19
موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الأوّل

حدّ كبير ، فبعد أن تكتمل الخطوات السابقة يصبح بمقدور المختصّين بالحديث ، ممارسة عملية تحليل الأحاديث التي تتّصل بكلّ موضوع ونقدها للخروج من ذلك كلّه بحصيلة تسمح لهم بتحديد مقدار ما تتّسم به الأحاديث المعنية من صحّة وسقم ، كما تسمح لهم أيضاً إبداء رؤاهم وما انتهوا إليه من رؤى الإسلام ونظريّاته حيال ذلك الموضوع ، لكن لكي يستفيد عامّة الباحثين على مستوى العالم من الموسوعات الحديثية على نحو ميسّر ، ولكي تزداد المنافع التي يجنونها منها ، ينبغي أن تقترن هذه المدوّنات بخلاصات تقدّمها لكلّ موضوع تأتي تحت عنوان «المدخل» ، ما خلا الأحاديث ذات الاستعمال التخصّصي الخاصّ ، كما هو الحال في الأحاديث الفقهية مثلاً .

۶ . التكشيف

ربّما انطوى الحديث أحياناً على مجموعة من المدلولات ذات الصلة بمختلف مجالات العلوم على النحو الذي تتطلّب عملية تغطية هذه المدلولات تكرار الحديث في الموضوعات المختلفة ، بل تكراره في الموضوع الواحد أيضاً ، ممّا يؤدّي إلى ازدياد حجم المدوّنة على نحو غير منطقي ، ويجعل مراجعتها عملية شاقّة تبعث على الملالة والسأم ، مضافاً إلى أنّ اقتناص المدلولات الدقيقة التي تتضمّنها الأحاديث هي عملية صعبة لا تتيسّر لعامّة الباحثين ، بل لا تعدّ ممكنة لهم في الكثير من المواضع .
وهنا يأتي دور التكشيف والفَهرَسة ، فمن خلال تنظيم مدلولات الحديث في كشّافات مختصّة بوضع أقراص لهذه الكشّافات ، لا تحلّ هذه المشكلة فحسب ، بل يمدّ المجال الاستعمالي للأحاديث إلى العلوم والفنون بشكل غير متناهٍ .
لكن ينبغي الانتباه إلى أن تكشيف الحديث ، ليس بالمهمّة التي ينهض بها أيّ


موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الأوّل
18

مختلف المجالات ، بل حتّى لو نسب إليهم حديث على نحو غير لائق فينبغي عرضه تحت العنوان الخاصّ به ، ويصار من ثَمّ إلى إثبات عدم صحّته .

۳ . التصنيف الشجري

لكي تنطوي المدوّنة الحديثية على الكفاءة والفاعلية اللازمة ، ينبغي بالإضافة إلى الشمولية والإحاطة أن تكون مصنّفة شجرياً ، على النحو الذي تجمع فيه الأحاديث ذات الصلة بموضوع ما في مكان واحد ، وأن تأتي المجموعات المختلفة التي تضمّها إلى جوار بعضها ، في نطاق مسار منطقي منظّم يتحرّك من الكلّي إلى الجزئي .
فبالإضافة إلى ما تفضي إليه عملية تنظيم الأحاديث وتصفيفها على نحو منطقي صحيح ، من تيسير العثور على المتون الإسلامية والتعامل معها ، فإنّ هذه العملية توفّر تلقائياً الأرضية المناسبة لفهم معانيها على نحو دقيق .

۴ . الاختصار

من الخصائص الاُخرى للمدوّنة الحديثية المنشودة ، أن تكون مختصرة إلى حيث ما يكون ذلك ممكناً ، ولكن من دون أن يضرّ هذا المنحى بشمولها وإحاطتها .
إنّ المبادرة إلى حذف الأحاديث المتشابهة ، وذكر مصادرها والاختلافات فيما بينها في الهوامش ، خطوات يمكن أن تسهم في ضمان هذا الهدف ، بحيث يتيسّر للباحث أن يبلغ رغبته والغاية التي يرجوها من بحثه بأقصر مدّة ممكنة .

۵ . النقد والتمحيص والاستخلاص

الخصائص الأربع المشار لها آنفاً تهيّئ الأجواء المناسبة لانطلاق عملية نقد السند والمتن وتمحيصهما ، وتقويم محتوى الحديث ، وضبط دلالته وما يتّصل بذلك إلى

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    رسول الموسوي، السید رضا الحسيني، عبدالهادي مسعودي، أحمد الديلمي، محمّد رضا محسني نيا، محمّد رضا وهّابي
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6444
صفحه از 671
پرینت  ارسال به