89
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

فجعل الحسن عليه السلام يكلّم أبا ذرّ ، فقال له مروان: إيها ۱ يا حسن! ألا تعلم أنّ أمير المؤمنين قد نهى عن كلام هذا الرجل! فإن كنت لا تعلم فاعلم ذلك .
فحمل عليّ عليه السلام على مروان، فضرب بالسوط بين اُذني راحلته، وقال: تنحّ لحاك اللّه ۲ إلى النار، فرجع مروان مغضبا إلى عثمان فأخبره الخبر، فتلظّى على عليّ عليه السلام ... .
ثمّ تكلّم الحسين عليه السلام فقال:
يا عَمّاه، إنَّ اللّهَ تَعالى قادِرٌ أن يُغَيِّرَ ما قَد تَرى، وَاللّهُ كُلَّ يَومٍ هُوَ في شَأنٍ ، وقَد مَنَعَكَ القَومُ دُنياهُم ومَنَعتَهُم دينَكَ ؛ فَما أغناكَ عَمّا مَنَعوكَ وأحوَجَهُم إلى ما مَنَعتَهُم! فَاسأَلِ اللّهَ الصَّبرَ وَالنَّصرَ، وَاستَعِذ بِهِ مِنَ الجَشَعِ وَالجَزَعِ؛ فَإِنَّ الصَّبرَ مِنَ الدّينِ وَالكَرَمِ، وإنَّ الجَشَعَ لا يُقَدِّمُ رِزقا، وَالجَزَعَ لا يُؤَخِّرُ أجَلاً . ۳

الثاني: مشاركته عليه السلام في بعض الحروب

ورد في بعض المصادر مشاركة الحسين عليه السلام في حرب إفريقيا عام ۲۶ من الهجرة ، وفي حرب طبرستان عام ۲۹ أو ۳۰ من الهجرة ، كما ذكرت مشاركته في حرب القسطنطينيّة عام ۴۸ أو ۵۲ من الهجرة . فمن هذه النقول ما ذكره ابن خلدون في تاريخه :
...

1.إيهاً : أي كُفَّ (النهاية : ج ۱ ص ۸۷ «إيه») .

2.لَحاهُ اللّه : أي قبّحه ولعنه (الصحاح : ج ۶ ص ۲۴۸۱ «لحي») .

3.راجع : ص ۱۱۲ ح۶۷۲ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
88

ملأه. ثمّ دعا الحسين عليه السلام ، فأعطاه عطاءه، وأقعده على حجره ـ أو فخذه ـ وقبّل ما بين عينيه، وحثا في حجره حتى ملأه . فقال عبد اللّه بن عمر: قدّمتهما عليَّ ولي صحبة وليس لهما صحبة، ولي هجرة وليس لهما هجرة! فقال: اسكت لا اُمّ لك! أبوهما خير من أبيك، واُمّهما خير من اُمّك . ۱

ج ـ عهد الخليفة الثالث (۲۴ ـ ۳۵ ه) ۲

قضى الإمام الحسين عليه السلام شطرا من شبابه ، أعني (۱۹ ـ ۳۱ عاما) في عهد الخليفة الثالث ، وقد نُقلت بعض الأحداث عن هذا العهد في بعض المصادر، نشير إليها باختصار :

الأوّل: مشايعة أبي ذرّ حينما نُفي إلى الربذة

ممّا دوّن عن هذه الفترة، مشايعة الحسين عليه السلام أبا ذرّ حينما نُفي إلى الربذة ۳ ، على الرغم من منع عثمان عن ذلك .
فنُقل عن ابن عبّاس قوله :
لمّا اُخرج أبو ذرّ إلى الربذة، أمر عثمان فنودي في الناس ألّا يكلّم أحد أبا ذرّ ولا يشيّعه. وأمر مروان بن الحكم أن يخرج به، فخرج به، وتحاماه الناس إلّا عليّ بن أبي طالب عليه السلام وعقيلاً أخاه، وحسنا وحسينا عليهماالسلام، وعمّارا، فإنّهم خرجوا معه يشيّعونه .

1.راجع : ص۱۰۷ ح۶۶۴ .

2.المعجم الكبير : ج ۱ ص ۷۸ الرقم ۱۰۷ ، تاريخ الطبري : ج ۴ ص۱۹۳ و ۴۱۵ ، اُسد الغابة : ج ۳ ص ۵۸۵ .

3.الربذة : من قرى المدينة على ثلاثة أيّام ، وبهذا الموضع قبر أبي ذرّ الغفاري (معجم البلدان : ج ۳ ص ۲۴) وراجع : الخريطة رقم ۳ في آخر المجلّد ۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4350
صفحه از 448
پرینت  ارسال به