59
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

قالَت اُمُّ سُلَيمٍ : فَلَقَد نَظَرتُ إلَيهِ وقَد وَضَعَها بَينَ كَفَّيهِ ، فَجَعَلَها كَهَيئَةِ السَّحيقِ مِنَ الدَّقيقِ ، ثُمَّ عَجَنَها ، فَجَعَلَها ياقوتَةً حَمراءَ ، فَخَتَمَها بِخاتَمِهِ ، فَثَبَتَ النَّقشُ فيها ، ثُمَّ دَفَعَها إلَيَّ ، وقالَ لي : اُنظُري فيها يا اُمَّ سُلَيمٍ ، فَهَل تَرَينَ فيها شَيئا ؟
قالَت اُمُّ سُلَيمٍ : فَنَظَرتُ ، فَاِءذا فيها رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وعَلِيٌّ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ ، وتِسعَةُ أئِمَّةٍ ـ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِم ـ أوصِياءُ مِن وُلدِ الحُسَينِ عليه السلام ، قَد تَواطَأَت أسماؤُهُم إلَا اثنَينِ مِنهُم ، أحَدُهُما جَعفَرٌ وَالآخَرُ موسى ، وهكَذا قَرَأتُ فِي الإِنجيلِ ، فَعَجِبتُ ، ثُمَّ قُلتُ في نَفسي : قَد أعطانِيَ اللّهُ الدَّلائِلَ ولَم يُعطِها مَن كانَ قَبلي .
فَقُلتُ : يا سَيِّدي أعِد عَلَيَّ عَلامَةً اُخرى ! قالَ : فَتَبَسَّمَ وهُوَ قاعِدٌ ، ثُمَّ قامَ ، فَمَدَّ يَدَهُ اليُمنى إلَى السَّماءِ ، فَوَ اللّهِ، لَكَأَنَّها عَمودٌ مِن نارٍ تَخرِقُ الهَواءَ حَتّى تَوارى عَن عَيني ، وهُوَ قائِمٌ لا يَعبَأُ بِذلِكَ ولا يَتَحَفَّرُ ، فَاُسقِطتُ وصَعِقتُ ، فَما أفَقتُ إلّا بِهِ ، ورَأَيتُ في يَدِهِ طاقَةً مِن آسٍ يَضرِبُ بِها مَنخِري . ۱

۳ / ۵

تَنصيصُ الإِمامِ زَينِ العابِدينَ عليه السلام عَلى إمامَتِهِ

۶۰۸.الكافي بسندٍ معتبر عن أبي عبيدة وزرارة جميعا عن أبي جعفر [الباقر] عليه السلام :لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ عليه السلام أرسَلَ مُحَمَّدُ بنُ الحَنَفِيَّةِ إلى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام فَخَلا بِهِ ، فَقالَ لَهُ : يَابنَ أخي ، قَد عَلِمتَ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله دَفَعَ الوَصِيَّةَ وَالإِمامَةَ مِن بَعدِهِ إلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ، ثُمَّ إلَى الحَسَنِ عليه السلام ، ثُمَّ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ، وقد قُتِلَ أبوكَ رَضِيَ اللّهُ عَنهُ ، وصَلّى عَلى روحِهِ ، ولَم يوصِ ، وأنَا عَمُّكَ وصِنوُ أبيكَ ، ووِلادَتي مِن عَلِيٍّ عليه السلام ، في سِنّي وقَديمي ۲ أحَقُّ بِها مِنكَ في حَداثَتِكَ ، فَلا تُنازِعني فِي الوَصِيَّةِ وَالإِمامَةِ ولا تُحاجَّني .
فَقالَ لَهُ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : يا عَمِّ ، اتَّقِ اللّهَ ولا تَدَّعِ ما لَيسَ لَكَ بِحَقٍّ ، إنّي أعِظُكَ أن تَكونَ مِنَ الجاهِلينَ ، إنَّ أبي يا عَمِّ ، صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ أوصى إلَيَّ قَبلَ أن

1.مقتضب الأثر : ص ۲۴ ، بحار الأنوار : ج ۲۵ ص ۱۸۷ ح ۶ .

2.في الإمامة والتبصرة : «قِدَمي» بدل «قديمي» .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
58

فَتَوَضَّأَ ، ثُمَّ صَلّى رَكعَتَينِ ، وعادَ إلَينا .
فَقالَ ابنُ رِبعِيٍ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، إنَّ الحَوارِيّينَ كانَت لَهُم عَلاماتٌ يُعرَفونَ بِها ، فَهَل لَكُم عَلاماتٌ تُعرَفونَ بِها ؟
فَقالَ لَهُ : يا عُبادَةُ ، نَحنُ عَلاماتُ الإِيمانِ في بَيتِ الإِيمانِ ، مَن أحَبَّنا أحَبَّهُ اللّهُ ، ونَفَعَهُ إيمانُهُ يَومَ القِيامَةِ ، ويُقبَلُ مِنهُ عَمَلُهُ ، ومَن أبغَضَنا أبغَضَهُ اللّهُ ، ولَم يَنفَعُه إيمانُهُ ، ولَم يُتَقَبَّل عَمَلُهُ .
قالَ : فَقُلتُ : وإن دَأَبَ ونَصِبَ ۱ ، قالَ : نَعَم ، وصامَ وصَلّى .
ثُمَّ قالَ : يا عُبادَةُ ، نَحنُ يَنابيعُ الحِكمَةِ ، وبِنا جَرَتِ النُّبُوَّةُ ، وبِنا يُفتَحُ ، وبنا يُختَمُ لا بِغَيرِنا . ۲

۶۰۷.مقتضب الأثر عن اُمّ سليم :لَقيتُ الحُسَينَ عليه السلام وكُنتُ عَرَفتُ نَعتَهُ مِنَ الكُتُبِ السّالِفَةِ بِصِفَتِهِ ، وتِسعَةً مِن وُلدِهِ أوصِياءَ بِصِفاتِهِم ، غَيرَ أنّي أنكَرتُ حِليَتَهُ لِصِغَرِ سِنِّهِ ، فَدَنَوتُ مِنهُ ، وهُوَ عَلى كِسرَةِ رَحَبَةِ ۳ المَسجِدِ ، فَقُلتُ لَهُ : مَن أنتَ يا سَيِّدي ؟
قالَ : أنَا طَلِبَتُكِ يا اُمَّ سُلَيمٍ ، أنَا وَصِيُّ الأَوصِياءِ ، وأنَا أبُو التِّسعَةِ الأَئِمَّةِ الهادِيَةِ ، أنَا وَصِيُّ أخِيَ الحَسَنِ ، وأخي وَصِيُّ أبي عَلِيٍّ ، وعَلِيٌّ وَصِيُّ جَدّي رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله .
فَعَجِبتُ مِن قَولِهِ ، فَقُلتُ : ما عَلامَةُ ذلِكَ ؟ فَقالَ : اِيتيني بِحَصاةٍ ، فَرَفَعتُ إلَيهِ حَصاةً مِنَ الأَرضِ ،

1.نَصِبَ نَصَبا ، من باب تَعِب : أعيا (المصباح المنير : ص ۶۰۷ «نصب») .

2.شرح الأخبار : ج ۳ ص ۴۵۶ ح ۱۳۴۰ .

3.رَحَبَةُ المكان ـ وتسكّن ـ : ساحته ومتّسعه (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۷۲ «رحب») .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4607
صفحه از 448
پرینت  ارسال به