49
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

فِيهِ كِتابا أبيَضَ شِبهَ لَونِ الشَّمسِ .
فَقُلتُ لَها : بِأَبي واُمّي يا بِنتَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ! ما هذَا اللَّوحُ ؟ فَقالَت : هذا لَوحٌ أهداهُ اللّهُ إلى رَسولِهِ صلى الله عليه و آله ، فيهِ اسمُ أبي ، وَاسمُ بَعلي ، وَاسمُ ابنَيَّ ، وَاسمُ الأَوصِياءِ مِن وُلدي ، وأعطانيهِ أبي لِيُبَشِّرَني بِذلِكَ .
قالَ جابِرٌ : فَأَعطَتنيهِ اُمُّكَ فاطِمَةُ عليهاالسلام ، فَقَرَأتُهُ وَاستَنسَختُهُ ، فَقالَ لَهُ أبي : فَهَل لَكَ يا جابِرُ أن تَعرِضَهُ عَلَيَّ ؟ قالَ : نَعَم ، فَمَشى مَعَهُ أبي إلى مَنزِلِ جابِرٍ ، فَأَخرَجَ صَحيفَةً مِن رَقٍّ .
فَقالَ : يا جابِرُ! انظُر في كِتابِكَ لِاَ?قرَأَ أنَا عَلَيكَ ، فَنَظَرَ جابِرٌ في نُسخَتِهِ ، فَقَرَأَهُ أبي ، فَما خالَفَ حَرفٌ حَرفا ، فَقالَ جابِرٌ : فَأَشهَدُ بِاللّهِ أنّي هكَذا رَأَيتُهُ فِي اللَّوحِ مَكتوبا :
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
هذا كِتابٌ مِنَ اللّهِ العَزيزِ الحَكيمِ لِمُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ ونورِهِ وسَفيرِهِ وحِجابِهِ ودَليلِهِ ، نَزَلَ بِهِ الرّوحُ الأَمينُ مِن عِندِ رَبِّ العالَمينَ :
عَظِّم ـ يا مُحَمَّدُ ـ أسمائي ، وَاشكُر نَعمائي ، ولا تَجحَد آلائي ، إنّي أنَا اللّهُ لا إلهَ إلَا أنَا ، قاصِمُ الجَبّارينَ ، ومُديلُ المَظلومينَ ، ودَيّانُ الدّينِ ، إنّي أنَا اللّهُ لا إلهَ إلّا أنَا ، فَمَن رَجا غَيرَ فَضلي ، أو خافَ غَيرَ عَدلي ، عَذَّبتُهُ عَذابا لا اُعَذِّبُهُ أحَدا مِنَ العالَمينَ ، فَإِيّايَ فَاعبُد ، وعَلَيَّ فَتَوَكَّل .
إنّي لَم أبعَث نَبِيّا ، فَاُكمِلَت أيّامُهُ ، وَانقَضَت مُدَّتُهُ ، إلّا جَعَلتُ لَهُ وَصِيّا ، وإنّي فَضَّلتُكَ عَلَى الأَنبِياءِ ، وفَضَّلتُ وَصِيَّكَ عَلَى الأَوصِياءِ ، وأكرَمتُكَ بِشِبلَيكَ وسِبطَيكَ حَسَنٍ وحُسَينٍ ، فَجَعَلتُ حَسَنا مَعدِنَ عِلمي بَعدَ انقِضاءِ مُدَّةِ أبيهِ .
وجَعَلتُ حُسَينا خازِنَ وَحيي ، وأكرَمتُهُ بِالشَّهادَةِ ، وخَتَمتُ لَهُ بِالسَّعادَةِ ، فَهُوَ


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
48

فَاعلَمي أنَّهُ إمامٌ مُفتَرَضُ الطّاعَةِ وَالإِمامُ لا يَعزُبُ عَنهُ شَيءٌ يُريدُهُ .
قالَت : ثُمَّ انصَرَفتُ حَتّى قُبِضَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام ، فَجِئتُ إلَى الحَسَنِ عليه السلام وهُوَ في مَجلِسِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام وَالنّاسُ يَسأَلونَهُ ، فَقالَ: يا حَبابَةُ الوالِبِيَّةُ ، فَقُلتُ : نَعَم يا مَولايَ ، فَقالَ : هاتي ما مَعَكِ ، قالَ : فَأَعطَيتُهُ ، فَطَبَعَ فيها كَما طَبَعَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام .
قالَت : ثُمَّ أتَيتُ الحُسَينَ عليه السلام وهُوَ في مَسجِدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَقَرَّبَ ورَحَّبَ ، ثُمَّ قالَ لي : إنَّ فِي الدَّلالَةِ دَليلاً عَلى ما تُريدينَ ، أفَتُريدينَ دَلالَةَ الإِمامَةِ ؟
فَقُلتُ : نَعَم يا سَيِّدي ، فَقالَ : هاتي ما مَعَكِ ، فَنَاوَلتُهُ الحَصاةَ ، فَطَبَعَ لي فيها... . ۱

راجع : ص ۳۸ (الفصل الثاني / تسعة من ولده خلفاء اللّه عز و جل في أرضه) .

۳ / ۲

صَحيفَةُ فاطِمَةَ عليها السّلام في إمامَتِهِ وإمامَةِ وُلدِهِ

۵۹۴.الكافي بسندٍ معتبر عن عبد الرحمن بن سالم عن أبي بصير عن أبي عبداللّه [الصادق] عليه السلام :قالَ أبي لِجابِرِ بنِ عَبدِاللّهِ الأَنصارِيِّ : إنَّ لي إلَيكَ حاجَةً فَمَتى يَخِفُّ عَلَيكَ أن أخلُوَ بِكَ فَأَسأَلَكَ عَنها ؟ فَقالَ لَهُ جابِرٌ : أيَّ الأَوقاتِ أحبَبتَهُ ، فَخَلا بِهِ في بَعضِ الأَيّامِ ، فَقالَ لَهُ : يا جابِرُ، أخبِرني عَنِ اللَّوحِ الَّذي رَأَيتَهُ في يَدِ اُمّي فاطِمَةَ عليهاالسلامبِنتِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وما أخبَرَتكَ بِهِ اُمّي أنَّهُ في ذلِكَ اللَّوحِ مَكتوبٌ ؟
فَقالَ جابِرٌ : أشهَدُ بِاللّهِ أنّي دَخَلتُ عَلى اُمِّكَ فاطِمَةَ عليهاالسلام في حَياةِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَهَنَّيتُها بِوِلادَةِ الحُسَينِ ، ورَأَيتُ في يَدَيها لَوحا أخضَرَ ، ظَنَنتُ أنَّهُ مِن زُمُرُّدٍ ، ورَأَيتُ

1.الكافي : ج ۱ ص ۳۴۶ ح ۳ ، كمال الدين : ص ۵۳۶ ح ۱ ، الثاقب في المناقب : ص ۱۴۰ ح ۱۳۲ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۱۶۰ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۰۸ وليس فيهما صدره إلى «نطقاً منه» ، بحار الأنوار : ج ۲۵ ص ۱۷۵ ح ۱ وراجع : المناقب لابن شهرآشوب : ج ۱ ص ۲۹۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4452
صفحه از 448
پرینت  ارسال به