قالَت اُمُّ سُلَيمٍ : فَلَقَد نَظَرتُ إلَيهِ وقَد وَضَعَها بَينَ كَفَّيهِ ، فَجَعَلَها كَهَيئَةِ السَّحيقِ مِنَ الدَّقيقِ ، ثُمَّ عَجَنَها ، فَجَعَلَها ياقوتَةً حَمراءَ ، فَخَتَمَها بِخاتَمِهِ ، فَثَبَتَ النَّقشُ فيها ، ثُمَّ دَفَعَها إلَيَّ ، وقالَ لي : اُنظُري فيها يا اُمَّ سُلَيمٍ ، فَهَل تَرَينَ فيها شَيئا ؟
قالَت اُمُّ سُلَيمٍ : فَنَظَرتُ ، فَاِءذا فيها رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وعَلِيٌّ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ ، وتِسعَةُ أئِمَّةٍ ـ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِم ـ أوصِياءُ مِن وُلدِ الحُسَينِ عليه السلام ، قَد تَواطَأَت أسماؤُهُم إلَا اثنَينِ مِنهُم ، أحَدُهُما جَعفَرٌ وَالآخَرُ موسى ، وهكَذا قَرَأتُ فِي الإِنجيلِ ، فَعَجِبتُ ، ثُمَّ قُلتُ في نَفسي : قَد أعطانِيَ اللّهُ الدَّلائِلَ ولَم يُعطِها مَن كانَ قَبلي .
فَقُلتُ : يا سَيِّدي أعِد عَلَيَّ عَلامَةً اُخرى ! قالَ : فَتَبَسَّمَ وهُوَ قاعِدٌ ، ثُمَّ قامَ ، فَمَدَّ يَدَهُ اليُمنى إلَى السَّماءِ ، فَوَ اللّهِ، لَكَأَنَّها عَمودٌ مِن نارٍ تَخرِقُ الهَواءَ حَتّى تَوارى عَن عَيني ، وهُوَ قائِمٌ لا يَعبَأُ بِذلِكَ ولا يَتَحَفَّرُ ، فَاُسقِطتُ وصَعِقتُ ، فَما أفَقتُ إلّا بِهِ ، ورَأَيتُ في يَدِهِ طاقَةً مِن آسٍ يَضرِبُ بِها مَنخِري . ۱
۳ / ۵
تَنصيصُ الإِمامِ زَينِ العابِدينَ عليه السلام عَلى إمامَتِهِ
۶۰۸.الكافي بسندٍ معتبر عن أبي عبيدة وزرارة جميعا عن أبي جعفر [الباقر] عليه السلام :لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ عليه السلام أرسَلَ مُحَمَّدُ بنُ الحَنَفِيَّةِ إلى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام فَخَلا بِهِ ، فَقالَ لَهُ : يَابنَ أخي ، قَد عَلِمتَ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله دَفَعَ الوَصِيَّةَ وَالإِمامَةَ مِن بَعدِهِ إلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ، ثُمَّ إلَى الحَسَنِ عليه السلام ، ثُمَّ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ، وقد قُتِلَ أبوكَ رَضِيَ اللّهُ عَنهُ ، وصَلّى عَلى روحِهِ ، ولَم يوصِ ، وأنَا عَمُّكَ وصِنوُ أبيكَ ، ووِلادَتي مِن عَلِيٍّ عليه السلام ، في سِنّي وقَديمي ۲ أحَقُّ بِها مِنكَ في حَداثَتِكَ ، فَلا تُنازِعني فِي الوَصِيَّةِ وَالإِمامَةِ ولا تُحاجَّني .
فَقالَ لَهُ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : يا عَمِّ ، اتَّقِ اللّهَ ولا تَدَّعِ ما لَيسَ لَكَ بِحَقٍّ ، إنّي أعِظُكَ أن تَكونَ مِنَ الجاهِلينَ ، إنَّ أبي يا عَمِّ ، صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ أوصى إلَيَّ قَبلَ أن