فيها بشكل غير مباشر بعض وجهات النظر في مجال هدف ثورة الإمام الحسين عليه السلام ، قائلاً:
وردت عن طريق النقل، روايات متواترة بأنّ ... الإمام عليه السلام مطّلع على جميع الاُمور عن طريق الموهبة الإلهية، لا عن طريق الاكتساب ، وأنّه يعرف كلّ ما يريده بأدنى التفات بإذن اللّه ... [ولكن ]أيّ نوع من التكليف لا يتعلّق بمتعلّق هذا النوع من العلم من ناحية أنّه متعلَّق هذا النوع من العلم وحتميّ الوقوع ، كما لا يرتبط به قصد وطلب من الإنسان... .
وهذا العلم الممنوح للإمام عليه السلام ليس له أثر في أعماله ، ولا علاقة له بتكاليفه الخاصّة ؛ إذ إنّ كلّ أمر يرتبط بالقضاء الحتمي لا يتعلّق به الأمر أو النهي، أو الإرادة والقصد الإنساني ... .
وليس من الصحيح أن نعتبر ظواهر أعمال الإمام عليه السلام ، والتي يمكن تطبيقها على العلل والأسباب الظاهريّة، دليلاً على عدم امتلاك هذا العلم الفطريّ وشاهدا على الجهل بالواقع. كأن يقال : إن كان سيّد الشهداء عليه السلام عالما بالواقع فلماذا أرسل مسلماً سفيراً له إلى الكوفة؟ ولماذا بعث كتاباً إلى أهل الكوفة بواسطة الصيداوي، ولماذا توجّه بنفسه من مكّة إلى الكوفة...؟
والإجابة على هذه الأسئلة ونظائرها تتّضح من خلال الملاحظة المشار إليها ، فقد عمل الإمام عليه السلام في هذه المواضع وأمثالها بالعلوم التي نحصل عليها من المجاري العاديّة ، ومن الشواهد والقرائن . ۱
۴ . علم الإمام الحسين عليه السلام بشهادته
استناداً إلى الأحاديث الكثيرة التي وصلتنا بشكل متواتر في كتب التاريخ والحديث ، فقد كان الإمام الحسين عليه السلام على علم بشهادته قبل انطلاقه نحو مكّة وكربلاء ۲ ، حيث ذكر