۳ . روضة الشهداء
لكمال الدين الحسين بن عليّ الواعظ الكاشفي (ت ۹۱۰ هـ . ق) ، المبدع للاُسلوب القصصيّ والوعظيّ في رواية الأحداث التاريخية ، ولا نعلم مذهبه على التحديد، أهو سنّي أم شيعيّ ، ولكنّه مولع في حبّ أهل البيت عليهم السلام ، وقد حوّل الأحداث التاريخيّة إلى قصص باُسلوب نثري جميل ، وخاصّة حادثة عاشوراء ، ومزج بين المواضيع المعتبرة وغير المعتبرة ، وبين ذات السند والفاقدة له . وقد أدّى هذا الاُسلوب الجديد ـ مضافا لتأليف الكتاب باللغة الفارسيّة ، وأيضا هدف المؤلّف من تأليفه، وهو قراءته في مجالس العزاء ـ إلى أن لا يعدّ هذا الكتاب كتابا تاريخيّاً ، وإنّما عدّ كتابا إعلاميّا بل خياليّاً .
وللأسف فإنّ عدم الالتفات إلى هذا الموضوع ، وقراءة الكتاب واستنساخه المتكرّر ـ حتّى أدّى إلى أن سُمّي خطباء مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السلام باللغة الفارسية «روضه خوانان» أي «قرّاء الروضة» ـ كلّ ذلك هيّأ الأرضيّة لنفوذ الكثير من المعلومات غير الصحيحة التي ينطوي عليها هذا الكتاب في ثقافة عاشوراء ، وحلّت «لغة الحال» ، في العديد من المواضع محلّ «لغة المقال» .
وقد أشار محقّق الكتاب والمحشّي عليه ـ العلّامة الميرزا أبو الحسن الشعراني ـ في مقدّمته على هذا الكتاب إلى هذا الموضوع قائلاً :
علينا أن لا نتعجّب من النقل الضعيف في روضة الشهداء ؛ لأنّه قويّ في أداء غرض الواعظ ، حتّى وإن كان غير كافٍ لغرض المؤرّخ. ۱
وقبل الشعراني فقد اعتبر الميرزا عبداللّه أفندي ـ العالم والببليوغرافي المعاصر والمساعد للعلّامة المجلسي رحمه الله ـ أكثرَ روايات هذا الكتاب بل جميعها مأخوذة من الكتب غير المشهورة وغير الصالحة للاعتماد ، ۲ وقد أيّد السيّد محسن الأمين أيضاً هذا الكلام ، ۳