فَلَمّا مَضى عَلِيٌّ عليه السلام لَم يَكُن يَستَطيعُ عَلِيٌّ ـ ولَم يَكُن لِيَفعَلَ ـ أن يُدخِلَ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ ، ولَا العَبّاسَ بنَ عَلِيٍّ ، ولا واحِدا مِن وُلدِهِ ، إذا لَقالَ الحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهماالسلام : إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى أنزَلَ فينا كَما أنزَلَ فيكَ ، فَأَمَرَ بِطاعَتِنا كَما أمَرَ بِطاعَتِكَ ، وبَلَّغَ فينا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله كَما بَلَّغَ فيكَ ، وأذهَبَ عَنَّا الرِّجسَ كَما أذهَبَهُ عَنكَ .
فَلَمّا مَضى عَلِيٌّ عليه السلام كانَ الحَسَنُ عليه السلام أولى بِها لِكِبَرِهِ ، فَلَمّا تُوُفِّيَ لَم يَستَطِع أن يُدخِلَ وُلدَهُ ، ولَم يَكُن لِيَفعَلَ ذلِكَ ، وَاللّهُ عز و جل يَقولُ : «وَأُوْلُواْ الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِى كِتَـبِ اللَّهِ» ۱ ، فَيَجعَلَها في وُلدِهِ ، إذا لَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : أمَرَ اللّهُ بِطاعَتي كَما أمَرَ بِطاعَتِكَ وطاعَةِ أبيكَ ، وبَلَّغَ فِيَّ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله كَما بَلَّغَ فيكَ وفي أبيكَ ، وأذهَبَ اللّهُ عَنِّي الرِّجسَ كَما أذهَبَ عَنكَ وعَن أبيكَ .
فَلَمّا صارَت إلَى الحُسَينِ عليه السلام لَم يَكُن أحَدٌ مِن أهلِ بَيتِهِ يَستِطيعُ أن يَدَّعِيَ عَلَيهِ كَما كانَ هُوَ يَدَّعي عَلى أخيهِ وعَلى أبيهِ ، لَو أرادا أن يَصرِفَا الاَ?مرَ عَنهُ ، ولَم يَكونا لِيَفعَلا ، ثُمَّ صارَت حينَ أفضَت إلَى الحُسَينِ عليه السلام ، فَجَرى تَأويلُ هذِهِ الآيَةِ : «وَأُوْلُواْ الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِى كِتَـبِ اللَّهِ» .
ثُمَّ صارَت مِن بَعدِ الحُسَينِ لِعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ ، ثُمَّ صارَت مِن بَعدِ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ إلى مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ عليهم السلام .
وقالَ : الرِّجسُ هُوَ الشَّكُّ ، وَاللّهِ لا نَشُكُّ في رَبِّنا أبَدا . ۲
۶۲۰.الكافي بسندٍ معتبر عن منصور بن حازم :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : إنَّ اللّهَ أجَلُّ وأكرَمُ مِن أن يُعرَفَ بِخَلقِهِ ، بَلِ الخَلقُ يُعرَفونَ بِاللّهِ ، قالَ : صَدَقتَ . قُلتُ : إنَّ مَن عَرَفَ أنَّ لَهُ رَبّا فَقَد يَنبَغي لَهُ أن يَعرِفَ أنَّ لِذلِكَ الرَّبِّ رِضا وسَخَطا ، وأنَّهُ لا يُعرَفُ رِضاهُ وسَخَطُهُ إلّا بِوَحيٍ أو رَسولٍ ، فَمَن لَم يَأتِهِ الوَحيُ فَيَنبَغي لَهُ أن يَطلُبَ الرُّسُلَ ، فَإِذا لَقِيَهُم عَرَفَ أنَّهُمُ الحُجَّةُ ، وأنَّ لَهُمُ الطّاعَةَ المُفتَرَضَةَ .
فَقُلتُ لِلنّاسِ: ألَيسَ تَعلَمونَ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ هُوَ الحُجَّةَ مِنَ اللّهِ عَلى خَلقِهِ؟