17
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الأوّل

في حين أنّه كان من أصحاب الإمام عليّ عليه السلام ، وقد قُتل في معركة صفّين قبل حوالي عشرين سنة من حادثة عاشوراء !
وكقولهم : «إنّ عمر بن سعد جاء إلى كربلاء بمليون وستّمئة ألف مقاتل من أهل الكوفة» . ۱
في حين أنّ عدد نفوس أهل الكوفة لم يكن يتجاوز آنذاك المئة ألف!
وقولهم : «إنّ الإمام الحسين عليه السلام قتل بيده في يوم عاشوراء ثلاثمئة ألف شخص» . ۲
في حين أنّنا إذا افترضنا أنّه قتل كلّ واحد في ثانية ، فإن قتل ثلاثمئة ألف شخص يستغرق ثلاثا وثمانين ساعة وعشرين دقيقة!
وجاء أيضا : «إنّ أبا الفضل عليه السلام قتل خمسة وعشرين ألف رجل» . ۳
في حين أنّ قتل هذا العدد من العدوّ يستغرق حوالي سبع ساعات إذا قتل كلّ واحد في ثانية فقط!
ويبدو أنّ مؤلّف الروايات المذكورة ولأجل إيجاد الوقت المطلوب لما ذكر ادّعى أنّ يوم عاشوراء استمرّ اثنتين وسبعين ساعة ! ۴
ويكثر هذا النوع من الروايات في الكتب التي ذكرت باعتبارها «مصادر ضعيفة» ۵ ، كما ينبغي إضافة المواضيع التي طرحت باعتبارها «لسان الحال» من قبل الخطباء ومنشدي المراثي، ثمّ تحوّلت إلى «لسان القال» إلى قائمة مواضيع المصادر الضعيفة .
وعلى أيّ حال ، فإنّ عدم تلبية الحوزات العلمية والخبراء المتخصّصين لحاجة المجتمع

1.. أسرار الشهادة : ج ۳ ص ۳۹.

2.. راجع : أسرار الشهادة (الطبعة القديمة) : ص۳۴۵ .

3.. راجع : نفس المصدر .

4.راجع : حماسة حسيني «بالفارسية» : ج ۱ ص ۲۹ و لؤلؤ ومرجان «بالفارسية» : ص ۲۵۱ و أسرار الشهادة : ج ۳ ص ۳۵ - ۳۹ .

5.. راجع : ص ۸۸ (المصادر غير الصالحة للاعتماد) .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الأوّل
16

ضرورة إعادة النظر في تاريخ عاشوراء

إنّ القابلية الثقافية الواسعة لتاريخ عاشوراء ومكانتها الخاصّة في العالم الإسلامي وخاصّة عند أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، يستوجبان أن يخضع موضوع النهضة الحسينيّة للبحث والدراسة الدقيقة من قبل أقدر العلماء والخبراء، باعتباره أحد أهمّ قضايا المذهب الشيعي في الحوزات العلميّة ، وعلى الخبراء العارفين بالكتاب والسنّة وتاريخ أهل البيت تبيين وتفسير الأبعاد المختلفة والمعبّرة لملحمة الهدى والسعادة هذه ، من خلال جمع الروايات التاريخيّة ، وتقييمها وتحليلها للوصول إلى النتائج المطلوبة .
ولكن يجب القول ـ وبكلّ أسف ـ : إنّ عدم الاهتمام المناسب من قبل الحوزات العلميّة والشخصيّات العلميّة الكبيرة بهذه القضية البالغة الأهمّية من جهة ، وارتباط إقامة مجالس العزاء على سيّد الشهداء بتأمين أسباب العيش لعدد من منشدي المراثي من جهة اُخرى ، أدّيا إلى أن تَحلّ إثارة عواطف الناس في الكثير من مجالس العزاء محلَّ بيان الأهداف السامية للنهضة الحسينيّة ، وبذلك لم تشِع الروايات الضعيفة والفاقدة للأساس والتي يقوى فيها الجانب العاطفي ـ وإن كانت منافية لشأن أهل البيت ومنزلتهم ـ فحسب ، بل ـ كما يقول الاُستاذ الشهيد المطهري ـ : إنّه ومن خلال الاستدلال بأنّ «الغاية تبرّر الوسيلة» على قاعدة ماكيا فلي ۱ مهّدوا الطريق لا نتحال الكذب في إنشاء المراثي .
من قبيل قولهم : «إنّ هاشم بن عتبة المرقال سارع إلى نصرة الإمام الحسين وهو يحمل رمحا يبلغ طوله ثمانية عشر ذراعاً» . ۲

1.. راجع : حماسة حسيني «بالفارسيّة» : ج ۱ ص ۴۸ .

2.. راجع : محرق القلوب : ص ۱۵۲ ، روضة الشهداء : ص ۳۰۱ وجاء فيه أيضا : «وهو يحمل رمحا كأنّه الحيّة الأرقم» .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4403
صفحه از 426
پرینت  ارسال به