271
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الأوّل

السيّد محسن الأمين لم يشر إلى هذه الحادثة في روايته ، رغم أنّه كان متواجدا في المنطقة، بل إنّه كتب حول هذا المرقد قائلاً :
رقيّة بنت الحسين عليه السلام يُنسب إليها قبر ومشهد مزور بمحلّة العمارة من دمشق، اللّه أعلم بصحّته، جدّده الميرزا علي أصغر خان وزير الصدارة في إيران عام ۱۳۲۳ ، وقد أرَّختُ ذلك بتاريخ منقوش فوق الباب أقول فيه من أبيات:


لَهُ ذو الرُّتبَةِ العُليا عَليٌّوَزيرُ الصَّدرِ في إيرانَ جَدَّدْ
وَقَد أرَّختُها تَزهو سَناءًبِقَبرِ رُقَيَّةٍ مِن آلِ أحمَد ۱
وعلى هذا، فإنّ من غير الممكن إبداء رأي حاسم حول موضوع هذه الدراسة استنادا إلى المصادر الروائية والتاريخيّة، ولكنّ الكرامات الّتي شوهدت وتشاهد من هذا المرقد المبارك تؤيّد مكانته المعنوية . وعلى أيّ حال ، فإنّ ممّا لا شكّ فيه أنّ تعظيم هذا المشهد المنسوب إلى أهل البيت عليهم السلام واجب وضروري ، ولكن نظرا إلى أنّ التفاصيل المتعلّقة بوفاة السيّدة رقيّة لم ترد في أيٍّ من المصادر المعتبرة، فإنّ ذكر مصائبهم يجب أن يكون مستندا إلى المصادر الّتي سبقت الإشارة إليها، وإيكال صحّة المعلومات أو سقمها على عهدة الراوي .

1.أعيان الشيعة : ج ۷ ص ۳۴ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الأوّل
270

منهم إلاّ على يد السيّد ، وبعد أن تشرّفوا بالدخول في وسط الحرم لم تؤثر معاولهم في الأرض إلّا معول السيّد، ثمّ أخلوا الحرم وشقّوا اللّحد ، فرأوا أنّ الجثمان الطاهر لهذه المخدّرة بين لحدها وكفنها صحيح وسالم ، غير أنّ ماءً كثيرا تجمّع في وسط اللّحد ، فاستخرج السيّد جثمان المخدّرة الشريف من وسط اللّحد ووضعه على ركبتيه ، وأبقاه لثلاثة أيّام على ركبتيه وهو يبكي بشكل متواصل ، حتّى أصلحوا لحد المخدّرة من الأساس ، وعندما كان يحين وقت الصلاة كان السيّد يضع جثمان المخدّرة على شيءٍ نظيف ثمّ يرفعه بعد الفراغ من ذلك ويضعه على ركبتيه ، حتّى فرغوا من تعمير القبر واللّحد ، فدفن السيّد جثمان المخدّرة . وبفضل كرامة هذه المخدّرة ومعجزتها كان السيّد خلال الأيّام الثلاثة في غنى عن الطعام والماء وتجديد الوضوء، وعندما أراد أن يدفنها دعا اللّه أن يرزقه ولدا ، فاستجاب اللّه له ورزقه على كبره ذكرا سمّاه مصطفى .
ثمّ إنّ الوالي كتب فيما بعد القصّة بالتفصيل إلى السلطان عبدالحميد، فأوكل إليه سدانة مرقد السيّدة زينب ، والمرقد الشريف للسيّدة رقيّة ، والمرقد الشريف لاُمّ كلثوم وسكينة ، ويتولّى الآن السيّد الحاج عبّاس ابن السيّد مصطفى ابن السيّد إبراهيم السابق الذكر إدارة هذه العتبات المقدّسة (انتهى).
ويبدو أنّ هذه القضية حدثت في حدود عام ألف ومئتين وثمانين . ۱
وإذا ما أخذنا بنظر الاعتبار ما جاء في هذه الرواية ـ من أنّ الوجهاء وعلماء الشيعة والسنّة شهدوا هذه الحادثة ـ فإنّ الملاحظة الّتي تستحقّ الاهتمام هي : لماذا لم ينقل أحد هذه الحادثة المهمّة سوى المتولّين للمشهد المذكور ، رغم وجود الدواعي الكثيرة إلى نقل هذه الحوادث وتسجيلها ۲ ؟ فنحن نلاحظ أنّ شخصية مثل

1.منتخب التواريخ «بالفارسيّة» : ص ۳۸۸ .

2.علما أنّ اثنين من السلاطين لعثمانيين كانوا بهذا الاسم : عبدالحميد الأوّل (۱۱۸۷ ـ ۱۲۰۳ ه . ق) وعبدالحميد الثاني (۱۲۹۳ ـ ۱۳۳۷ ه . ق) وزمان حكومتهما لم يكن في حدود عام ۱۲۸۰ الوارد في متن كتاب منتخب التواريخ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4794
صفحه از 426
پرینت  ارسال به