيم العقيديّة والأخلاقيّة والعمليّة فهي من أهمّ قواعد المجتمع الإنسانيّ المثاليّ أصالةً أيضا ، من هنا لا يمكن أن نتوقّع من مجتمع لا يعتقد باللّه أن يقوم باحترام القيم الإنسانيّة وعلى رأسها العدالة الاجتماعيّة ، لذا قال الإمام الرضا عليه السلام في فلسفة عبادة اللّه :
لِعِلَلٍ كَثيرَةٍ ، مِنها أنَّ مَن لَم يُقِرَّ بِاللّهِ عز و جل لَم يَتَجَنَّب مَعاصِيَهُ ، ولَم يَنتَهِ عَنِ ارتِكابِ الكَبائِرِ ، ولَم يُراقِب أحَدا فيما يَشتَهي ويَستَلِذُّ مِنَ الفَسادِ وَالظُّلمِ... . ۱
لا ريب في أنّ استقرار القيم الأخلاقيّة في المجتمع لا يتيسّر بلا أساس دينيّ واعتقاد باللّه ، ولو كان العالم عبثا وبلا شعور ، وتساوى العادل والظالم والمحسن والمسيء في بلوغ نقطة واحدة بعد الموت ، فبأيّ دليل يمكن أن ندعو المجتمع إلى رعاية القيم الإنسانيّة السّامية ؛ كالعدالة ، والإيثار ، ومكافحة الظلم والجريمة؟ ولأيّ سبب يفدي الإنسان نفسه للآخرين ولا يفدي الآخرون أنفسهم له؟! من هنا ينبغي القول : إنّ المادّيّة تستلزم إلغاء القيم الأخلاقيّة ، وتبنّي القيم الأخلاقيّة يستلزم إلغاء المادّيّة .
وعلى العكس من ذلك ، فإنّ الاعتقاد باللّه وهدفيّة عالم الوجود ممهّدان للمجتمع الأمثل والتكامل المادّي والمعنويّ للإنسان ، كما قال خالق الوجود ـ جلّ شأنه ـ :
« مَن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْاخِرَةِ » . ۲
وإذا قُدّر للمجتمع البشريّ يوما أن يرسّخ صلته بخالق الكون كما ينبغي ، فإنّه يمهّد لنفسه أفضل أنواع الحياة ، على أمل ذلك اليوم المنشود إن شاء اللّه ۳ .

1.راجع : ص ۴۰۳ ح ۳۲۵۱ .

2.النساء : ۱۳۴ .

3.راجع : التنمية الاقتصادية : ص ۹۵ (التقدّم الإقتصادي / التنمية الموعودة في الإسلام) .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    رسول الموسوي، السید رضا الحسيني، عبدالهادي مسعودي، أحمد الديلمي، محمّد رضا محسني نيا، محمّد رضا وهّابي
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5358
صفحه از 575
پرینت  ارسال به