233
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

بسنّة الشيخين أبي بكر وعمر فأيّ الناس أفضل وأكمل وأحقّ بهذا الأمر من آل الرسول . وأيم اللّه ، لو ولّوه بعد نبيّهم لوضعوا الأمر موضعه ، لحقّه وصدقه ، ولاُطيع اللّه وعُصي الشيطان ، وما اختلف في الاُمّة سيفان ، فاتّق اللّه يا معاوية ! فإنّك قد صرت راعيا ونحن الرعيّة ، فانظر لرعيّتك ؛ فإنّك مسؤول عنها غدا . وأمّا ما ذكرت من ابنَي عمّي وتركك أن تحضرهما ، فواللّه ، ما أصبت الحقّ ، ولا يجوز لك ذلك إلّا بهما ، وإنّك لتعلم أنّهما معدن العلم والكرم ، فقُل أو دع ، وأستغفر اللّه لي ولكم .
فتكلّم عبداللّه بن الزبير ، فقال :
الحمد للّه الذي عرّفنا دينه ، وأكرمنا برسوله ، أحمده على ما أبلى وأولى ، وأشهد أن لا إله إلّا اللّه وأنّ محمّدا عبده ورسوله .
أمّا بعد ، فإنّ هذه الخلافة لقريش خاصّة ، تتناولها بمآثرها السنيّة وأفعالها المرضيّة ، مع شرف الآباء ، وكرم الأبناء ، فاتّق اللّه يا معاوية ! وأنصف من نفسك ؛ فإنّ هذا عبداللّه بن عبّاس ابن عمّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وهذا عبداللّه بن جعفر ذو الجناحين ابن عمّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وأنا عبداللّه بن الزبير ابن عمّة رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وعليُّ خلّف حسنا وحسينا ، وأنت تعلم مَن هما وما هما ، فاتّق اللّه يا معاوية ! وأنت الحاكم بيننا وبين نفسك .
فتكلّم عبداللّه بن عمر ، فقال :
الحمد للّه الّذي أكرمنا بدينه وشرّفنا بنبيّه صلى الله عليه و آله .
أمّا بعد ، فإنّ هذه الخلافة ليست بهرقليّة ولا قيصريّة ولا كسرويّة يتوارثها الأبناء عن الآباء ، ولو كان كذلك كنت القائم بها بعد أبي ، فواللّه ، ما أدخلني مع الستّة من أصحاب الشورى ، إلّا أنّ الخلافة ليست شرطا مشروطا ، وإنّما هي في قريش خاصّة ، لمن كان لها أهلاً ممّن ارتضاه المسلمون لأنفسهم ، مَن كان أتقى وأرضى ، فإن كنتَ تريد الفتيان من قريش ، فلعمري إنّ يزيد من فتيانها ، واعلم أنّه لا يغني عنك من اللّه شيئا .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
232

الحمد للّه الّذي أمرنا بحمده ، ووعدنا عليه ثوابه ، نحمده كثيرا كما أنعم علينا كثيرا ، وأشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له ، وأنّ محمّدا عبده ورسوله .
أمّا بعد : فإنّي قد كبر سنّي ووهن عظمي ، وقرب أجلي وأوشكت أن اُدعى فاُجيب ، وقد رأيت أن أستخلف عليكم بعدي يزيد ، ورأيته لكم رضىً ، وأنتم عبادلة قريش وخيارها وأبناء خيارها ، ولم يمنعني أن اُحضر حسنا وحسينا إلّا أنّهما أولاد أبيهما ، على حسن رأيي فيهما ، وشديد محبّتي لهما ، فردّوا على أمير المؤمنين خيرا يرحمكم اللّه .
فتكلّم عبداللّه بن العبّاس فقال :
الحمد للّه الّذي ألهمنا أن نحمده ، واستوجب علينا الشكر على آلائه وحسن بلائه ، وأشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له ، وأنّ محمّدا عبده ورسوله ، وصلّى اللّه على محمّد وآل محمّد .
أمّا بعد ، فإنّك قد تكلّمت فأنصتنا ، وقلت فسمعنا ، وإنّ اللّه جلّ ثناؤه وتقدّست أسماؤه اختار محمّدا صلى الله عليه و آله لرسالته ، واختاره لوحيه ، وشرّفه على خلقه ، فأشرف الناس من تشرّف به ، وأولاهم بالأمر أخصّهم به ، وإنّما على الاُمّة التسليم لنبيّها إذ اختاره اللّه لها ، فإنّه إنّما اختار محمّدا بعلمه وهو العليم الخبير ، وأستغفر اللّه لي ولكم .
فقام عبداللّه بن جعفر ، فقال :
الحمد للّه أهل الحمد ومنتهاه ، نحمده على إلهامنا حمده ، ونرغب إليه في تأدية حقّه ، وأشهد أن لا إله إلّا اللّه واحدا صمدا لم يتّخذ صاحبةً ولا ولدا ، وأنّ محمّدا عبده ورسوله صلى الله عليه و آله .
أمّا بعد ، فإنّ هذه الخلافة إن اُخذ فيها بالقرآن ، «أُوْلُواْ الأَْرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِى كِتَـبِ اللَّهِ» ۱ ، وإن اُخذ فيها بسنّة رسول اللّه فاُولو رسول اللّه ، وإن اُخذ

1.الأنفال : ۷۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6488
صفحه از 448
پرینت  ارسال به