379
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

مُعاوِيَةَ كانَ عَبدا للِّهِ مِن عِبادِهِ ، أكرَمَهُ اللّهُ وَاستَخلَفَهُ وخَوَّلَهُ وَمَكَّنَ لَهُ ، ثُمَّ قَبَضَهُ إلى رَوحِهِ ورَيحانِهِ وَرحمَتِهِ وغُفرانِهِ ، عاشَ بِقَدَرٍ وماتَ بِأَجَلٍ ، عاشَ بَرّا تَقِيّا وخَرَجَ مِنَ الدُّنيا رَضِيّا زَكِيّا ، فَنِعمَ الخَليفَةُ كانَ ولا اُزَكّيهِ عَلَى اللّهِ ، هُوَ أعلَمُ بِهِ مِنّي ، وقَد كانَ عَهِدَ إلَيَّ عَهدا وجَعَلَني لَهُ خَليفَةً مِن بَعدِهِ ، وأوصاني أن اُحارِبَ ۱ آلَ أبي تُرابٍ بِآلِ أبي سُفيانَ ؛ لأَِنَّهُم أنصارُ الحَقِّ وطُلّابُ العَدلِ ، فَإِذا وَرَدَ عَلَيكَ كِتابي هذا فَخُذِ البَيعَةَ عَلى أهلِ المَدينَةِ ، وَالسَّلامُ .
قالَ : ثُمَّ كَتَبَ إلَيهِ في صَحيفَةٍ صَغيرَةٍ كَأَنَّها اُذُنُ فَأرَةٍ : أمّا بَعدُ ، فَخُذِ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ وعَبدَ الرَّحمنِ بنَ أبي بَكرٍ وعَبدَ اللّهِ بنَ الزُّبَيرِ وعَبدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ أخذا عَنيفا لَيسَت فيهِ رُخصَةٌ ؛ فَمَن أبى عَلَيكَ مِنهُم فَاضرِب عُنُقَهُ وَابعَث إلَيَّ بِرَأسِهِ . ۲

۹۳۹.الإمامة والسياسة عن نافع بن جبير :إنّي بِالشّامِ يَومَ مَوتِ مُعاوِيَةَ ، وكانَ يَزيدُ غائِبا ، وَاستَخلَفَ مُعاوِيَةُ الضَّحّاكَ بنَ قَيسٍ بَعدَهُ حَتّى يَقدَمَ يَزيدُ ... فَلَمّا قَدِمَ يَزيدُ دِمَشقَ ـ بَعدَ مَوتِ أبيهِ إلى عَشَرَةِ أيّامٍ ـ كَتَبَ إلى خالِدِ بنِ الحَكَمِ ۳ وهُوَ عامِلُ المَدينَةِ :
أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ مُعاوِيَةَ بنَ أبي سُفيانَ كانَ عَبدا استَخلَفَهُ اللّهُ عَلَى العِبادِ ، ومَكَّنَ لَهُ فِي البِلادِ ، وكانَ مِن حادِثِ قَضاءِ اللّهِ جَلَّ ثَناؤُهُ وتَقَدَّسَت أسماؤُهُ فيهِ ما سَبَقَ فِي الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ ، لَم يَدفَع عَنهُ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ولا نَبِيٌّ مُرسَلٌ ، فَعاشَ حَميدا وماتَ سَعيدا ، وقَد قَلَّدَنَا اللّهُ عز و جل ما كانَ إلَيهِ ، فَيا لَها مُصيبَةً ما أجَلَّها ونِعمَةً ما أعظَمَها ، نَقلَ الخِلافَةِ وفَقدَ الخَليفَةِ ، فَنَستَوزِعُهُ الشُّكرَ ونَستَلهِمُهُ الحَمدَ ، ونَسأَلُهُ الخِيَرَةَ فِي

1.في الطبعة المعتمدة : «أحدث» ، والتصويب من طبعة دار الفكر .

2.الفتوح : ج ۵ ص ۹ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۷۹ .

