الحاكم في ذلك العصر ، ولم يشر إلّا إلى طلب يزيد البيعة من الإمام الحسين عليه السلام ، ودخول الإمام عليه السلام كربلاء ، وشهادة الإمام مع أصحابه ، وكذلك التنبّؤ بشهادة الإمام .
وقد روى اليعقوبي الأحداث دون ذكر سلسلة السند كغيره من المؤرّخين ، ولذلك يجب أن نقارن معطياته مع المعلومات الاُخرى ؛ مثل مقتل أبي مخنف الذي يشبهه إلى حدّ كبير ؛ كي يحصل الاطمئنان بما ذكره . ويحظى تاريخ اليعقوبي باهتمام العلماء ، وله طبعات عديدة .
۷ . تاريخ الاُمم والملوك (تاريخ الطبري)
لأبي جعفر محمّد بن جرير الطبري (ت ۳۱۰ هـ . ق) ، من المؤرّخين والمفسّرين والمحدّثين البارزين لأهل السنّة ، وقد ألّف أضخم الكتب التاريخيّة حتّى عصره . ويبدأ هذا الكتاب برواية تاريخ الأنبياء ، وكذلك تاريخ إيران قبل الإسلام ، وبعد ذكر الأحداث حتّى هجرة النبيّ صلى الله عليه و آله ، عمد إلى نقل الأحداث المهمّة في القرون الثلاثة الاُولى من تاريخ الإسلام حسب تسلسل التاريخ الهجري ، وكما هو واضح من اسم الكتاب ، فإنّ تاريخ الطبري يعتبر مصدراً في التاريخ السياسي .
رغم أنّ رواياته لا تتمتّع باعتبار واحد ؛ وخاصّة في روايات أشخاصِ مثل سيف بن عميرة والتي لم يعمد الطبري إلى نقدها ، فإنّنا نواجه مشكلة بشأنها ، إلّا أنّه نقل الكثير منها مقرونا بالأسانيد التي كانت في متناول المؤلّف وعلى شاكلة الكتب الحديثيّة ، ولذلك يمكن نقدها ودراستها .
يعتبر تاريخ الطبري ، وخاصّة القسم المتعلّق بالعامين ۶۰ و۶۱ هجريّة ، من المصادر القَيّمة لتاريخ كربلاء ، خاصّة وأنّه يمثّل طريقنا الرئيس والكامل تقريباً للوصول إلى مقتل أبي مخنف المهمّ ، وكذلك مقتل هشام الكلبي . ورغم أنّ هشام الكلبي نقل عن مقتل أبي مخنف ، إلّا أنّه ضمّ أخباراً تزيد على ما نقله أبو مخنف بسبب الإسناد الآخر الذي وصله . وبذلك يضع أمامنا عددا كبيرا من الأخبار الموثّقة بالإضافة إلى ما نقله الطبري عن الواقدي ، المؤرّخ المعروف والقديم لتاريخ صدر الإسلام ، وكذلك ما رواه عمّار الدهني