369
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

ووَرَثَتَهُ وأحَقَّ النّاسِ بِمَقامِهِ فِي النّاسِ ، فَاستَأثَرَ عَلَينا قَومُنا بِذلِكَ ، فَرَضينا وكَرِهنَا الفُرقَةَ وأحبَبنَا العافِيَةَ ، ونَحنُ نَعلَمُ أنّا أحَقُّ بِذلِكَ الحَقِّ المُستَحقِّ عَلَينا مِمَّن تَوَلّاهُ ، وقَد أحسَنوا وأصلَحوا، وتَحَرَّوُا الحَقَّ فَرَحِمَهُمُ اللّهُ وغَفَرَ لَنا ولَهُم .
وقَد بَعَثتُ رَسولي إلَيكُم بِهذَا الكِتابِ ، وأنَا أدعوكُم إلى كِتابِ اللّهِ وسُنَّةِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله ؛ فَإِنَّ السُّنَّةَ قَد اُميتَت ، وإنَّ البِدعَةَ قَد اُحيِيَت ، وإن تَسمَعوا قَولي وتُطيعوا أمري، أهدِكُم سَبيلَ الرَّشادِ ، وَالسَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللّهِ » . ۱
وكتب في رسالة جوابيّة لأهل الكوفة:
فَلَعَمري مَا الإِمامُ إلَا العامِلُ بِالكِتابِ ، وَالآخِذُ بِالقِسطِ ، وَالدّائِنُ بِالحَقِّ ، وَالحابِسُ نَفسَهُ عَلى ذاتِ اللّهِ. ۲
اللّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنَّهُ لَم يَكُن ما كانَ مِنّا تَنافُساً في سُلطانٍ ، ولَا التِماساً مِن فُضولِ الحُطامِ ، ولكِن لِنُرِيَ المَعالِمَ مِن دينِكَ ، ونُظهِرَ الإِصلاحَ في بِلادِكَ ، ويَأمَنَ المَظلومونَ مِن عِبادِكَ ، ويُعمَلَ بِفَرائِضِكَ وسُنَنِكَ وأحكامِكَ . فَإِن لَم تَنصُرونا وتُنصِفونا قَوِيَ الظَّلمةُ عَلَيكُم ، وعَمِلوا في إطفاءِ نورِ نَبِيِّكُم ، وحَسبُنَا اللّهُ وعَلَيهِ تَوَكَّلنا وإلَيه أنبَنا وإلَيهِ المَصيرُ . ۳
وقال في الخطبة الاُولى أمام أصحاب الحرّ :
أيُّهَا النّاس! فَإِنَّكُم إن تَتَّقوا وتَعرِفُوا الحَقَّ لِأَهلِهِ يَكُن أرضى للّهِِ ، ونَحنُ أهلَ البَيتِ أولى بِوَلايَةِ هذَا الأَمرِ عَلَيكُم مِن هؤُلاءِ المُدَّعينَ ما لَيس لَهُم ، وَالسّائرينَ فيكُم بِالجورِ وَالعُدوانِ . ۴
وقال في الخطبة الثانية مقابل أصحاب الحرّ :

1.راجع : ج ۳ ص ۴۰ ح ۱۰۲۳ .

2.راجع : ج ۳ ص ۳۶ ح ۱۰۱۶ .

3.تحف العقول: ص ۲۳۹.

4.راجع : ج ۳ ص ۳۶۵ ح ۱۴۷۹ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
368

قَد عَلِمتَ إنّا أهلُ بَيتِ الكَرامَةِ وَمَعدِنُ الرِّسالَةِ وأعلامُ الحَقِّ الَّذي أودَعَهُ اللّهُ عَزَّوجَلَّ قُلوبَنا، وأنطَقَ بِهِ ألسِنَتَنا ، فَنَطَقَت بِإِذنِ اللّهِ عَزَّوجَلَّ ، ولَقَد سَمِعتُ جَدّي رَسولَ اللّهِ يَقولُ : «إنَّ الخِلافَةَ مُحَرَّمَةٌ عَلى وُلدِ أبي سُفيانَ» ، وكَيفَ اُبايِعُ أهلَ بَيتٍ قَد قالَ فيهِم رَسولُ اللّهِ هذا؟! ۱
واسترجع خلال لقائه بمروان قائلاً:
عَلَى الإِسلامِ السَّلامُ إذ بُلِيَتِ الاُمَّةُ بِراعٍ مِثلِ يَزيدَ . . . وقَد سَمِعتُ جَدّي رَسولَ اللّهِ يَقولُ : «الخِلافَةُ مُحَرَّمَةٌ عَلى آلِ أبي سُفيانَ الطُّلَقاءِ وأبناءِ الطُّلَقاءِ . فَإِذا رَأَيتُم مُعاوِيَةَ عَلى مِنبَري فَابقُروا بَطنَهُ» ، ولَقد رَآهُ أهلُ المَدينَةِ عَلى مِنبَرِهِ فَلَم يَفعَلوا بِهِ ما اُمِروا ، فَابتَلاهُم بِابنِهِ يَزيدَ . ۲
ويطرح في القسم الثاني، إصلاح الاُمّة وإحياء السنّة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاربة السلطان الجائر والعزّة والإباء. فقد روي عنه عليه السلام في هذا المجال أنّه قال:
إنّي لَم أخرُج أشِراً ولا بَطِراً ولا مُفسِداً ولا ظالِماً ، وإنَّما خَرَجتُ لِطَلَبِ النَّجاحِ وَالصَّلاحِ في اُمَّةِ جَدّي مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، اُريدُ أن آمُرَ بِالمَعروفِ وأنهى عَنِ المُنكَرِ ، وأسيرَ بِسيرَةِ جَدّي مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، وسيرَةِ أبي عَليِّ بنِ أبي طالِبٍ... فَمَنْ قَبِلَني بِقَبولِ الحَقِّ فَاللّهُ أولى بِالحَقِّ ومَن رَدَّ عَلَيَّ هذا أصبِرُ حَتّى يَقضِيَ اللّهُ بَيني وبَينَ القَومِ بِالحَقِّ ويَحكُمَ بَيني وبَيْنَهُم بِالحقِّ وهُوَ خَيرُ الحاكِمينَ . ۳
وعن أبي عثمان النهدي : كتب الحسينُ عليه السلام مع مولىً لهم يقال له سليمان ، وكتب بنسخة إلى رؤوس الأخماس بالبصرة وإلى الأشراف :
... أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ اللّهَ اصطفى مُحَمَّداً صلى الله عليه و آله عَلى خَلقِهِ وأكرَمَهُ بِنُبُوَّتِهِ ، وَاختارَهُ لِرِسالَتِهِ، ثُمَّ قَبَضَهُ إلَيهِ ، وقَد نَصَحَ لِعبادِهِ ، وبَلَّغَ ما اُرسِلَ بِهِ صلى الله عليه و آله ، وكُنّا أهلَهُ وأولِياءَهُ وأوصِياءَهُ

1.راجع : ص۳۸۹ ح۹۵۶ .

2.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: ج ۱ ص ۱۸۴، وراجع: هذه الموسوعة ، ج ۲ ص ۳۸۹ (ما جرى بين الإمام عليه السلام والوليد لأخذ البيعة).

3.راجع : ج۳ ص۱۵ ح۹۷۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4768
صفحه از 448
پرینت  ارسال به