363
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

كما كتب قائلا:
يقول الشيعة: إنّ الإمام الحسين عليه السلام لم يثر أساساً ولم يكن ينوي الجهاد . ۱

۴. نظرية الجمع

نظريّة الجمع كما مرّ ، تعمل على التوفيق بين نظريّة طلب الشهادة ونظريّة إقامة الحكم ، والتي تؤيّدها النصوص الكثيرة الصادرة عن النبيّ والأئمّة لطلب الشهادة ، فيما تدلّ أقوال وخطب وكتب الإمام الحسين عليه السلام على إقامة الحكم. وقد أخبر أئمّة الدين بشهادة الإمام الحسين عليه السلام من جهة ، كما كان الإمام الحسين نفسه يعتقد ويؤمن بهذه العاقبة ، وقد اختار هذا الطريق عن علم ومعرفة ، ومن جهة اُخرى فإنّ الإمام الحسين نفسه يؤكّد في المراحل المختلفة من خلال الخطب والكتب على الأهداف الملموسة،مثل إصلاح اُمور الاُمّة وإحياء سنّة النبيّ ، وأحقّيته في الخلافة. وقد دفعت هاتان الحقيقتان الكلاميّتان والتاريخيّتان هذه المجموعة إلى أن تهتمّ بنوع من التوفيق بينهما ، فظهرت على إثر ذلك أربعة آراء :

أ ـ تحقيق الهدف على مراحل

يبدو من بعض ماكتبه الاُستاذ الشهيد المطهريّ ، أنّ هدف الإمام الحسين عليه السلام كان على مراحل ، حيث كان يهدف في المرحلة الاُولى إلى إقامة الحكم ، ولكن أصبح هدفه بعد خبر مقتل مسلم هو الشهادة :
... لماذا اشتدّت اللهجة الحماسيّة في خطب الإمام الحسين عليه السلام بعد أن يئس من نصرة أهل الكوفة له ، واتّضح أنّ الكوفة أصبحت تحت سيطرة ابن زياد ، وأنّ مسلماً قُتل؟... إنّ كلّ ذلك يدلّ على أنّ أبا عبد اللّه كان يريد أن يكون هذا المشهد دمويّاً ، بل إنّه هو نفسه كان يلوّنه . ۲

1.المصدر السابق : ص ۱۵۴ الهامش.

2.مجموعه آثار استاد شهيد مطهري «بالفارسية»: ج ۱۷ ص ۳۷۱.


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
362

توجّه من مكّة طالبا الكوفة لِيَلي بالخلافة . ۱
ويقول ابن الجوزيّ أيضاً :
كتب أهل العراق إلى الحسين : أن أقبل إلينا نبايعك ، [ و ] رأى أنّه الأحقّ وظنّ فيهم النصرة ، [ شخص إليهم ]فخذلوه . ۲
وقول ابن الجوزي : «إنّ الإمام كان يأمل النصرة» يعني أنّه كان يتوقّع أن ينتصر ويقيم الحكم .
ويقول هندوشاه الصاحبي النخجواني أيضاً :
أرسل أهل الكوفة إلى الحسين كتاباً وأقسموا بالأيمان المؤكّدة أنّهم سيبايعونه إن هو قدم إلى الكوفة ، وسيتصدّون لبني اُميّة ، وسيبذلون كلّ ما في وسعهم من مساعدة ومعاضدة. وقد تكرّرت هذه المراسلة والدعوة. فانخدع الحسين بكلامهم وعزم على الذهاب إلى الكوفة . ۳
ومن الواضح أنّ صراحة أهل السنّة في البيان وعدم اختلافهم في هذا المجال يعودان إلى أنّهم ينظرون إلى هذا الموضوع نظرة تاريخية بحتة ، ولا يفسّرونه من النواحي الكلامية.

۳. نظريّة المحافظة على النفس

كتب أحد الكتّاب المعاصرين حول هدف الإمام الحسين عليه السلام من الخروج كالتالي :
لقد كان الهدف من مغادرة الإمام الحسين عليه السلام للمدينة إلى مكّة ومن مكّة نحو العراق، الحفاظ على النفس، لا الخروج والثورة ولا محاربة الأعداء ولا إقامة الحكم . ۴

1.تاريخ الإسلام وفيات المشاهير والأعلام : ج ۵ ص ۵.

2.الردّ على المتعصّب العنيد: ص ۷۱.

3.تجارب السلف: ص ۶۷ - ۶۸.

4.كتاب هفت ساله چرا به صدا درآمد «بالفارسية»: ص ۱۹۳ - ۱۹۴.

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4541
صفحه از 448
پرینت  ارسال به