327
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الأوّل

قالَ : فَداوودُ وسُلَيمانُ عليهماالسلام ، مِن ذُرِّيَّتِهِ؟ قالَ : نَعَم .
قالَ يَحيى : ومَن نَصَّ اللّهُ عز و جل عَلَيهِ بَعدَ هذا أنَّهُ مِن ذُرِّيَّتِهِ؟
فَقَرَأَ الحَجّاجُ : «وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَ مُوسَى وَ هَـرُونَ وَكَذَ لِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ» .
قالَ يَحيى : ومَن؟ قالَ : «وَزَكَرِيَّا وَ يَحْيَى وَ عِيسَى» .
قالَ يَحيى : ومِن أينَ كانَ عيسى عليه السلام مِن ذُرِّيَّةِ إبراهيمَ ولا أبَ لَهُ؟ قالَ : مِن قِبَلِ اُمِّهِ مَريَمَ . قالَ يَحيى : فَمَن أقرَبُ ؛ مَريَمُ مِن إبراهيمَ عليه السلام أم فاطِمَةُ مِن مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ؟ وعيسى عليه السلام مِن إبراهيمَ عليه السلام أمِ الحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهماالسلام مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؟
قالَ الشَّعبِيُّ : فَكَأَنَّما ألقَمَهُ حَجَرا .
فَقالَ : أطلِقوهُ قَبَّحَهُ اللّهُ! وَادفَعوا إلَيهِ عَشَرَةَ آلافِ دِرهَمٍ ، لا بارَكَ اللّهُ لَهُ فيها!
... ولَم يَزَلِ [ الحَجّاجُ ] مِمَّا احتَجَّ بِهِ يَحيَى بنُ يَعمُرَ واجِما ۱ . ۲

۲ / ۲

الإِمامَةُ وَالقِيادَةُ

۳۵۰.علل الشرائع عن أبي سعيد عن الحسن بن عليّ عليه السلام عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :الحَسَنُ وَالحُسَينُ إمامانِ قاما أو قَعَدا . ۳

1.واجِما : أي مهتمّا . والواجم : الذي أسكَتَهُ الهَمّ وعَلَتهُ الكآبة . وقيل : الوجوم : الحُزن (النهاية : ج۵ ص۱۵۷ «وجم») .

2.كنزالفوائد : ج ۱ ص ۳۵۷ ، شرح الأخبار : ج ۳ ص ۹۲ الرقم ۱۰۲۱ ، بحار الأنوار : ج ۲۵ ص ۲۴۳ الرقم ۲۶ ؛ عيون الأخبار في مناقب الأخيار : ص ۵۵ نحوه .

3.علل الشرائع : ص ۲۱۱ ح ۲ ، كفاية الأثر : ص ۳۸ عن أبي ذرّ الغفاري عنه صلى الله عليه و آله ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ۳ ص ۳۹۴ ، روضة الواعظين : ص ۱۷۴ ، عوالي اللآلي : ج ۴ ص ۹۳ ح ۱۳۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۳ ص ۲۹۱ ح ۵۴ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الأوّل
326

فَنَظَرَ إلَيَّ الحَجّاجُ وقالَ : اِسمَع ما يَقولُ ، فَإِنَّ هذا مِمّا لَم أكُن سَمِعتُهُ عَنهُ ، أتَعرِفُ أنتَ في كِتابِ اللّهِ عز و جلأنَّ الحَسَنَ وَالحُسَينَ مِن ذُرِّيَّةِ مُحَمَّدٍ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؟ فَجَعَلتُ اُفَكِّرُ في ذلِكَ ، فَلَم أجِد فِي القُرآنِ شَيئا يَدُلُّ عَلى ذلِكَ .
وفَكَّرَ الحَجّاجُ مَلِيّا ، ثُمَّ قالَ لِيَحيى : لَعَلَّكَ تُريدُ قَولَ اللّهِ عز و جل : «فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَ أَبْنَاءَكُمْ وَ نِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَ أَنفُسَنَا وَ أَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَـذِبِينَ» ۱ ، وأنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله خَرَجَ لِلمُباهَلَةِ ، ومَعَهُ عَلِيٌّ وفاطِمَةُ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ ؟
قالَ الشَّعبِيُّ : فَكَأَنَّما أهدى لِقَلبي سُرورا ، وقُلتُ في نَفسي : قَد خَلَصَ يَحيى ، وكانَ الحَجّاجُ حافِظا للِقُرآنِ .
فَقالَ لَهُ يَحيى : وَاللّهِ ، إنَّها لَحُجَّةٌ في ذلِكَ بَليغَةٌ ، ولكِن لَيسَ مِنها أحتَجُّ لِما قُلتُ ، فَاصفَرَّ وَجهُ الحَجّاجِ ، وأطرَقَ مَلِيّا ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ إلى يَحيى وقالَ : إن جِئتَ مِن كِتابِ اللّهِ بِغَيرِها في ذلِكَ فَلَكَ عَشَرَةُ آلافِ دِرهَمٍ ، وإن لَم تَأتِ بِها فَأنَا في حِلٍّ مِن دَمِكَ! قالَ : نَعَم .
قالَ الشَّعبِيُّ : فَغَمَّني قَولُهُ ، فَقُلتُ : أما كانَ فِي الَّذي نَزَعَ بِهِ الحَجّاجُ ما يَحتَجُّ بِهِ يَحيى ويُرضيه بِأَنَّهُ قَد عَرَفَهُ وسَبَقَهُ إلَيهِ ، ويَتَخَلَّصُ مِنهُ ، حَتّى رَدَّ عَلَيهِ وأفحَمَهُ ۲ ؟ فَإِن جاءَهُ بَعدَ هذا بِشَيءٍ لَم آمَن أن يُدخِلَ عَلَيهِ فيهِ مِنَ القَولِ ما يُبطِلُ حُجَّتَهُ ، لِئَلّا يَدَّعِيَ أنَّهُ قَد عَلِمَ ما جَهِلَهُ هُوَ .
فَقالَ يَحيى لِلحَجّاجِ : قَولُ اللّهِ عز و جل : «وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَـنَ» مَن عَنى بِذلِكَ؟ قالَ الحَجّاجُ : إبراهيمَ عليه السلام .

1.آل عمران : ۶۱ .

2.أفحمت الخصم : إذا أسكتُّه بالحجّة (المصباح المنير : ص ۴۶۴ «فحم») .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4417
صفحه از 426
پرینت  ارسال به