3.كذا ، والصحيح : «الوليد بن عتبة بن أبي سفيان» .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
378

۹۳۷.تاريخ الطبري عن أبي مخنف :لَم يَكُن لِيَزيدَ هِمَّةٌ حينَ وَلِيَ إلّا بَيعَةَ النَّفَرِ الَّذينَ أبَوا عَلى مُعاوِيَةَ الإِجابَةَ إلى بَيعَةِ يَزيدَ حينَ دَعَا النّاسَ إلى بَيعَتِهِ ، وأنَّهُ وَلِيُّ عَهدِهِ بَعدَهُ وَالفَراغَ مِن أمرِهِم ، فَكَتَبَ إلَى الوَليدِ :
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، مِن يَزيدَ أميرِ المُؤمِنينَ إلَى الوَليدِ بنِ عُتبَةَ . أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ مُعاوِيَةَ كانَ عَبدا مِن عِبادِ اللّهِ ، أكرَمَهُ اللّهُ وَاستَخلَفَهُ وخَوَّلَهُ وَمَكَّنَ لَهُ ، فَعاشَ بِقَدَرٍ وماتَ بِأَجَلٍ ، فَرَحِمَهُ اللّهُ ؛ فَقَد عاشَ مَحمودا وماتَ بَرّا تَقِيّا ، وَالسَّلامُ .
وكَتَبَ إلَيهِ في صَحيفَةٍ كَأَنَّها اُذُنُ فَأرَةٍ : أمّا بَعدُ ، فَخُذ حُسَينا وعَبدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ وعَبدَ اللّهِ بنَ الزُّبَيرِ بِالبَيعَةِ أخذا شَديدا لَيستَ فيهِ رُخصَةٌ حَتّى يُبايِعوا ، وَالسَّلامُ . ۱

۹۳۸.الفتوح :بايَعَ النّاسُ بِأَجمَعِهِم يَزيدَ بنَ مُعاوِيَةَ وَابنَهُ مُعاوِيَةَ بنَ يَزيدَ مِن بَعدِهِ ... . ثُمَّ عَزَمَ عَلَى الكُتُبِ إلى جَميعِ البِلادِ بِأَخذِ البَيعَةِ لَهُ .
قالَ : وكانَ عَلَى المَدينَةِ يَومَئِذٍ مَروانُ بنُ الحَكَمِ ۲ ، فَعَزَلَهُ يَزيدُ ووَلّى مَكانَهُ الوَليدَ بنَ عُتبَةَ بنِ أبي سُفيانَ ، وكَتَبَ إلَيهِ :
مِن عَبدِ اللّهِ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ أميرِ المُؤمِنينَ إلَى الوَليدِ بنِ عُتبَةَ . أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۳۸ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۲۹ ، الأخبار الطوال : ص ۲۲۷ كلاهما نحوه ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۴۶ .

2.مروان بن الحكم بن أبي العاص القرشي الاُمويّ ، أبو عبد الملك ، هو ابن عمّ عثمان. ولد في مكّة أو الطائف ، وقد نفى النبيّ صلى الله عليه و آله أباه إلى الطائف وقد ذهب معه ، لذلك لم ير النبيّ صلى الله عليه و آله . لعنه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وقال له : الوزغ ابن الوزغ ، وقال ـ مشيرا إلى أبيه ـ : ويل لاُمّتي ممّا في صلب هذا. بعدما تقلّد عثمان أمر الخلافة أعاده مع أبيه إلى المدينة ، و بالغ في إكرامهما. جُرِح أثناء دفاعه عن عثمان ، ثمّ فرّ إلى مكّة ولحق بأصحاب الجمل ، فعفا الإمام عنه ، والتحق بمعاوية واشترك في صفّين معه . تولّى حكم المدينة سنة (۴۲ه ) ، وهو الذي حال دون دفن الحسن عليه السلام عند جدّه . تأمّر بعد يزيد بن معاوية تسعة أو عشرة أشهر. هلك سنة ۶۵ه . (راجع : الطبقات الكبرى: ج ۵ ص ۳۵ ـ ۴۳ و اُسد الغابة: ج ۵ ص ۱۳۹ و الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۶۴۷ و الإصابة : ج ۶ ص ۲۰۳ و الكافي: ج ۸ ص ۲۳۸ ح ۳۲۳ و ۳۲۴ و رجال الطوسي: ص ۴۷ و رجال الكشّي : ج ۱ ص ۲۵۰) .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4749
صفحه از 448
پرینت  ارسال به