يقولون ؟ قال : قولهم :
واللّه لا ينالها يزيدُحتّى يعضّ هامه ۱ الحديد
إنّ الأمير بعده سعيدُ
قال :
ما تنكر من ذلك يا معاوية ؟ ! واللّه ، إنّ أبي لخير من أبي يزيد ، ولاُمّي خيرٌ من اُمّه ، ولأنا خيرٌ منه ، ولقد استعملناك فما عزلناك بعدُ ، ووصلناك فما قطعناك ، ثمّ صار في يديك ما قد ترى فحلّأتنا ۲ عنه أجمع .
فقال له : أمّا قولك . الحديث ... . ۳
وقال : حكى الحسن بن رشيق قصّة سعيد مع معاوية بأطول ممّا مرّ ـ ثمّ ذكر حكاية ابن رشيق ـ وفيها : فولّاه معاوية خراسان ، وأجازه بمئة ألف درهم .
كتب معاوية في [الدعوة إلى] بيعة يزيد
كتب معاوية إلى مروان بن الحكم :
إنّي قد كبرت سنّي ، ودقّ عظمي ، وخشيت الاختلاف على الاُمّة بعدي ، وقد رأيت أن أتخيّر لهم من يقوم بعدي ، وكرهت أن أقطع أمرا دون مشورة مَن عندك ، فاعرض ذلك عليهم وأعلمني بالّذي يردّون عليك .
فقام مروان في الناس فأخبرهم به ، فقال الناس : أصاب ووُفّق ، وقد أجبنا أن يتخيّر لنا فلا يألو ۴ .
فكتب مروان إلى معاوية بذلك ، فأعاد إليه الجواب يذكر يزيد . فقام مروان فيهم وقال :
1.الهامُ : جمع هامَة ، وهي أعلى الرأس (النهاية : ج ۴ ص ۱۳۴ «قيل») .
2.حلّأهُ عن الماء : طرده ومنعه (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۱۲ «حلأ») .
3.تاريخ دمشق : ج ۲۱ ص ۲۲۳ .
4.ألا الرجل يألو : أي قصّر (الصحاح : ج ۶ ص ۲۲۷۰ «ألا») .