وكلماتهم الوضّاءة مع وطأة الإحساس بغربة هذه الكنوز المعنوية والغفلة عنها ، ليؤلّفا معاً حافزاً دفع بي لكي أبذل ما يسعني من جهد ، لإشاعة ثقافة رواية الحديث ودرايته .
الومضة الاُولى
عندما كنت مشغولاً بمواصلة الدراسة العلمية في حوزة النجف الأشرف عام ۱۳۸۷ ه . ق ، كنت اُدوّن ما يلوح لي من ملاحظات على المجموعات الحديثية التي كنت اُراجعها واُدوّن ما يروق لي ويلفت نظري ، لكن من دون أن اُدرك إطلاقاً المدى الذي تبلغه البركات التي تستبطنها هذه الملاحظات والبركات التي تخبّئها ، ومن دون أن أحدس الشوط الذي يمكن أن تنتهي إليه في المستقبل .
الحقيقة ، أنّ تلك الملاحظات والهوامش قد مثّلت الومضات المباركة التي أضاءت الطريق واستحالت إلى مشروع ميزان الحكمة ببركة باب حكمة النبيّ ۱ ، كما كانت الشرارة التي مهّدت السبيل إلى اتّقاد مشعل «مؤسّسة دار الحديث العلمية الثقافية» ووهجها المنير ، وأدّت إلى انطلاقها مع الأقسام والنشاطات والفعّاليّات ذات الصلة بها ، وإنّ أملي كبير بفضل اللّه ومنّه في أن تزداد بركاتها وتكثُر مواهبها في المستقبل .
تأليف «ميزان الحكمة»
أثناء مطالعاتي للأحاديث الإسلامية وممارسة عملية البحث والتحليل ، استقطب اهتمامي نقطتان مثّلتا فيما بعد الحافز الرئيس للتأليف في هذا المجال ، وكانتا الباعث الذي أدّى في النهاية إلى تأسيس دار الحديث ، هما :