57
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الأوّل

الحاكم في ذلك العصر ، ولم يشر إلّا إلى طلب يزيد البيعة من الإمام الحسين عليه السلام ، ودخول الإمام عليه السلام كربلاء ، وشهادة الإمام مع أصحابه ، وكذلك التنبّؤ بشهادة الإمام .
وقد روى اليعقوبي الأحداث دون ذكر سلسلة السند كغيره من المؤرّخين ، ولذلك يجب أن نقارن معطياته مع المعلومات الاُخرى ؛ مثل مقتل أبي مخنف الذي يشبهه إلى حدّ كبير ؛ كي يحصل الاطمئنان بما ذكره . ويحظى تاريخ اليعقوبي باهتمام العلماء ، وله طبعات عديدة .

۷ . تاريخ الاُمم والملوك (تاريخ الطبري)

لأبي جعفر محمّد بن جرير الطبري (ت ۳۱۰ هـ . ق) ، من المؤرّخين والمفسّرين والمحدّثين البارزين لأهل السنّة ، وقد ألّف أضخم الكتب التاريخيّة حتّى عصره . ويبدأ هذا الكتاب برواية تاريخ الأنبياء ، وكذلك تاريخ إيران قبل الإسلام ، وبعد ذكر الأحداث حتّى هجرة النبيّ صلى الله عليه و آله ، عمد إلى نقل الأحداث المهمّة في القرون الثلاثة الاُولى من تاريخ الإسلام حسب تسلسل التاريخ الهجري ، وكما هو واضح من اسم الكتاب ، فإنّ تاريخ الطبري يعتبر مصدراً في التاريخ السياسي .
رغم أنّ رواياته لا تتمتّع باعتبار واحد ؛ وخاصّة في روايات أشخاصِ مثل سيف بن عميرة والتي لم يعمد الطبري إلى نقدها ، فإنّنا نواجه مشكلة بشأنها ، إلّا أنّه نقل الكثير منها مقرونا بالأسانيد التي كانت في متناول المؤلّف وعلى شاكلة الكتب الحديثيّة ، ولذلك يمكن نقدها ودراستها .
يعتبر تاريخ الطبري ، وخاصّة القسم المتعلّق بالعامين ۶۰ و۶۱ هجريّة ، من المصادر القَيّمة لتاريخ كربلاء ، خاصّة وأنّه يمثّل طريقنا الرئيس والكامل تقريباً للوصول إلى مقتل أبي مخنف المهمّ ، وكذلك مقتل هشام الكلبي . ورغم أنّ هشام الكلبي نقل عن مقتل أبي مخنف ، إلّا أنّه ضمّ أخباراً تزيد على ما نقله أبو مخنف بسبب الإسناد الآخر الذي وصله . وبذلك يضع أمامنا عددا كبيرا من الأخبار الموثّقة بالإضافة إلى ما نقله الطبري عن الواقدي ، المؤرّخ المعروف والقديم لتاريخ صدر الإسلام ، وكذلك ما رواه عمّار الدهني


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الأوّل
56

الروايات دون سند ، كعامّة المؤرّخين ، كما نقل في أحد المواضع من كتابه خبرا عن حميد بن مسلم ؛ الراوي المعروف الذي شهد كربلاء . ۱
والنقطة الاُخرى في هذا الكتاب هي الانسجام العامّ والإجمالي لأخباره مع روايات المؤرّخين الآخرين ، وخاصّة روايات أبي مخنف والطبري ، وهذا ما يجعل الكثير من أخباره صالحاً للاعتماد ، وأمّا الاختلافات الجزئيّة والتعبيرات المختلفة فهي إلى جانب قدمها ، دالّة على قربه واعتماده على المصادر من الدرجة الاُولى ، ولذلك يمكن اعتبار كتاب الأخبار الطوال من الكتب الأساس ومن الدرجة الاُولى في تاريخ عاشوراء ، وتصنيفه في عداد الكتب المشتملة على تاريخ هذه الوقعة والصالحة للاعتماد . ۲
والجدير بالذكر أنّ ابن النديم في الفهرست وياقوت الحموي ( المتوفّى سنة ۶۲۶ هـ . ق) في معجم الاُدباء وغيرهما ، نسبوا بصراحةٍ الأخبارَ الطوالَ إلى الدينوري ، بل إنّ ابن إدريس (المتوفّى ۵۹۸ ه . ق) نقل منه بعض المعلومات . ولهذا الكتاب طبعات عديدة . ۳

۶ . تاريخ اليعقوبي

لابن واضح أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر المعروف باليعقوبي (ت ۲۹۲ هـ . ق) ، من مؤرّخي العصر العبّاسي ، وهو شيعيّ المذهب خلافاً لمعظم مؤرّخي ذلك العصر ، وقد ألّف اليعقوبي دورة من تاريخ العالم من لدن سيّدنا آدم عليه السلام حتّى سنة ۲۵۹ للهجرة ، وقد اهتمّ بالأحداث السياسية في تدوينه لهذا الكتاب التاريخي بصورة أكبر ، ولم يتناول تاريخ كربلاء بشكل موسّع ، رغم كونه شيعيّاً ، ولعلّ السبب في ذلك هو الخوف وضيق الخناق

1.. الأخبار الطوال : ص ۲۶۰.

2.. راجع : تأملي در نهضت عاشوراء «بالفارسيّة» : ص ۲۴.

3.. لمزيد من الاطّلاع على هذه الملاحظة ، راجع : مجلّه نور علم «بالفارسيّة» ، العدد ۳۸ ، لشهر إسفند ۱۳۶۹ ه . ش مقالاً تحت عنوان «معرفي الأخبار الطوال» للسيّد علي مير شريفي .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4544
صفحه از 426
پرینت  ارسال به