۳ / ۳
تَنصيصُ الإِمامِ الحَسَنِ عليه السلام عَلى إمامَتِهِ
۵۹۶.الكافي عن المفضّل بن عمر عن أبي عبداللّه [الصادق] عليه السلام :لَمّا حَضَرَتِ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام الوَفاةُ قالَ : يا قَنبَرُ! انظُر هَل تَرى مِن وَراءِ بابِكَ مُؤمِنا مِن غَيرِ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام ؟ فَقالَ : اللّهُ تَعالى ورَسولُهُ وَابنُ رَسولِهِ أعلَمُ بِهِ مِنّي ، قالَ : اُدعُ لي مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ ۱ ، فَأَتَيتُهُ فَلَمّا دَخَلتُ عَلَيهِ ، قالَ : هَل حَدَثَ إلّا خَيرٌ ؟ قُلتُ : أجِب أبا مُحَمَّدٍ ، فَعَجَّلَ عَلى شِسعِ نَعلِهِ ، فَلَم يُسَوِّهِ وخَرَجَ مَعي يَعدو ، فَلَمّا قامَ بَينَ يَدَيهِ سَلَّمَ .
فَقالَ لَهُ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام : اِجلِس ، فَإِنَّهُ لَيسَ مِثلُكَ يَغيبُ عَن سَماعِ كَلامٍ يَحيى بِهِ الأَمواتُ ، ويَموتُ بِهِ الأَحياءُ ، كونوا أوعِيَةَ العِلمِ ، ومَصابيحَ الهُدى ، فَإِنَّ ضَوءَ النَّهارِ بَعضُهُ أضوَأُ مِن بَعضٍ .
أما عَلِمتَ أنَّ اللّهَ جَعَلَ وُلدَ إبراهيمَ عليه السلام أئِمَّةً ، وفَضَّلَ بَعضَهُم عَلى بَعضٍ ، وآتى داوودَ عليه السلام زَبورا ، وقَد عَلِمتَ بِما استَأثَرَ بِهِ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله .
يا مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ! إنّي أخافُ عَلَيكَ الحَسَدَ ، وإنَّما وَصَفَ اللّهُ بِهِ الكافِرينَ ، فَقالَ اللّهُ عز و جل : «كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ» ۲ ولَم يَجعَلِ اللّهُ عز و جللِلشَّيطانِ عَلَيكَ سُلطانا .
يا مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ! ألا اُخبِرُكَ بِما سَمِعتُ مِن أبيكَ فيكَ ؟ قالَ : بَلى ، قالَ : سَمِعتُ أباكَ عليه السلام يَقولُ يَومَ البَصرَةِ : مَن أحَبَّ أن يَبَرَّني فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ فَليَبَرَّ مُحَمَّدا وَلَدي . يا مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ! لَو شِئتُ أن اُخبِرَكَ وأنتَ نُطفَةٌ في ظَهرِ أبيكَ لَأَخبَرتُكَ .
يا مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ! أما عَلِمتَ أنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام بَعدَ وَفاةِ نَفسي ، ومُفارَقَةِ