361
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

الحكم أو لا .
المرحلة الثانية: منذ أن قررّ الذهاب إلى الكوفة وحتّى اصطدامه بالحرّ . وهدف هذه المرحلة هو المقاومة أمام نظام الحكم والإقدام على إقامة الحكم بعد تهيّؤ الظروف.
المرحلة الثالثة: منذ اصطدامه بالحرّ وحتّى بداية الحرب. والهدف في هذه المرحلة هو المقاومة والسعي من أجل الحيلولة دون الصدام العسكري ، وإقرار الصلح مع الحفاظ على القيم.
المرحلة الرابعة: هجوم القوات العسكريّة وبدء الحرب. وهدفها هو المقاومة والدفاع المشرّف . ۱
وهذه هي خلاصة كلامه :
لقد كان الانتصار العسكري [إقامة الحكم ]الهدف الأوّل للإمام، وكان الصلح المشرّف هدفه الثاني، وكانت الشهادة الهدف الثالث . بمعنى أنّ الإمام عليه السلام مارس نشاطه لتحقيق الانتصار العسكريّ ثمّ للصلح، ولكنّه لم يقم بأيّ نشاط من أجل أن يُقتل ؛ بل إنّ جلاوزة الحكم هؤلاء كانوا يناهضون الإسلام ، فقتلوا ابن بنت رسول اللّه وكبّدوا العالم الإسلامي هذه الخسارة الكبرى . ۲
ويذكّر بأن الرأي الشائع بين أهل السنّة في تحليل حادثة عاشوراء هو إقامة الحكم أيضاً .
وقد خصّص ابن كثير عنوان أحد أبحاث كتابه لهذا الموضوع ، وهو «قصّة الحسين بن عليّ عليه السلام وسبب خروجه في طلب الإمارة» ۳ . كما يقول شمس الدين الذهبي حول الإمام عليه السلام :

1.شهيد جاويد «بالفارسية» : ص ۱۷۲ .

2.المصدر السابق : ص ۲۱۵.

3.البداية والنهاية: ج ۸ ص ۱۴۹.


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
360

ليرى فيّ رأيه، وإمّا أن تسيّروني إلى ثغر من ثغور المسلمين، فأكون رجلاً من أهله لي ما له وعليّ ما عليه» . وأنّ عمر كتب إلى عبيد اللّه بن زياد اللعين بما سئل ، فأبى عليه وكاتبه بالمناجزة ، وتمثّل بالبيت المعروف وهو:

الآنَ إذ ۱ عَلِقَتْ مَخالِبُنا بِهِيَرجُو النَّجاةَ ولاتَ حينَ مَناصِ !
فلّما رأى عليه السلام إقدام القوم عليه ، وأنّ الدين منبوذ وراء ظهورهم ، وعلم أنّه إن دخل تحت حكم ابن زياد اللعين تعجّل الذلّ والعار ، وآل أمره من بعد إلى القتل، التجأ إلى المحاربة والمدافعة بنفسه وأهله ومن صبر من شيعته، ووهب دمه له ووقاه بنفسه. وكان بين إحدى الحسنيين: إمّا الظفر ـ فربّما ظفر الضعيف القليل ـ ، أو الشهادة والميتة الكريمة .
وأمّا مخالفة ظنّه عليه السلام لظنّ جميع من أشار عليه من النصحاء كابن عبّاس وغيره، فالظنون إنّما تغلب بحسب الأمارات ، وقد تقوى عند واحد وتضعف عند آخر، ولعلّ ابن عبّاس لم يقف على ما كوتب به من الكوفة، وما تردّد في ذلك من المكاتبات والمراسلات والعهود والمواثيق ، وهذه اُمور تختلف أحوال الناس فيها ، ولا يمكن الإشارة إلّا إلى جملتها دون تفصيلها . ۲
ويُعدّ الشيخ الصالحي نجف آبادي الشخص الوحيد الذي تبنّى في عصرنا الحالي نظريّة إقامة الحكم وحاول إقامة الأدلّة عليها. ويرى أنّ هدف الإمام لم يكن معيّناً سلفاً، بل كان يتّخذ التصميم المناسب حسب الظروف ، وكان يسعى لتحقيق هدف معيّن في كلّ ظرف ، وهو يرى أنّ ثورة الإمام الحسين كانت على أربع مراحل، وكان عليه السلام يسعى في كلّ مرحلة لتحقيق هدف معيّن :
المرحلة الاُولى : منذ أن هاجر من المدينة إلى مكّة وحتّى تصميمه على البقاء في مكّة. وهدفه في هذه المرحلة هو المقاومة إزاء هجوم نظام الحكم، ودراسة إمكان إقامة

1.في المصدر «قد» بدل «إذ» والتصحيح من المصادر الاُخرى .

2.تنزيه الأنبياء : ص ۱۷۵ ـ ۱۷۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4685
صفحه از 448
پرینت  ارسال به