23
موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الأوّل

النقطة الاُولى

احتواء القرآن الكريم والحديث الشريف على الطاقة الهائلة والإمكانات العظيمة التي تلبّي احتياجات المجتمع العقائدية والأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وإشباعها على جميع هذه الأصعدة ، على النحو الذي لو تمّ فعلاً بيان معطياتهما الصحيحة للإنسانية باُسلوب معاصر ولغة موائمة لاستطاع الإسلام أن يحقّق مكانة لا تُضاهى في العصر الحاضر ، ويكسب من الأنصار ما يفوق أنصاره في أيّ وقت آخر .

النقطة الثانية

إنّ مَثَل الأحاديث الإسلامية كمثل آيات القرآن يفسّر بعضها بعضاً ، وإنّ عملية تنظيم الأحاديث وصفّها موضوعيّاً ، خاصّة إذا تمّ ذلك إلى جوار العرض الموضوعي لآيات القرآن ، يؤدّي إلى الفهم الدقيق للتعاليم الإلهية ومقاصد النبيّ وأهل البيت في هذه النصوص ، بالإضافة إلى المساهمة الفعّالة التي تقدّمها في تشخيص مدى صحّة الأحاديث وسقمها ، ثُمّ تتضاعف أهمّية هذه المنهجية وتسجّل لنفسها معطىً آخر يتمثّل بتيسير تعامل الباحثين مع الإسلام الأصيل ، وسهولة بلوغهم حقائق هذا الدين وانتفاعهم بها .
لقد نُفّذت هذه الخطوة إلى حدٍّ ما في مجال الأحاديث الفقهية ، وإن كانت لا تزال هناك مسافة تفصل هذا المسار عن النقطة المرجوّة ، بيد أنّ الأمر يختلف بشأن الأحاديث غير الفقهية سواء أكانت عقائدية أم أخلاقية أم اجتماعية أم تاريخية وما إلى ذلك ممّا تمسّ إليه الحاجة في العصر الحاضر ، وتعمّ به البلوى وتشتدّ إليه حاجة الناس في هذا الوقت ؛ إذ أنّ جهود علماء المسلمين من الماضين التي سجّلت لهم مبادرات فرديّة جبّارة وجهود مضنية بذلوها في هذا السبيل ، لم تستطع


موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الأوّل
22

وكلماتهم الوضّاءة مع وطأة الإحساس بغربة هذه الكنوز المعنوية والغفلة عنها ، ليؤلّفا معاً حافزاً دفع بي لكي أبذل ما يسعني من جهد ، لإشاعة ثقافة رواية الحديث ودرايته .

الومضة الاُولى

عندما كنت مشغولاً بمواصلة الدراسة العلمية في حوزة النجف الأشرف عام ۱۳۸۷ ه . ق ، كنت اُدوّن ما يلوح لي من ملاحظات على المجموعات الحديثية التي كنت اُراجعها واُدوّن ما يروق لي ويلفت نظري ، لكن من دون أن اُدرك إطلاقاً المدى الذي تبلغه البركات التي تستبطنها هذه الملاحظات والبركات التي تخبّئها ، ومن دون أن أحدس الشوط الذي يمكن أن تنتهي إليه في المستقبل .
الحقيقة ، أنّ تلك الملاحظات والهوامش قد مثّلت الومضات المباركة التي أضاءت الطريق واستحالت إلى مشروع ميزان الحكمة ببركة باب حكمة النبيّ ۱ ، كما كانت الشرارة التي مهّدت السبيل إلى اتّقاد مشعل «مؤسّسة دار الحديث العلمية الثقافية» ووهجها المنير ، وأدّت إلى انطلاقها مع الأقسام والنشاطات والفعّاليّات ذات الصلة بها ، وإنّ أملي كبير بفضل اللّه ومنّه في أن تزداد بركاتها وتكثُر مواهبها في المستقبل .

تأليف «ميزان الحكمة»

أثناء مطالعاتي للأحاديث الإسلامية وممارسة عملية البحث والتحليل ، استقطب اهتمامي نقطتان مثّلتا فيما بعد الحافز الرئيس للتأليف في هذا المجال ، وكانتا الباعث الذي أدّى في النهاية إلى تأسيس دار الحديث ، هما :

1.إشارة إلى الحديث النبوي : «أنَا مَدينَةُ الحِكمَةِ وعَلِيٌ بابُها» . راجع : موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام في الكتاب والسنّة والتاريخ : ج ۶ ص ۲۷ (القسم الحادي عشر / المنزلة العلمية / باب حكمة النبيّ صلى الله عليه و آله ) .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    رسول الموسوي، السید رضا الحسيني، عبدالهادي مسعودي، أحمد الديلمي، محمّد رضا محسني نيا، محمّد رضا وهّابي
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6700
صفحه از 671
پرینت  ارسال به