393
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

۹۶۳.الفتوح :دَخَلَ الحُسَينُ عليه السلام عَلَى الوَليدِ بنِ عُتبَةَ ، فَسَلَّمَ عَلَيهِ ، فَرَدَّ عَلَيهِ رَدّا حَسَنا ، ثُمَّ أدناهُ وقَرَّبَهُ .
قالَ : ومَروانُ بنُ الحَكَمِ هُناكَ جالِسٌ في مَجلِسِ الوَليدِ ، وقَد كانَ بَينَ مَروانَ وبَينَ الوَليدِ مُنافَرَةٌ ومُفاوَضَةٌ ، فَأَقبَلَ الحُسَينُ عليه السلام عَلَى الوَليدِ فَقالَ :
أصلَحَ اللّهُ الأَميرَ ، وَالصَّلاحُ خَيرٌ مِنَ الفَسادِ ، وَالصِّلَةُ خَيرٌ مِنَ الخَشناءِ والشَّحناءِ ، وقَد آنَ لَكُما أن تَجتَمِعا ، فَالحَمدُ للّهِِ الَّذي ألَّفَ بَينَكُما . قالَ : فَلَم يُجيباهُ في هذا بِشَيءٍ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : هَل أتاكُم مِن مُعاوِيَةَ كائِنَةُ خَبَرٍ ؛ فَإِنَّهُ كانَ عَليلاً وقَد طالَت عِلَّتُهُ ، فَكَيفَ حالُهُ الآنَ ؟
قالَ : فَتَأَوَّهَ الوَليدُ وَتَنَفَّسَ الصُّعَداءَ وقالَ : أبا عَبدِ اللّهِ آجَرَكَ اللّهُ في مُعاوِيَةَ ، فَقَد كانَ لَكَ عَمُّ صِدقٍ ، وقَد ذاقَ المَوتَ ، وهذا كِتابُ أميرِ المُؤمِنينَ يَزيدَ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّـآ إِلَيْهِ رَ جِعُونَ» ۱ ، وعَظَّمَ اللّهُ لَكَ الأَجرَ أيُّهَا الأَميرُ ، ولكِن لِماذا دَعَوتَني ؟
فَقالَ : دَعَوتُكَ لِلبَيعَةِ، فَقَدِ اجتَمَعَ عَلَيهِ النّاسُ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : إنَّ مِثلي لا يُعطي بَيعَتَهُ سِرّا ، وإنَّما اُحِبُّ أن تَكونَ البَيعَةُ عَلانِيَةً بِحَضرَةِ الجَماعَةِ ، ولكِن إذا كانَ مِنَ الغَدِ ودَعَوتَ النّاسَ إلَى البَيعَةِ دَعَوتَنا مَعَهُم فَيَكونُ أمرَنا واحِدا .
فَقالَ لَهُ الوَليدُ : أبا عَبدِ اللّهِ ؟ لَقَد قُلتَ فَأَحسَنتَ فِي القَولِ ، وأجَبتَ ۲ جَوابَ مِثلِكَ وكَذا ظَنّي بِكَ ، فَانصَرِف راشِدا عَلى بَرَكَةِ اللّهِ حَتّى تَأتِيَني غَدا مَعَ النّاسِ .

1.البقرة : ۱۵۶ .

2.في المصدر : «وأحببت» ، والصواب ما أثبتناه كما في مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
392

فَقالَ لَهُ الوَليدُ ـ وكانَ يُحِبُّ العافِيَةَ ـ : فَانصَرِف عَلَى اسمِ اللّهِ حَتّى تَأتِيَنا مَعَ جَماعَةِ النّاسِ .
فَقالَ لَهُ مَروانُ : وَاللّهِ لَئِن فارَقَكَ السّاعَةَ ولَم يُبايِع لا قَدَرتَ مِنهُ عَلى مِثلِها أبَدا حَتّى تَكثُرَ القَتلى بَينَكُم وبَينَهُ ، احبِسِ الرَّجُلَ ولا يَخرُج مِن عِندِكَ حَتّى يُبايِعَ أو تَضرِبَ عُنُقَهُ .
فَوَثَبَ عِندَ ذلِكَ الحُسَينُ عليه السلام فَقالَ : يَابنَ الزَّرقاءِ ، أنتَ تَقتُلُني أم هُوَ ؟ كَذَبتَ وَاللّهِ وأثِمتَ . ثُمَّ خَرَجَ فَمَرَّ بِأَصحابِهِ فَخَرَجوا مَعَهُ حَتّى أتى مَنزِلَهُ . ۱

۹۶۲.الملهوف :ثُمَّ بَعَثَ [الوَليدُ بنُ عُتبَةَ] إلَى الحُسَينِ عليه السلام فَجاءَهُ في ثَلاثينَ رَجُلاً مِن أهلِ بَيتِهِ ومَواليهِ ، فَنَعَى الوَليدُ إلَيهِ مُعاوِيَةَ وَعَرَضَ عَلَيهِ البَيعَةَ لِيَزيدَ .
فَقالَ عليه السلام : أيُّهَا الأَميرُ ! إنَّ البَيعَةَ لا تَكونُ سِرّا ، ولكِن إذا دَعَوتَ النّاسَ غَدا فَادعُنا مَعَهُم .
فَقالَ مَروانُ : لا تَقبَل أيُّهَا الأَميرُ عُذرَهُ ، وَمتى لَم يُبايِع فَاضرِب عُنُقَهُ .
فَغَضِبَ الحُسَينُ عليه السلام ثُمَّ قالَ : وَيلي عَلَيكَ يَابنَ الزَّرقاءِ ! أنتَ تَأمُرُ بِضَربِ عُنُقي ؟! كَذَبتَ وَاللّهِ ولَؤُمتَ .
ثُمَّ أقبَلَ عَلَى الوَليدِ فَقالَ : أيُّهَا الأَميرُ ! إنّا أهلُ بَيتِ النُّبُوَّةِ ومَعدِنُ الرِّسالَة ومُختَلَفُ المَلائِكَةِ ، وبِنا فَتَحَ اللّهُ وبِنا خَتَمَ اللّهُ ، ويَزيدُ رَجُلٌ فاسِقٌ ، شارِبُ الخَمرِ ، قاتِلُ النَّفسِ المُحَرَّمَةِ ، مُعلِنٌ بِالفِسقِ ، لَيسَ لَهُ هذِهِ المَنزِلَةُ ، ومِثلي لا يُبايِعُ مِثلَهُ ، ولكِن نُصبِحُ وتُصبِحونَ ونَنظُرُ وتَنظُرونَ أيُّنا أحَقُّ بِالخِلافَةِ وَالبَيعَةِ . ۲

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۳۹ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۳۰ ، تذكرة الخواصّ : ص ۲۳۶ نحوه ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۴۷ .

2.الملهوف : ص ۹۷ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۲۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4741
صفحه از 448
پرینت  ارسال به