قال الأميني : لمّا حسّ معاوية ـ بَدءَ إعرابِهِ ۱ عمّا رامه من البيعة ليزيد ـ أنّ الفئة الصالحة من الاُمّة قطّ لا تُخبِتُ ۲ إلى تلك البيعة الوبيلة ما دامت للحسن السبط الزكيِّ ـ سلام اللّه عليه ـ باقيةٌ من الحياة ، على أنّه أعطى الإمام مواثيق مؤكّدة ليكون له الأمر من بعده ، وليس له أن يعهد إلى أيّ أحدٍ ، فرأى توطيد السبل لِجُروه ۳ في قتل ذلك الإمام الطاهر ، وجعل ما عهد له تحت قدميه .
قال أبو الفرج :
أراد معاوية البيعة لابنه يزيد ، فلم يكن شيء أثقل عليه من أمر الحسن بن عليّ عليه السلام وسعد بن أبي وقّاص ، فدسّ إليهما سمّا فماتا منه .
وسيوافيك تفصيل القول في أنّ معاوية هو الّذي قتل الحسن السبط سلام اللّه عليه . ۴
عبد الرحمن بن خالد ۵ في بيعة يزيد
خطب معاوية أهل الشام وقال لهم :
يا أهل الشام ، إنّه كبرت سنّي وقرب أجلي ، وقد أردت أن أعقد لرجلٍ يكون نظاما لكم ، وإنّما أنا رجلٌ منكم فَرَوْا رأيكم .
1.أعرب بحجّته : أي أفصح بها ولم يتّق أحدا (الصحاح : ج ۱ ص ۱۷۹ «عرب») .
2.الإخبات : الخشوع والتواضع (لسان العرب : ج ۲ ص ۲۸ «خبت») .
3.الجرو : ولد الكلب (الصحاح : ج ۶ ص ۲۳۰۱ «جري») .
4.مقاتل الطالبيّين : ص ۸۰ .
5.قال أبو عمر في الاستيعاب : أدرك النبيّ صلى الله عليه و آله ، وكان من فرسان قريش وشجعانهم ، وكان له فضل وهدى حسن وكرم ، إلّا أنّه كان منحرفا عن عليّ عليه السلام وبني هاشم، مخالفة لأخيه المهاجر بن خالد ، وكان أخوه المهاجر محبّا لعليّ عليه السلام ، وشهد معه الجمل وصفّين ، وشهد عبد الرحمن صفّين مع معاوية (الاستيعاب : ج۲ ص۳۷۲) . وقال ابن حجر في الإصابة : كان عظيم القدر عند أهل الشام (الإصابة : ج۵ ص۲۷).