93
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

ومن ناحية اُخرى، أراد الإمام اجتناب الفتن الكبيرة بين المسلمين، كما وقع ـ بالفعل ـ حيث جعل طلب ثأر الخليفة الثالث حجّة لإشعال نيران حروب كالجمل وصفّين والنهروان. وهذان الهدفان كافيان لقيام الإمام بهذا العمل .
۲ . لا أساس من الصحّة لبعض التفاصيل المنقولة حول هذه الحادثة، كإرسال طلحة والزبير أبناءهما للدفاع عن عثمان، أو غضب أمير المؤمنين عليه السلام لعودة الحسنين عليهماالسلاممن دار عثمان ومقتل الخليفة .
أمّا بطلان الأمر الأوّل فواضح لا يحتاج إلى دليل ؛ لأنّ المصادر التاريخيّة متّفقة على شدّة عداء طلحة والزبير وعائشة للخليفة الثالث . وأمّا بطلان الأمر الثاني فمؤكّد ؛ بسبب عصمة الحسنين عليهماالسلام وعدم تقصيرهما في أداء واجبهما، فليس هناك ما يغضب أمير المؤمنين عليه السلام ، إضافة إلى تصريح الإمام عليّ عليه السلام مرارا بأنّه ما ساءهُ قتلُ عثمانَ ولا سَرّهُ . ۱
۳ . لا يدلّ موقف الإمام عليّ عليه السلام في الدفاع عن الخليفة الثالث على تأييده لمنهجه في الحكومة أو مشروعيتها أبدا، فقد نبّهه أيّام خلافته كرارا ومرارا، صراحةً وإيماءً ، على الانتهاكات الّتي حصلت في ظلّ حكومته . ۲
وفي الختام نؤكّد على أنّ ما نُقل عن أهل البيت عليهم السلام والإمام الحسين عليه السلام في هذا العهد قليل جدّا ؛ وذلك بسبب العزلة الّتي كانوا يعيشونها في هذه الفترة .

د ـ الإمام الحسين عليه السلام في عهد خلافة أبيه (۳۵ ـ ۴۰ ه )

قضى الحسين عليه السلام ستّة وثلاثين عاما من عمره الشريف في رفقة أبيه ، وقد تزامنت السنوات الخمس الأخيرة منها تقريبا مع حكم أمير المؤمنين عليه السلام .

1.راجع : الغدير : ج ۹ ص ۶۹ .

2.راجع : موسوعة الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام : ج۸ (الفهارس) ص۳۹۹ ـ ۴۰۸ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
92

أشرنا إليها تدلّ على خلاف ذلك .

الثالث: الدفاع عن عثمان حين محاصرته

من الاُمور الّتي تكرّر ذكرها في مصادر أهل السنّة ۱ ، أنّ الإمام عليّا عليه السلام أرسل الحسن والحسين عليهماالسلام للدفاع عن الخليفة الثالث حين محاصرته، وبقيا هناك إلى آخر الأحداث، كما تضرّرا بسبب الهجوم على دار عثمان .
وقد شكّك بعض المحقّقين الشيعة المتقدّمين والمتأخّرين في ذلك ؛ كالسيّد المرتضى ، والعلاّمة الأميني ، وباقر شريف القرشي ، والسيّد جعفر مرتضى العاملي وغيرهم. وسبب شكّهم هذا، هو منهج عثمان في الحكم ، واختلاف نهجه وسيرته عن نهج وسيرة الإمام عليّ عليه السلام ، بالإضافة إلى مشاركة الصحابة في الهجوم على بيت عثمان . مع أنّ سند بعض هذه الروايات ينتهي إلى سعيد بن أبي سعيد المقبري ، الذي قال عنه رجاليّون كبار ـ كابن شيبة والواقدي وابن حبّان ـ إنّه فقد شعوره ووعيه في السنين الأربع الأخيرة من عمره . ۲
وبشأن هذه النقول يجب الالتفات إلى عدّة اُمور :
۱ . لا يمكننا نفي حدوث أمر كهذا من الأساس؛ نظرا لكثرة النقول، لكنّ تبرير فعل الإمام عليّ عليه السلام هذا واضح، فهو يريد دفع تهمة المشاركة في قتل الخليفة الثالث نظرا لمخالفته له .

1.تاريخ المدينة : ج ۴ ص ۱۳۰۴ ، تاريخ دمشق : ج ۳۹ ص ۴۱۸ ، الامامة والسياسة : ج ۱ ص ۵۹ وراجع : هذه الموسوعة : ج۲ ص۱۱۴ (الفصل الثالث : الإمام في عهد عثمان / ما روي في الممانعة عن قتل عثمان) وموسوعة الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام : ج ۲ ص ۲۰۹ ـ ۲۱۵ .

2.راجع : الشافي في الإمامة : ج ۴ ص ۲۴۲ والغدير : ج ۹ ص ۲۳۸ وحياة الإمام الحسن بن علي عليه السلام للقرشي : ج ۱ ص ۲۷۹ والحياة السياسية للإمام الحسن عليه السلام ، ص ۱۴۰ وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۳ ص ۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4345
صفحه از 448
پرینت  ارسال به