355
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

إنّ الحسين بن عليّ يريد أن يقول لنا : إنّ من غير الممكن تحقيق النتائج المطلوبة إلّا بشهادتي مع أصحابي ، وإنّ عملي الذي أقوم به مفيد وإيجابي . ۱
ويقول في موضع آخر :
ولم يغادر الإمام مكّة كي لا يُقْتَل، بل غادرها كي يقتل بشكل بحيث ينتفع الإسلام من شهادته دوماً . . . وقد أشار الإمام بقوله : «خُطَّ المَوتُ عَلى وُلدِ آدَمَ» إلى أنّ من غير الممكن إصلاح مظاهر الفساد الاجتماعي والديني في هذا العصر، إلّا عن طريق موته وشهادته وعلى يد شخص مثله [مثل يزيد] ، وهو ابن بنت رسول اللّه . والحديث في هذه الخطبة التي اُلقيت قبل خروجه من مكّة كلّه يدور حول الشهادة، وحول الموت وحول السقوط في قبضة ذئاب كربلاء الضارية . ۲
ويؤكّد الدكتور شريعتي الذي هو أحد المعتقدين بهذه الفكرة قائلاً :
... لقد أعلن أمام كلّ تلك الحشود من الحجّاج التي قدمت من جميع أرجاء العالم الإسلامي، أنّه ماضٍ إلى الموت: «خُطَّ المَوتُ عَلى وُلدِ آدَمَ مَخَطَّ القِلادَةِ عَلى جيدِ الفَتاةِ» ، في حين أنّ الشخص الذي يريد أن يقوم بثورة سياسيّة لا يصرّح بمثل هذه التصريحات، بل يقول: سنضرب ، ونقتل ، وننتصر ، وسنقضي على العدوّ . ۳
كما يؤمن شريعتي بوجود نوعين من الشهادة في الإسلام:
إنّ الشهادة في الأساس لها حكم مستقلّ في الإسلام ؛ مثل الصلاة، والصيام، والجهاد ، في حين أنّ الشهادة هي من وجهة نظر عامّة الناس حالة ومصير للمجاهد في طريق الدين... ولكن ما أطرحه أنا باعتباره مبدأ وأساساً إلى جانب الجهاد، لا في مواصلة الجهاد ولا باعتباره درجة... يبلغها المجاهد .... يمثّل شهادة خاصّة والحسين عليه السلام رمز لها ... . ۴

1.بررسي تاريخ عاشوراء «بالفارسية» : ص ۸۱.

2.المصدر السابق : ص ۸۰ .

3.حسين وارث آدم «بالفارسية» : ص ۱۵۲.

4.المصدر السابق : ص ۲۲۰ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
354

ورياض القدس ـ قائلاً :
شهادة الإمام الحسين عليه السلام لا تخلو من شبه بصلب عيسى عليه السلام . فكما أنّ عيسى فدى نفسه في محراب الصليب كي تفوز البشريّة، كذلك فإنّ الإمام الحسين اُذن بأن يُستشهد في صحراء كربلاء ؛ كي يطهّر الاُمّة الإسلاميّة من ذنوبها . ۱

ج ـ الشهادة السياسية

تعدّ نظريّة الشهادة السياسيّة أشهر تفسير لهدف الإمام الحسين عليه السلام من ثورته. ويتمّ اليوم بيان هذه النظريّة ونشرها دوماً في الكتب والمحاضرات ، وهذا التفسير هو في الحقيقة تحليل سياسي لثورة الإمام الحسين عليه السلام ومستلهم من الإسلام السياسي . فبعد أن عاش المسلمون اليوم الإسلام السياسي وبرزت أبعاده السياسية في أنظارهم ، استخرجوا منه هذه النظريّة .
يقول السيّد هبة الدين الشهرستاني :
فالحسين عليه السلام وجد نفسه مقتولاً إذا لم يبايع ، ومقتولاً إذا بايع ، لكنّه إن بايع اشترى مع قتله قتلَ مجده ، وقتل آثار جدّه ، أمّا إذا لم يبايع فإنّما هي قتلة واحدة تحيى بها الاُمّة ، وشعائر الدين والشرافة الخالدة . ۲
ويقول الدكتور آيتي :
نحن نعلم أنّ الإمام الحسين عليه السلام ألقى هذه الخطبة [خطّ الموت على ولد آدم... ]قبل اليوم الثامن من ذي الحجّة وربمّا في اليوم السابع من هذا الشهر في المسجد الحرام وبين حشود الحجّاج وزائري بيت اللّه ، وفي ذلك اليوم الذي بدت فيه الأوضاع السياسيّة للإمام الحسين مؤاتية تماما ، وكان الناس يتصوّرون أنّ يزيد سينزاح عن قريب وستسقط خلافته ، وسيبلغ الإمام الخلافة التي تمثّل حقّه ... .

1.أنديشة سياسي در إسلام معاصر «بالفارسية» : ص ۳۱۱.

2.نهضة الحسين : ص ۳۱.

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4404
صفحه از 448
پرینت  ارسال به