41
موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الأوّل

البيت عليهم السلام ، أمّا تعريفها عند أهل السنّة فهي عبارة عن قول النبيّ وفعله وتقريره .

تعميم معنى السنّة إلى أحاديث أهل البيت عليهم السلام

ثَمَّ أدلّة وافرة من كتاب اللّه وحديث رسول اللّه صلى الله عليه و آله لإثبات المرجعية العلمية والدينية لأهل البيت عليهم السلام ، وأنّ حجّية قولهم وفعلهم وتقريرهم على حدّ حجّية قول النبيّ صلى الله عليه و آله وفعله وتقريره ، ممّا يعني تعميم السُّنّة إلى الأحاديث الواردة عن أهل البيت عليهم السلام . لكن لمّا كانت هذه المقدّمة لا تسع لاستيفاء تلك الأدلّة بأجمعها ۱ ، فسنقتصر على تقديم ثلاثة منها تتّسم بالنصاعة والوضوح ، نعرض لها كما يلي :

۱ . وجوب التمسّك بأهل البيت عليهم السلام

تُعدّ الأحاديث التي لها دلالة على التمسّك بأهل البيت عليهم السلام متواترة معنوياً ؛ إذ يأتي في طليعة هذه الأحاديث «حديث الثقلين» الذي يعدّ أكثرها قطعية من حيث السند ، وأمضاها وضوحاً من حيث الدلالة .
في هذا الحديث جعل النبيّ صلى الله عليه و آله أهلَ بيته عِدلاً للقرآن ، حيث أعلن ذلك إلى الناس وراح يكرّر المرّة تلو الاُخرى بأنّ التمسّك بالقرآن والعترة معاً هو الذي يعصم الاُمّة الإسلامية عن الضلال من بعده ، على ما يومئ إليه الحديث نفسه :
إنّي تارِكٌ فيكُم ما إن تَمَسَّكتُم بِهِ لَن تَضِلّوا بَعدي ، أحَدُهُما أعظَمُ مِنَ الآخَرِ ؛ كِتابَ اللّهِ حَبلٌ مَمدودٌ مِنَ السَّماءِ إلَى الأَرضِ ، وعِترَتي أهلَ بَيتي ، ولَن يَتَفَرَّقا حتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ. ۲

1.راجع : موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام في الكتاب والسنّة والتاريخ : ج ۲ و هذه الموسوعة: ج ۶ .

2.سنن الترمذي : ج ۵ ص ۶۶۳ ح ۳۷۸۸ عن زيد بن أرقم ، كنز العمّال : ج ۱ ص ۱۷۳ ح ۸۷۳ ؛ كمال الدين : ص ۲۳۸ ح ۵۶ عن زيد بن أرقم ، بحار الأنوار : ج ۲۹ ص ۳۴۰ ح ۷ . ولمزيد الاطّلاع راجع : هذه الموسوعة: ج ۶ ص ۱۴۵ (دراسة حول حديث الثقلين ودلالته على استمرار إمامة أهل البيت عليهم السلام ).


موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الأوّل
40

موقع السّنّة في مجال المعرفة الدّينيّة

۲

لا ريب في أنّ القرآن الكريم هو أساس المعرفة الدينية في الإسلام ومنشؤها ، وهو أصلها ومنطلقها ، بيد أنّ ذلك لا يعني عدم إثارة عدد من الأسئلة وإخضاعها للدراسة والبحث ؛ ومنها ما يلي :
هل يمكن استمداد المعارف الدينية من القرآن مباشرة أم ينبغي ولوج المعرفة القرآنية والدخول إلى فنائها عن طريق السنّة؟
هل بمقدور القرآن الكريم أن يفي بتأمين احتياجات الاُمّة الإسلامية وحده أم أنّه ينهض بأداء هذه المهمّة وتلبية متطلّبات الإنسان إلى جوار السنّة؟
وباختصار : هل للسنّة دور مستقلّ أو غير مستقلّ تؤدّيه في مضمار المعرفة الدينية أو لا؟

أولاً : معنى السنّة

«السُّنّة» في اللغة بمعنى السيرة والطريقة ، ومعناها في اصطلاح علم الحديث : قول النبيّ وأهلِ بيته الكرام وفعلُهم وتقريرهم ۱ . ۲
على أنّ ما يجدر التنبيه إليه أنّ هذا التعريف للسُّنّة هو ما يتبنّاه أتباع أهل

1.في بعض التعاريف اُضيفت لفظة «وصفتهم» أيضا ، والمراد من ذلك الخصائص الجسميّة أو الروحيّة .

2.فالأحاديث ليست هي السنّة ، بل هي الناقلة لها والحاكية عنها ، ولكن قد تسمّى بالسنّة توسّعا من أجل كونها مثبتة لها (اُصول الفقه للمظفّر : ج ۳ ص ۵۴) .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    رسول الموسوي، السید رضا الحسيني، عبدالهادي مسعودي، أحمد الديلمي، محمّد رضا محسني نيا، محمّد رضا وهّابي
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6702
صفحه از 671
پرینت  ارسال به