361
موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الثّالث

كلامٌ حول آيات معرفة اللّه

يعتبر القرآن الكريم جميع ما في عالم الوجود آياتٍ واضحة وعلائم بينة ودلالات صريحة على وجود خالق الكون ، يعني أنّ الموجودات جميعا من أصغر الذرّات إلى أكبر المجرّات ، ومن النواة إلى أكبر الأجرام السماوية ، ومن المخلوقات المرئية وغير المرئية ، كلّها خلقت لتكون آيةً واضحةً ومرآةً صادقةً ودليلاً قاطعا على وجود خالقها .
وإذا لم يكن ثمّة حجاب على نظر الإنسان ، ولم تُغلِق موانعُ المعرفة القلبية والعقلية مسامعَ قلبه وعقله ، فإنّه حيثما يتطلع في مرآة الموجودات الكونيّة من الأرض والجبال والصحاري والبحار والأشجار وغيرها ، يتجلّى له الخالق ـ جلّ وعلا ـ فالكون كلّه شاهد عليه ، وكلّ ما في الآفاق دليلٌ عليه ، فما أروعَ قول الشاعر :

فيا عجبا كيف يُعصى الإلهأم كيف يجحده الجاحدُ
وفي كلّ شيء له آيةٌتدلّ على أنّه واحدُ
ومن وجهة النظر القرآنية لا يمكن أن يكون الإنسان عارفا بالعالم وغير عارفٍ باللّه ، أي أنّه يرى المخلوقات ولا يرى خالقها ، ولا يمكن أن يتطلّع في مرآة الوجود فلا يتجلّى له خالق الوجود ، إلّا أن يكون هناك نقصٌ في نظره .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الثّالث
360
  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    رسول الموسوي، السید رضا الحسيني، عبدالهادي مسعودي، أحمد الديلمي، محمّد رضا محسني نيا، محمّد رضا وهّابي
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5785
صفحه از 575
پرینت  ارسال به