219
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

قال الأميني : لمّا حسّ معاوية ـ بَدءَ إعرابِهِ ۱ عمّا رامه من البيعة ليزيد ـ أنّ الفئة الصالحة من الاُمّة قطّ لا تُخبِتُ ۲ إلى تلك البيعة الوبيلة ما دامت للحسن السبط الزكيِّ ـ سلام اللّه عليه ـ باقيةٌ من الحياة ، على أنّه أعطى الإمام مواثيق مؤكّدة ليكون له الأمر من بعده ، وليس له أن يعهد إلى أيّ أحدٍ ، فرأى توطيد السبل لِجُروه ۳ في قتل ذلك الإمام الطاهر ، وجعل ما عهد له تحت قدميه .
قال أبو الفرج :
أراد معاوية البيعة لابنه يزيد ، فلم يكن شيء أثقل عليه من أمر الحسن بن عليّ عليه السلام وسعد بن أبي وقّاص ، فدسّ إليهما سمّا فماتا منه .
وسيوافيك تفصيل القول في أنّ معاوية هو الّذي قتل الحسن السبط سلام اللّه عليه . ۴

عبد الرحمن بن خالد ۵ في بيعة يزيد

خطب معاوية أهل الشام وقال لهم :
يا أهل الشام ، إنّه كبرت سنّي وقرب أجلي ، وقد أردت أن أعقد لرجلٍ يكون نظاما لكم ، وإنّما أنا رجلٌ منكم فَرَوْا رأيكم .

1.أعرب بحجّته : أي أفصح بها ولم يتّق أحدا (الصحاح : ج ۱ ص ۱۷۹ «عرب») .

2.الإخبات : الخشوع والتواضع (لسان العرب : ج ۲ ص ۲۸ «خبت») .

3.الجرو : ولد الكلب (الصحاح : ج ۶ ص ۲۳۰۱ «جري») .

4.مقاتل الطالبيّين : ص ۸۰ .

5.قال أبو عمر في الاستيعاب : أدرك النبيّ صلى الله عليه و آله ، وكان من فرسان قريش وشجعانهم ، وكان له فضل وهدى حسن وكرم ، إلّا أنّه كان منحرفا عن عليّ عليه السلام وبني هاشم، مخالفة لأخيه المهاجر بن خالد ، وكان أخوه المهاجر محبّا لعليّ عليه السلام ، وشهد معه الجمل وصفّين ، وشهد عبد الرحمن صفّين مع معاوية (الاستيعاب : ج۲ ص۳۷۲) . وقال ابن حجر في الإصابة : كان عظيم القدر عند أهل الشام (الإصابة : ج۵ ص۲۷).


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
218

أيّها الناس ، إنّ لإبليس من الناس ، إخوانا وخُلّانا ، بهم يستعدّ وإيّاهم يستعين ، وعلى ألسنتهم ينطق ، إن رَجوا طمعا أوجفوا ۱ ، وإن استُغني عنهم أرجفوا ۲ ، ثمّ يُلقحون الفتن بالفجور ، ويُشقّقون لها حطب النفاق ، عيّابون مُرتابون ، إن لَوَوا ۳ عروة أمرٍ حنفوا ۴ ، وإن دُعوا إلى غيٍّ أسرفوا ، وليسوا اُولئك بمنتهين ، ولا بمقلعين ، ولا متّعظين حتّى تصيبهم صواعق خزيٍ وبيلٍ ۵ ، وتحُلّ بهم قوارِع أمرٍ جليلٍ تجتثّ اُصولهم كاجتثاث اُصول الفقع ۶ ، فأولى لاُولئك ثمّ أولى ۷ ؛ فإنّا قد قدّمنا وأنذرنا إن أغنى التقدّم شيئا أو نفع النُذر .
فدعا معاوية الضحّاك فولّاه الكوفة ، ودعا عبد الرحمن فولّاه الجزيرة .
ثمّ قام الأحنف بن قيس فقال :
يا أمير المؤمنين ، أنت أعلمنا بيزيد في ليله ونهاره وسرّه وعلانيته ، ومدخله ومخرجه ، فإن كنت تعلمه للّه رضا ولهذه الاُمّة ، فلا تشاور الناس فيه ، وإن كنت تعلم منه غير ذلك ، فلا تزوّده الدنيا وأنت صائرٌ إلى الآخرة ؛ فإنّه ليس لك من الآخرة إلّا ما طاب ، واعلم أنّه لاحجّة لك عند اللّه إن قدّمت يزيد على الحسن والحسين ، وأنت تعلم من هما وإلى ما هما ، وإنّما علينا أن نقول : «سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ » ۸ . ۹

1.الإيجاف : سرعة السير . وقد أوجف دابّة يوجفها إيجافا : إذا حثّها (النهاية : ج ۵ ص ۱۵۷ «وجف») .

2.أرجف القومُ : خاضوا في أخبار الفتن ونحوها (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۱۴۳ «رجف») .

3.في الإمامة والسياسة : «إن ولوا» .

4.الحنف : الاعوجاج في الرجل (الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۴۷ «حنف») .

5.وَبيل : أي شديد (لسان العرب : ج ۱۱ ص ۷۲۰ «وبل») .

6.الفَقْعُ : البيضاء الرخوة من الكمأة (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۶۴ «فقع») .

7.أولى لك : قاربَكَ ما تكره (لسان العرب : ج ۱۵ ص ۴۱۱ «ولي») .

8.البقرة : ۲۸۵ .

9.الإمامة والسياسة : ج ۱ ص ۱۹۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4396
صفحه از 448
پرینت  ارسال به