393
موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الثّالث

وبِمُوالاتِكُم تُقبَلُ الطّاعَةُ المُفتَرَضَةُ ، ولَكُمُ المَوَدَّةُ الواجِبَةُ . ۱
أجل ، ببركة ولاية أَهل البيت عليهم السلام وطاعتهم يستطيع السالك أن يظفر بأعلى مراتب التوحيد والمعرفة الشهوديّة ، كما قال الإمام الرضا عليه السلام :
مَن سَرَّهُ أَن يَنظُرَ إِلَى اللّهِ بِغَيرِ حِجابٍ ، ويَنظُرَ اللّهُ إلَيهِ بِغَيرِ حِجابٍ ، فَليَتَوَلَّ آلَ مُحَمَّدٍ ، وَليَتَبَرّأ مِن عَدُوِّهِم . ۲

۳ . التأثير المتبادل لمعرفة اللّه عز و جل ومعرفة أَهل البيت عليهم السلام

النقطة الاُخرى اللافتة للنظر فيما يخصّ تأثير أهل البيت في معرفة اللّه هي تأكيد عدد من الروايات ـ كما لوحظ ۳ ـ أنّ معرفة اللّه عز و جل لا تتيسّر إلّا عن طريق معرفة أهل البيت عليهم السلام ، ومن جهة اُخرى ، جاء في بعض الرّوايات أنّ معرفة أهل البيت متأخّرة عن معرفة اللّه ، ونقرأ في دعاءٍ علّمه الإمام الصادق عليه السلام زرارة قوله :
اللّهُمَّ عَرِّفني نَفسَكَ ؛ فَإِنَّكَ إن لَم تُعَرِّفني نَفسَكَ لَم أعرِف نَبِيَّكَ ، اللّهُمَّ عَرِّفني رَسولَكَ ؛ فَإِنَّكَ إن لَم تُعَرِّفني رَسولَكَ لَم أعرِف حُجَّتَكَ ، اللّهُمَّ عَرِّفني حُجَّتَكَ ؛ فَإِنَّكَ إن لَم تُعَرِّفني حُجَّتَكَ ضَلَلتُ عَن ديني . ۴
وأَبْيَنُ من هذا الكلام ، حين سأل رئيس النصارى أميرالمؤمنين عليه السلام قائلاً : عرفتَ اللّه بمحمّدٍ ، أم عرفت محمّدا باللّه ؟ فقال عليه السلام :
ما عَرَفتُ اللّهَ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، ولكنِ عَرَفتُ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله بِاللّهِ ... . ۵

1.تهذيب الأحكام : ج ۶ ص ۹۹ ح ۱۷۷ ؛ كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۲ ص ۶۱۶ ح ۳۲۱۳ كلاهما عن موسى بن عبداللّه النخعي .

2.راجع : ص ۳۷۷ ح ۳۲۲۲ .

3.راجع : ص ۳۰۳ (الهداة إلى معرفة اللّه عز و جل / أهل البيت عليهم السلام ) وص ۳۷۷ (ولاية أهل البيت عليهم السلام ) .

4.راجع : ص ۳۷۸ ح ۳۲۲۷.

5.راجع : ص ۲۹۵ ح ۳۰۹۸ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الثّالث
392

إرشادها التشريعيّ ـ تؤثّر في التكامل المعنويّ للإنسان تكوينيّا أيضا .
لقد أَطلق القرآن الكريم كلمة الإمام على مَن له درجات القرب ، وكان أَميرا لقافلة أَهل الولاية ، وحافظا لارتباط الإنسانية بهذه الحقيقة ، فالإمام هو الّذي اصطفاه اللّه سبحانه للسير بصراط الولاية قُدما ، وهو الّذي أَمسك بزمام الهداية المعنوية ، وعندما تشعُّ الولاية في قلوب العباد فإنّها أَشعة وخطوط ضوئيّة من منبع النور الّذي عنده ، والمواهب المتفرّقة روافد متّصلة ببحره اللامتناهي . ۱
يقول العلّامة الطباطبائيّ ـ رضوان اللّه عليه ـ بهذا الشأن :
وبالجمله فالإمام هادٍ يهدي بأَمر ملكوتيّ يصاحبه ، فالإمامة بحسب الباطن نحوُ ولاية للنَّاس في أَعمالهم ، وهدايتها إيصالها إيّاهم إلى المطلوب بأَمر اللّه ، دون مجرّد إراءة الطريق الّذي هو شَأن النبيّ والرسول ، وكلّ مؤمن يهدي إلى اللّه سبحانه بالنصح والموعظة الحسنة . ۲
بكلام آخر : إنّ الهداية الباطنيّة النورانيّة الّتي تتهيّأ للإنسان إثر قيامه بالواجبات الإلهيّة تُفاض عليه بواسطة الإنسان الكامل والإمام ، ۳ من هنا ، لا تفعل الأعمال الصالحة في تكامل الإنسان فعلها بلاصلة معنويّة به ، ولهذا عُدّت ولاية أهل البيت شرطا لقبول الأعمال ، كما قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله :
وَالَّذي بَعَثَني بِالحَقِّ نَبِيّا ، لَو أَنَّ رَجُلاً لَقِيَ اللّهَ بِعَمَلِ سَبعينَ نَبِيّا ثُمَّ لَم يَأتِ بِوِلايَةِ أُولِي الأَمرِ مِنّا أهلَ البَيتِ، ما قَبِلَ اللّهُ مِنهُ صَرفا ولا عَدلاً . ۴
ونقرأ في الزيارة الجامعة المرويّة عن الإمام الهادي عليه السلام :

1.خلافت وولايت (بالفارسية) : ص ۳۸۰ .

2.الميزان في تفسير القرآن : ج ۱ ص ۲۷۲ .

3.لمزيد التوضيح راجع : القيادة في الإسلام ، محمّد الريشهري : ص ۷۳ (القيادة الباطنيّة) .

4.الأمالي للمفيد : ص ۱۱۵ ح ۸ عن مرازم عن الإمام الصادق عليه السلام .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    رسول الموسوي، السید رضا الحسيني، عبدالهادي مسعودي، أحمد الديلمي، محمّد رضا محسني نيا، محمّد رضا وهّابي
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5873
صفحه از 575
پرینت  ارسال به