345
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

الإِمامُ أمينُ اللّهِ في خَلقِهِ ، وحُجَّتُهُ عَلى عِبادِهِ ، وخَليفَتُهُ في بِلادِهِ ، وَالدّاعي إلَى اللّهِ ، وَالذّابُّ عَن حُرَمِ اللّه . الإِمامُ المُطَهَّرُ مِنَ الذُّنوبِ ، وَالمُبَرَّأُ عَنِ العُيوبِ ، المَخصوصُ بِالعِلمِ ، المَوسومُ بِالحِلمِ ، نِظامُ الدّينِ ، وعِزُّ المُسلِمينَ ، وغَيظُ المُنافِقينَ ، وبَوارُ الكافِرينَ . . . مُضطَلِعٌ بِالإِمامَةِ ، عَالِمٌ بِالسِّياسَةِ ، مَفروضُ الطّاعَةِ ، قائِمٌ بِأَمرِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ ، ناصِحٌ لِعبادِ اللّهِ ، حافِظٌ لِدينِ اللّهِ... . ۱
ولذلك فإنّ من المتعينّ تفسير كلّ حدث في حياتهم من خلال النظر إلى هذه الأهداف السامية ، وكما هو واضح فإنّ حادثة عاشوراء غير مستثناة من ذلك .

۲ . علم الأئمّة عليهم السلام بالغيب

من العقائد المؤكّدة والضروريّة لدى الشيعة هي علم الأئمّة بالغيب . نعم، هناك اختلافات طفيفة في وجهات النظر في مقدار ذلك العلم ومداه ، ولكنّ الشكوك لا تعتري أصله بأيّ شكل من الأشكال. وبالطبع فإنّ الشيعة يعتبرون هذا العلم بالغيب من باب إذن اللّه ، وفي طول علمه سبحانه لكن في الرتبة الإنسانيّة . وتستند هذه العقيدة إلى الروايات الكثيرة التي نقلت في مصادر الحديث.

۳. عدم حيلولة علم الغيب دون أداء الواجبات الظاهريّة

من القضايا التي أدّت إلى الانزلاق والمغالطة في هذا البحث ، هي عدم الالتفات إلى أنّ علم الغيب لا يحول دون أداء الواجبات الظاهريّة . وبعبارة اُخرى: أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله والأئمّة عليهم السلام كانوا يتمتّعون بعلم الغيب ، إلّا أنّهم لم يتّخذوه أساساً لأداء الواجبات ، فرسول اللّه صلى الله عليه و آله لم يفعل ذلك في قضاياه وأحكامه ، بل وحتّى عند توجّهه إلى ساحة الحرب والقتال، بل كان يقول :
إنَّما أقضي بَينَكُم بِالبَيِّناتِ وَالأَيمانِ ، وبَعضُكُم ألحَنُ بِحُجَّتِهِ مِن بَعضٍ ، فَأَيُّما رَجُلٍ قَطَعتُ لَهُ مِن مالِ أخيهِ شَيئاً فَإِنَّما قَطَعتُ لَهُ بِهِ قِطعَةً مِنَ النّارِ . ۲

1.الكافي : ج ۱ ص ۲۰۰ - ۲۰۲ ح ۱ .

2.الكافي : ج ۷ ص ۴۱۴ ح ۱ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
344

ثالثاً: تقرير وجهات النظر حول الأهداف ونقدها .
رابعاً: الهدفيّة المتعدّدة الطبقات .

أوّلاً: الفرضيّات

لا شكّ في أنّنا لا نستطيع تحليل حادثة عاشوراء ونهضة الإمام الحسين عليه السلام خارج إطار العقائد الشيعيّة المسلّم بها والمستوحاة من القرآن والسنّة والتاريخ، وكذلك المسلّمات العقلية والعقلائية، وتتقوّم هذه الفرضيّات بالمعتقدات الدينيّة والمسلّمات العقليّة والعقلائية، وسنذكر أهمّها بشكل مقتضب :

۱ . الأهداف العامّة للإمامة والخلافة الإلهيّة

يستند الشيعة في بحث إثبات الإمامة إلى النصوص المؤكّدة الواردة عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله بشأن ضرورة الإمامة ، مضافا إلى اُمور يرونها من شؤون الإمامة ، ومنها :
أ ـ بيان معاني القرآن وسنّة رسول اللّه صلى الله عليه و آله .
ب ـ السعي من أجل حفظ الدين وصيانته من الاضمحلال والانحراف .
ج ـ السعي من أجل تطبيق الدين وتحقّقه .
د ـ الاقتداء.
وقد وظّف الأئمّة عليهم السلام أقوالهم وأفعالهم وحياتهم ومماتهم وكرّسوها في طريق تحقيق هذه الأهداف ، فضلاً عن أنّهم رسموا لأنفسهم أهدافاً سامية في النصوص الكثيرة التي أشاروا فيها إلى مكانتهم ، مثل رواية الإمام الرضا عليه السلام في بيان أبعاد الإمامة :
إنَّ الإِمامَةَ زِمامُ الدّينِ ، ونِظامُ المُسلِمينَ ، وصَلاحُ الدُّنيا ، وعِزُّ المُؤمِنينَ . إنَّ الإِمامَةَ اُسُّ الإِسلامِ النّامي ، وفَرعُهُ السّامي . بِالإِمامِ تَمامُ الصَّلاةِ ، وَالزَّكاةِ ، وَالصِّيامِ ، وَالحَجِّ ، وَالجِهادِ ، وتَوفيرِ الفَيءِ وَالصَّدَقاتِ ، وإمضاءِ الحُدودِ وَالأَحكامِ ، ومَنعِ الثُّغورِ وَالأَطرافِ . الإمامُ يُحِلُّ حَلالَ اللّهِ ، ويُحَرِّمُ حَرامَ اللّهِ ، ويُقيمُ حُدودَ اللّهِ ، ويَذِبُّ عَن دينِ اللّهِ ، ويَدعو إلى سَبيلِ رَبِّهِ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ ، وَالحُجَّةِ البالِغَةِ . . .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4490
صفحه از 448
پرینت  ارسال به