195
موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الثّانی

من هنا فإنّ الأرض تحتاج إلى أربطة محكمة ومقاومة ، ومسامير عظيمة تتناسب مع حجمها ووزنها ، كي تربط أجزاءها المختلفة وتشدّ بعضها إلى بعض ، وتمنع عنها الاضطراب والتلاشي ، فقد أشارت التحقيقات العلميّة إلى أنّ تلك الأربطة المحكمة والمسامير المقاومة هي الجبال ، الَّتي تتميّز بجذور عميقة ووزن هائل يوجبان استحكام الأرض واستقرارها ، وقد بَيّن القرآن الكريم هذه الحقيقة في ثلاثة موارد ، صرّح فيها بأنّ الفائدة المترتّبة على الجبال هي المنع من اضطراب الأرض وألّا تميد بالناس ، وقد تعرّض أمير المؤمنين عليه السلام لبيان هذه الآيات بشكل دقيق جميل .

۴ . صلاحيّة الأرض للحياة

إنّ أغلب النقاط الواردة في القرآن الكريم والحديث الشريف بخصوص آيات معرفة اللّه سبحانه ۱ ودلائلها من خلال خَلق الأرض ، مثل : الجاذبيّة ، واستقرار الأرض ، والمعادن ، واللّيل ، والنهار ، والهواء ، والسحاب ، والمطر ، والأعشاب ، وغيرها ؛ هي في الواقع تدبيرات نظام الخلق لتأهيل الأرض كي تكون صالحةً لحياة الإنسان .
وممّا يجدر ذكره أنّ عددا من هذه النقاط قد جاء في الفصول المختلفة من هذا القسم ، ولا سيّما في الفصل الثالث ، ويأتي عدد آخر في الأقسام المختلفة من هذه الموسوعة بإذن اللّه .

1.راجع : موسوعة العقائد الإسلاميّة (معرفة اللّه ) : ج ۳ ص ۱۱۳ (دور معرفة الخلق في معرفة الخالق) .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الثّانی
194

ويبدو أنّ التوجيهات المذكورة غير محكمة ، وبالتالي فهي غير مقبولة ؛ إذ بناءً على القواعد الَّتي علّمَنا إيّاها أهلُ البيت عليهم السلام في تقويم الروايات المنسوبة إليهم لا حيلة لنا إلّا ردّها والاعتقاد بوضعها ؛ لمخالفتها العقل والعلم والقرآن وسائر أحاديثهم عليهم السلام .

۲ . استقرار الأرض

إنّ استقرار الأرض وسكونها يُعَدّ أحد أدلّة الحكمة والتدبير في خَلْقها ، وندرك أهمّية هذا الموضوع حينما نعلم أنّنا نعيش في سفينة فضائيّة عظيمة يبلغ وزنها (۶۶۰۰ بليون بليون طن) ، وعلى متنها من المسافرين اليوم ما يقرب من ستّة مليارات ، وتسبح في الفضاء بسرعة تعادل (۱۴۴۰ كيلومترا) في الساعة في حركتها الوضعيّة ، و (۰۰۰/۷۰ كيلومترا) في حركتها التبعيّة ، و (۲۸۰/۱۰۷ كيلومترا) في حركتها الانتقاليّة ، وهي مع كلّ هذه الحركات المختلفة ساكنة ومستقرّة بشكل تامّ !
وقد أشار القرآن الكريم مرّات عديدة إلى هذه النقطة المهمّة ، ودعا الناس إلى التأمّل والنظر فيها . ۱

۳ . دور الجبال في استقرار الأرض

تتعرّض الأرض للتزلزل والاضطراب والتلاشي من ناحيتين :
أ ـ الحركات السريعة والمتنوّعة الَّتي أشرنا إليها ، وهي : الحركة الوضعيّة ، والحركة التبعيّة ، والحركة الانتقاليّة .
ب ـ الغازات المتراكمة في باطنها المُهيّأة لأعنف الانفجارات .

1.راجع : ص ۲۳۹ (تأهيل الأرض للمعيشة) .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    رسول الموسوي، السید رضا الحسيني، عبدالهادي مسعودي، أحمد الديلمي، محمّد رضا محسني نيا، محمّد رضا وهّابي
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5430
صفحه از 563
پرینت  ارسال به