والجدير بالذكر هو أنّ أحاديث هذا القسم خضعت للدراسة من حيث السند؛ نظراً إلى كونها عقائديّة ، وجاءت الأحاديث التي لا تتمتّع بالاعتبار اللازم إلى جانب الأحاديث المعتبرة باعتبارها مؤيّدات .
فأثبتنا في الفصل الأوّل من هذا القسم ـ بالاعتماد على الروايات المعتبرة ـ أنّ موضوع الإمامة بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله تمّ تحديده من قبل اللّه عز و جل ، وأنّه تعالى اختار أهل بيت رسول اللّه صلى الله عليه و آله أئمّةً ، وجعل الإمامة في ذرّية الإمام الحسين عليه السلام .
وتمّ في الفصل الثاني تصنيف التعبيرات المختلفة لرسول اللّه صلى الله عليه و آله حول إمامة سيّد الشهداء واستمرار الإمامة في ذرّيته ، حيث بيّنت تلك الروايات أنّ أوصياء النبيّ صلى الله عليه و آله والأئمّة عليهم السلام هم من أولاد الإمام الحسين عليه السلام وأنّ الإمامة في ذرّيته ، وأنّ الحسين عليه السلام أبو الأئمّة التسعة ، الذين هم خلفاء اللّه في الأرض ، ويتمتّعون بملكة العصمة ، وهم ركن دين اللّه ، ولا يفترقون عن القرآن أبداً .
واستناداً إلى روايات الفصل الثالث ، فإنّ الإمام عليّا عليه السلام وفاطمة الزهراء عليهاالسلاموسائر أهل البيت عليهم السلام حتّى الإمام الهادي عليه السلام قد بيّنوا بشكلٍ صريح وواضح إمامة سيّد الشهداء عليه السلام .
ووردت الإشارة في الفصل الرابع إلى وصيّتي الإمام الحسين عليه السلام إحداهما إلى اُمّ سلمة عند انطلاقه من المدينة ، وسلّم الاُخرى إلى ابنته الكبيرة فاطمة ، وكذلك اختيار اُخته زينب الكبرى وصيّةً له ، كما أوضحنا في تحليل خاصّ وصاياه المختلفة .
القسم الرابع: الإمام بعد النبيّ صلى الله عليه و آله حتّى وفاة أبيه عليه السلام
في بداية هذا القسم قدّمنا تحليلاً عن حياة الإمام الحسين عليه السلام في هذه الفترة ، أي منذ أن كان عمره سبع سنين وحتّى السادسة والثلاثين ، ثمّ أشرنا إلى ملاحظات تستحقّ الاهتمام عن حياته في هذه الفترة من تاريخ الإسلام ، وذلك في أربعة فصول :
الفصل الأوّل : حياة الإمام الحسين عليه السلام من السابعة وحتّى التاسعة من عمره ، تزامناً مع عهد خلافة أبي بكر (۱۱ ـ ۱۳ هـ . ق) . والتحقيق في أنّ هذا العهد هو أكثر فترات حياته