وقال ابن كثير في تاريخه :
وفي سنة ستّ وخمسين دعا معاوية الناس إلى البيعة ليزيد ولده أن يكون وليَّ عهده من بعده ، وكان قد عزم قبل ذلك على هذا في حياة المغيرة بن شعبة . ۱
فروى ابن جرير من طريق الشعبي : أنّ المغيرة كان قد قدم على معاوية وأعفاه من إمرة الكوفة فأعفاه لكبره وضعفه ، وعزم على توليتها سعيد بن العاص ، فلمّا بلغ ذلك المغيرة كأنّه ندم ، فجاء إلى يزيد بن معاوية فأشار عليه بأن يسأل من أبيه أن يكون وليَّ العهد ، فسأل ذلك من أبيه فقال : مَن أمرك بهذا ؟ قال : المغيرة ، فأعجب ذلك معاوية من المغيرة ، وردّه إلى عمل الكوفة ، وأمره أن يسعى في ذلك ، فعند ذلك سعى المغيرة في توطيد ذلك .
وكتب معاوية إلى زياد يستشيره في ذلك ، فكره زياد ذلك ؛ لما يعلم من لعب يزيد وإقباله على اللعب والصيد ، فبعث إليه من يثني رأيه عن ذلك ، وهو عُبيد بن كعب النميري ، وكان صاحبا أكيدا لزياد ، فسار إلى دمشق فاجتمع بيزيد أوّلاً ، فكلّمه عن زياد وأشار عليه بأن لا يطلب ذلك ؛ فإنّ تركه خيرٌ له من السعي فيه ، فانزجر يزيد عمّا يريد من ذلك ، واجتمع بأبيه واتّفقا على ترك ذلك في هذا الوقت ، فلمّا مات زياد شرع معاوية في نظم ذلك والدعاء إليه ، وعقد البيعة لولده يزيد ، وكتب إلى الآفاق بذلك . ۲
صورة اُخرى : في أوّل بدئها
كان ابتداء بيعة يزيد وأوّله من المغيرة بن شعبة ، فإنّ معاوية أراد أن يعزله عن الكوفة ويستعمل عوضه سعيد بن العاص ، فبلغه ذلك فقال : الرأي أن أشخص إلى معاوية فاستعفيه ليظهر للناس كراهتي للولاية . فسار إلى معاوية وقال لأصحابه حين