قُلتُ لَكَ ؛ فَإِنَّ آلَ أبي تُرابٍ هُمُ الأَعداءُ في قَديمِ الدَّهرِ لَم يَزالوا ، وهُمُ الَّذينَ قَتَلُوا الخَليفَةَ عُثمانَ بنَ عَفّانَ ثُمَّ ساروا إلى أميرِ المُؤمِنينَ فَحارَبوهُ ، وبَعدُ فَإِنّي لَستُ آمَنُ أيُّهَا الأَميرُ أَنَّكَ إن لَم تُعاجِلِ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ خاصَّةً ، أن تَسقُطَ مَنزِلَتُكَ عِندَ أميرِ المُؤمِنينَ يَزيدَ .
فَقالَ لَهُ الوَليدُ بنُ عُتبَةَ : مَهلاً ! وَيحَكَ يا مَروانُ عَن كَلامِكَ هذا ! وأحسِنِ القَولَ فِي ابنِ فاطِمَةَ ، فَإِنَّهُ بَقِيَّةُ وُلدِ النَّبِيّينَ . ۱
۹۴۳.الأخبار الطوال :لَمّا وَرَدَ ذلِكَ [أي كِتابُ يَزيدَ] عَلَى الوَليدِ قُطِعَ بِهِ وخافَ الفِتنَةَ ، فَبَعَثَ إلى مَروانَ ، وكانَ الَّذي بَينَهُما مُتَباعِدا ، فَأَتاهُ ، فَأَقرَأَهُ الوَليدُ الكِتابَ وَاستَشارَهُ . فَقالَ لَهُ مَروانُ : أمّا عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ وعَبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي بَكرٍ فَلا تَخافَنَّ ناحِيَتَهُما ؛ فَلَيسا بِطالِبينَ شَيئا مِن هذَا الأَمرِ ، ولكِن عَلَيكَ بِالحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ وعَبدِ اللّهِ بنِ الزُّبَيرِ ، فَابعَث إلَيهِمَا السّاعَةَ ، فَإِن بايَعا وإلّا فَاضرِب أعناقَهُما قَبلَ أن يُعلَنَ الخَبَرُ ، فَيَثِبَ كُلُّ واحِدٍ مِنهُما ناحِيَةً ، ويُظهِرَ الخِلافَ . ۲
۹۴۴.الإمامة والسياسة :ذَكَروا أنَّ خالِدَ بنَ الحَكَمِ ۳ لَمّا أتاهُ الكِتابُ مِن يَزيدَ فَظِعَ بِهِ ، فَدَعا مَروانَ بنَ الحَكَمِ وكانَ عَلَى المَدينَةِ قَبلَهُ ، فَلَمّا دَخَلَ عَلَيهِ مَروانُ وذلِكَ في أوَّلِ اللَّيلِ قالَ لَهُ خالِدٌ : اِحتَسِب صاحِبَكَ يا مَروانُ ، فَقالَ لَهُ مَروانُ : اُكتُم ما بَلَغَكَ ، إنّا للِّهِ وإنّا إلَيهِ راجِعونَ ، ثُمَّ أقرَأَهُ الكِتابَ ، وقالَ لَهُ : مَا الرَّأيُ ؟ فَقالَ : أرسِلِ السّاعَةَ إلى هؤُلاءِ النَّفَرِ فَخُذ بَيعَتَهُم ؛ فَإِنَّهُم إن بايَعوا لَم يَختَلِف عَلى يَزيدَ أحَدٌ مِن أهلِ