وخاصّة للباحثين ، ويتّسم موضوعان من بين هذه المكاسب بأهمّية أكبر ، هما :
أ ـ إنّها تبيّن الترابط الوثيق الذي لا ينفكّ بين القرآن والسنّة والعترة ، كما تبيّن التلاحم العضوي الذي لا ينفصم بين الثقل الأكبر والثقل الأصغر .
ب ـ إنّها تزيد الاطمئنان بصدور تلك الأحاديث التي لا تحظى بالاعتبار اللازم من الناحية السندية ، لكنّها تقع في الفضاء العامّ لتعاليم القرآن ، وربّما حصل للباحث المحقّق الاطمئنان بالصدور من خلال الاستناد إلى قرائن مختلفة .
۲ . الشمولية
يأخذ عنصر الشمولية موقعه بوصفه أحد الشروط الأوّلية للبحث ، خاصّة البحوث الدينية ؛ لأنّه ليس بمقدور الباحث أن ينسب نظريةً ما إلى الدين وشارعه من دون أن يحيط بجميع كلام الشارع المقدّس حيال موضوع تلك النظرية ، ويستوعب موارد العموم والخصوص ، والإطلاق والتقييد ، ويلاحظ موارد التعارض وأمثال ذلك .
وفضلاً عن الإحاطة بالأحاديث التي تتّصل بموضوع ما ، من الضروري أيضاً معرفة الموضوع نفسه لبلوغ مقصد الشارع وتأسيس النظرية الدينية ذات الصلة ، تماماً كما نبّه الإمام الخميني على ذلك ، وحثّ عليه بقوله :
الزمان والمكان عنصران أساسيّان في الاجتهاد ، فربّ مسألة كان لها حكم معيّن في القديم ، قد تبدو في الظاهر وكأنّها نفس المسألة السابقة إلّا أنّها في ظلّ العلاقات السائدة على السياسة والاجتماع والاقتصاد في نطاق نظام معيّن ، قد يكون لها حكم آخر ؛ بمعنى أنّ الإحاطة الدقيقة بالعلاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية جعلت الموضوع الأوّل والذي يبدو في الظاهر وكأنّه لم يتغيّر عن الموضوع السابق ، جعلته موضوعاً جديداً حقّاً ، وهو يتطلب حكماً جديداً بالضرورة ...
ومن خصائص المجتهد الجامع هو أن يكون محيطاً بطرق مواجهة حِيَل الثقافة