211
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الأوّل

المُسلِمينَ قَبلَهُ!
قالَ : ونَهَضَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ومَعَهُ ابناهُ الحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهم السلام مِنَ المَجلِسِ حَتّى أدرَكَهُ ، فَأَخَذَ بِرَأسِهِ ، فَقالَ : أنَا عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ، ابنُ عَمِّ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وصِهرُهُ ، وهذانِ ابنايَ مِنِ ابنَتِهِ ، وقَد رَغِبنا في صِهرِكَ فَأَنكِحنا .
قالَ : قَد أنكَحتُكَ يا عَلِيُّ المُحَيّاةَ بِنتَ امرِئِ القَيسِ ، وأنكَحتُكَ يا حَسَنُ سَلمى بِنتَ امرِئِ القَيسِ ، وأنكَحتُكَ يا حُسَينُ الرَّبابَ بِنتَ امرِئِ القَيسِ . وهِيَ الَّتي يَقولُ فيهَا الحُسَينُ عليه السلام :


لَعَمرُكَ إنَّني لَاُحِبُّ داراتَحُلُّ بِها سُكَينَةُ وَالرَّبابُ
اُحِبُّهُما وأبذُلُ بَعدُ ماليولَيس لِلائِمي فيها عِتابُ
ولَستُ لَهُم وإن عَتَبوا مُطيعاحَياتي أو يُغَيِّبَنِي التُّرابُ
وهِيَ الَّتي أقامَت عَلى قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام حَولاً ، ثُمَّ قالَت :


إلَى الحَولِ ثُمَّ اسمُ السَّلامِ عَلَيكُما ۱ومَن يَبكِ حَولاً كامِلاً فَقَدِ اعتَذَر
وسُكَينَةُ اسمُها آمِنَةُ أو اُمَيمَةُ ، وإنَّما سُكَينَةُ لَقَبٌ لَقَّبَتها اُمُّهَا الرَّبابُ بِنتُ امرِئِ القَيسِ .
ولَمّا تُوُفِّيَ الحُسَينُ عليه السلام ، خُطِبَتِ الرَّبابُ واُلِحَّ عَلَيها ، فَقالَت : ما كُنتُ لِأَتَّخِذَ حَموا ۲ بَعدَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَلَم تَزَوَّج ، وعاشَت بَعدَهُ سَنَةً لَم يُظِلَّها سَقفُ بَيتٍ ، حَتّى بُلِيَت وماتَت كَمَدا ۳ ، وكانَت مِن أجمَلِ النِّساءِ وأعقَلِهِنَّ .
وقيلَ : إنَّها ماتَت في زَمَنِ الحُسَينِ عليه السلام . ۴

1.الظاهر أنّ مرادها الحسين عليه السلام وابنها عبد اللّه .

2.حَمْوُ المرأة وحَمَاها : أبو زوجها ، وأخو زوجها ، وكذلك من كان قِبله (لسان العرب : ج ۱۴ ص ۱۹۷ «حما») .

3.الكَمَدُ : الحزن المكتوم (الصحاح : ج ۲ ص ۵۳۱ «كمد») .

4.تاريخ دمشق : ج ۶۹ ص ۱۱۹ وراجع : الأغاني : ج ۱۶ ص ۱۴۷ والبداية والنهاية : ج ۸ ص ۲۱۰ وتذكرة الخواصّ : ص ۲۶۵ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الأوّل
210

۱۶۸.تاريخ دمشق :رَبابُ بِنتُ امرِئِ القَيسِ بنِ عَدِيِّ بنِ أوسِ بنِ جابِرِ بنِ كَعبِ بنِ عُلَيمِ بنِ هُبَلِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ كِنانَةَ الكَلبِيَّةُ ، زَوجُ الحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام واُمُّ ابنَتِهِ سُكَينَةَ ، كانَت فيمَن قُدِمَ بِهِ مِن آلِ الحُسَينِ عليه السلام دِمَشقَ ـ بَعدَ قَتلِهِ ـ عَلى يَزيدَ ، وذَكَرَهَا الحُسَينُ عليه السلام في شِعرٍ لَهُ .
قالَ عَوفُ بنُ خارِجَةَ : إنّي عِندَ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ في خِلافَتِهِ ، إذ أقبَلَ رَجُلٌ أصعَرُ ۱ يَتَخَطّى رِقابَ النّاسِ ، حَتّى قامَ بَينَ يَدَي عُمَرَ ، فَحَيّاهُ تَحِيَّةَ الخِلافَةِ ، فَقالَ عُمَرُ : ما أنتَ؟ فَقالَ : اِمرُؤٌ نَصرانِيٌّ ، وأنَا امرُؤُ القَيسِ بنِ عَدِيٍّ الكَلبِيُّ ، فَلَم يَعرِفهُ عُمَرُ ، فَقالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ القَومِ : هذا صاحِبُ بَكرِ بنِ وائِلٍ ، الَّذي أغارَ عَلَيهِم فِي الجاهِلِيَّةِ يَومَ فَلَجٍ .
[ قالَ عُمَرُ : ] ۲ فَما تُريدُ؟ قالَ : اُريدُ الإِسلامَ ، فَعَرَضَ عَلَيهِ فَقَبِلَهُ ، ثُمَّ دَعا لَهُ بِرُمحٍ ، فَعَقَدَ لَهُ عَلى مَن أسلَمَ مِن قُضاعَةَ ، قالَ : فَأَدبَرَ الشَّيخُ وَاللِّواءُ يَهتَزُّ عَلى رَأسِهِ .
قالَ عَوفُ بنُ خارِجَةَ : ما رَأَيتُ رَجُلاً لَم يُصَلِّ سَجدَةً ، اُمِّرَ عَلى جَماعَةٍ مِنَ

1.الصَّعَرُ : مَيل في العنق وانقلاب في الوجه إلى أحد الشدقين (المصباح المنير : ص ۳۴۰ «صعر») .

2.ما بين المعقوفين إضافة منّا يقتضيها السياق .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4949
صفحه از 426
پرینت  ارسال به