343
موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الثّالث

والاُخرويّة ، وأحكام الربوبيّة والعبوديّة كلّها تلخّصت في هذا الحديث ۱ .
إنّ تقويم ما قيل في شرح هذا الحديث يتطلّب مجالاً أوسع ، لكن يبدو أنّ الالتفات إلى ثلاث نقاط ضروريّ لأجل بيان معناه بدقّة ، وهي :
۱ . إن الحديث المذكور ناظر إلى بعض الآيات الكريمة ، فلابدّ من التأمّل في تلك الآيات .
۲ . ملاحظة سائر الروايات الّتي تُعدّ بمنزلة الشرح لهذا الحديث.
۳ . ملاحظة ما فهمه أصحاب الأئمّة من مفهوم معرفة النفس.
والتأمل في المعاني المذكورة للحديث يدلّ على أنّ النقاط الّتي اُشير إليها إمّا لم تنل نصيبها من الاهتمام ، أو قَلّ الاهتمام بها .

رابعا : أَوضح معاني الحديث

إنّ التمعّن والتدقيق في الآيات الّتي تدعو الإنسان إلى معرفة اللّه من خلال معرفة النفس ، ومجموع الأحاديث الّتي تبيّنها وتفسّرها ، وكذلك الرجوع إلى فهم المتكلّمين من أصحاب أهل البيت ، كلّ ذلك يُفضي إلى أنّ أوضح معاني الحديث هو الدعوة إلى معرفة النفس ، والتدبّر في الحِكَم الّتي مضت في خلق الإنسان ، وتُعبّر عن العلم والقدرة المطلقة لخالقه ، وهذه الحِكَم الّتي بيّنتها النصوص القرآنيّة والأحاديث هي عبارة عن كيفيّة خلق الإنسان من تراب ، وكيفيّة نشأته من نطفة ، وتصوير الجنين في الرحم ، ونفخ الروح في الجنين ، واختلاف الألسن والألوان ، وتأمين الأطعمة المطلوبة... إلخ ؛ وقد فُصّلت في الباب الثاني ، وهي من أيسر السبل إلى معرفة اللّه ۲
، وقد أوجز الإمام الصادق عليه السلام ـ في تبيين هذا الطريق ـ آيات

1.ميراث حديث شيعه (بالفارسية) : الدفتر الأوّل۲ ص ۱۵۷ .

2.راجع : موسوعة العقائد الإسلاميّة (معرفة اللّه ) : ج ۳ ص ۱۲۹ (دور معرفة الخلق في معرفة الخالق / خلق الإنسان) .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الثّالث
342

۳۱۹۴ . الغوثيّة شرح «مَن عَرَفَ نَفسَهُ فَقَد عَرَفَ رَبَّهُ» للسيّد محمّد مهدي التنكابني (بالفارسيّة) . ۱
يضاف إلى هذه الرسائل المستقلّة وجود شروح ضمنيّة كثيرة أيضا على هذا الحديث ، نشير فيما يأتي إلى بعضها :
۱ . صَدْ كلمه (بالفارسية) ، رشيد الدين وطواط ، الكلمة السادسة ، ص ۵ ـ ۶ .
۲ . الميزان في تفسير القرآن ، ج ۶ ، ص ۱۶۹ ـ ۱۷۶ .
۳ . صَدْ كلمه (بالفارسية) ، الاُستاذ حسن حسن زادة ، الكلمة ۲۶ .
۴ . هزار ويك نكته (بالفارسية) ، النّكات : ۱۰۵ ، ۱۲۸ ، ۵۴۱ .

ثالثا : معاني الحديث

قيل فيه معان كثيرة ، ذكر منها الاُستاذ حسن حسن زادة آملي اثنين وتسعين معنىً تحت عنوان: بعض المعاني الواردة في الحديث الشريف: «مَن عَرَفَ نَفسَهُ فَقَد عَرَفَ رَبَّهُ» ۲ .
يعتقد البعض أنّ في هذا الحديث إشاراتٍ لطيفة وإرشادات بيّنة لاُصول الدين: معرفة اللّه ، الصفات الثبوتيّة والسلبيّة ، العدل ، النبوّة ، الإمامة ، والمعاد ۳ .
ويرى بعض آخر أنّ جميع القضايا الفلسفيّة الأصيلة ، ومطالب الحكمة المتعالية القويمة ، والحقائق العرفانيّة الرصينة يمكن استنباطها منه . ۴
ويذهب فريق ثالث إلى أنّ جميع اُصول الدين وفروعه ، وكافّة الأحكام الدنيويّة

1.طبعت هذه الرسالة في كتاب ميراث حديث شيعه (بالفارسية) ، الدفتر الأوّل ، ص ۱۵۰ ـ ۱۷۲ .

2.هزار ويك كلمه (بالفارسية) : ج ۳ ص ۲۰۰ ، ۲۱۶ .

3.هزار ويك كلمه (بالفارسية) : ج ۳ ص ۲۱۷ .

4.هزار ويك كلمه (بالفارسية) : ج ۳ ص ۱۹۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    رسول الموسوي، السید رضا الحسيني، عبدالهادي مسعودي، أحمد الديلمي، محمّد رضا محسني نيا، محمّد رضا وهّابي
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5504
صفحه از 575
پرینت  ارسال به