371
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

والإطاحة بحكم يزيد، ووقوع الثورات الانتقاميّة ، ووعي الناس في تلك الحقبة من التاريخ ، وبالطبع فقد حدث ذلك خلال فترات زمنيّة قصيرة نسبيّاً .

الطبقات الاُخرى

تمّ تحليل الهدف من حادثة عاشوراء في هذه الطبقات من منظار اللّه ورسوله وأوليائه . ولا يقتصر الهدف هنا على حقبة من التاريخ، بل يؤخذ بنظر الاعتبار خلود مشعل مواجهة الظلم، والمطالبة بالحرّية وحصول الإنسان على كرامته الإنسانيّة ونشر الوعي .
وتقام هنا علاقة عاطفيّة بين الإمام الحسين عليه السلام وفطرة البشر على مرّ التاريخ، ويبدو أنّ من الممكن فهم هذه التعابير وتفسيرها في ضوء مثل هذه الطبقات من الأهداف:
إنَّ لِقَتلِ الحُسَينِ حَرارَةً في قُلوبِ المُؤمِنينَ لا تَبرُدُ أبَداً. ۱
إنَّ لِلحُسَينِ في بَواطِنِ المُؤمِنينَ مَعرِفَةً مَكتومَةً . ۲
يا حُسينُ اخرُج ، فَإنَّ اللّهَ قَد شاءَ أن يَراكَ قَتيلاً . ۳
وبَذَلَ مُهجَتَهُ فيكَ لِيَستَنقِذَ عِبادَكَ مِنَ الجَهالَةِ وحَيَرةِ الضَّلالَةِ . ۴
ويمكن بهذه النظرة فهم وتحليل أسرار الأحكام الخاصّة التي وردت في مجموعة التعاليم الشيعيّة فيما يتعلّق بالإمام الحسين عليه السلام ، ومنها :
۱ . حلّية الأكل من تربة الإمام الحسين عليه السلام للاستشفاء . ۵
۲ . استحباب السجدة على تربة كربلاء . ۶

1.مستدرك الوسائل: ج ۱۰ ص ۳۱۸ ح ۱۲۰۸۴ نقلاً عن مجموعة الشهيد مخطوط.

2.الخرائج والجرائح : ج ۲ ص ۸۴۲ ح ۶۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۳ ص ۲۷۲ ح ۳۹ .

3.الملهوف: ص ۱۲۸.

4.تهذيب الأحكام : ج ۶ ص ۱۱۳ ح ۲۰۱ ، المزار الكبير : ص ۵۱۴ ح ۱۰ ، الاقبال : ج ۳ ص ۱۰۲ ، المصباح للكفعمي : ص ۶۴۹ ؛ بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۳۳۱ ح ۲ .

5.وسائل الشيعة: ج ۱۰ ص ۴۰۸ (ب ۷۰) وص ۴۱۴ (ب ۷۲) و ص ۴۱۶ (ب۷۳) .

6.راجع : وسائل الشيعة: ج ۳ ص ۶۰۸ ح ۶۸۱۰.


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
370

مَن رَأى سُلطاناً جائِراً مُستَحِلّاً لِحُرَمِ اللّهِ ، ناكِثاً لِعَهدِ اللّهِ ، مُخالِفاً لِسُنَّةِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، يَعمَلُ في عِبادِ اللّهِ بِالإِثمِ وَالعُدوانِ ، فَلَم يُغَيِّر عَلَيهِ بِفِعلٍ ولا قَولٍ ، كانَ حَقّاً عَلَى اللّهِ أن يُدخِلَهُ مُدخَلَهُ . ۱
وقال في الخطبة الاُولى يوم عاشوراء:
لا وَاللّهِ، لا اُعطيكُم بِيَدي إعطاءَ الذَّليلِ ، ولا أفِرُّ فِرارَ العَبيدِ ... . ۲
وقال في الخطبة الثانية يوم عاشوراء:
ألا وإنَّ الدَّعِيَّ ابنَ الدَّعِيِّ قَد رَكَزَ بَينَ اثنَتَين ؛ بَينَ السِّلَّةِ وَالذُلَّةِ ، وهَيهاتَ مِنَّا الذِّلَّةُ ، يِأبَى اللّهُ لَنا ذلِكَ ورَسولُهُ وَالمُؤمِنونَ ، وحُجورٌ طابَت ، وحُجورٌ طَهُرَت ، وأُنوفٌ حَمِيَّةٌ ، ونُفوسٌ أبِيَّةٌ ، مِن أن تُؤثَرَ طاعَةُ اللِّئامِ عَلى مَصارِعِ الكِرامِ . ۳
مضافا إلى هذه الأقوال والكتب ، فإنّ تحليل شؤون الإمامة ۴ يقتضي هذا أيضا، وقد حاز الإمام الحسين عليه السلام منصب الإمامة لبيان الدين وتطبيقه ، والمحافظة عليه من الاضمحلال والزوال ، وصونه عن التحريف ، ولكي يكون قدوة للمجتمع، ومن المفترض أن تلقي هذه الشؤون بظلّها على جميع سلوكياته وأقواله وأفكاره، فكيف يمكن تحليل حادثة بهذه العظمة بمعزل عن هذه الأهداف؟ الحادثة التي اُريقت فيها دماء هؤلاء العظام على الأرض.
وتعدّ هذه الطبقة الاُولى من أهداف حادثة عاشوراء ، ومن المحتمل أن يكون مراد الذين عبّروا بإقامة الحكم ، هو العنوان المنتزع من هذه الاُمور ، وكما أشرنا فإنّ هذا التعبير لم يبيّن بصراحة في أقوال الإمام وكتبه .
ويمكن القول إنّ معطيات هذه الطبقة من الأهداف هي زلزلة دعائم حكم بني اُميّة ،

1.راجع : ج ۳ ص ۳۷۷ ح ۱۴۹۰ .

2.الإرشاد : ج ۲ ص ۹۸ وراجع : هذه الموسوعة : ج ۴ ص ۱۰۶ (القسم الثامن / الفصل الثاني / احتجاجات الإمام عليه السلام علىجيش الكوفة) .

3.راجع : ج ۴ ص ۱۱۵ ح ۱۶۲۸ .

4.من جملة واجبات الإمام عليه السلام وصلاحياته ، ومن جملة شروط ومقتضيات الإمامة .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4648
صفحه از 448
پرینت  ارسال به