201
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

بِالكوفَةِ : وَاللّهِ لَقَد مَلِلتُهُم وأبغَضتُهُم ، ومَلّوني وأبغَضوني ، وما بَلَوتُ مِنهُم وَفاءً ، ومَن فازَ بِهِم فازَ بِالسَّهمِ الأَخيَبِ ۱ ، وَاللّهِ ما لَهُم نِيّاتٌ ولا عَزمُ أمرٍ ، ولا صَبرٌ عَلَى السَّيفِ .
قالَ : وقَدِمَ المُسَيَّبُ بنُ نَجَبَةَ الفَزارِيُّ وعِدَّةٌ مَعَهُ إلَى الحُسَينِ عليه السلام بَعدَ وَفاةِ الحَسَنِ عليه السلام ، فَدَعَوهُ إلى خَلعِ مُعاوِيَةَ ، وقالوا : قَد عَلِمنا رَأيَكَ ورَأيَ أخيكَ .
فَقالَ : إنّي أرجو أن يُعطِيَ اللّهُ أخي عَلى نِيَّتِهِ في حُبِّهِ الكَفَّ ، وأن يُعطِيَني عَلى نِيَّتي في حُبّي جِهادَ الظّالِمينَ . ۲

۷۷۷.أنساب الأشراف عن العتبي :حَجَبَ الوَليدُ بنُ عُتبَةَ أهلَ العِراقِ عَنِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : يا ظالِما لِنَفسِهِ ، عاصِيا لِرَبِّهِ ، عَلامَ تَحولُ بَيني وبَينَ قَومٍ عَرَفوا مِن حَقّي ما جَهِلتَهُ أنتَ وعَمُّكَ ؟ !
فَقالَ الوَليدُ : لَيتَ حِلمَنا عَنكَ لا يَدعو جَهلَ غَيرِنا إلَيكَ ، فَجِنايَةُ لِسانِكَ مَغفورَةٌ لَكَ ما سَكَنَت يَدُكَ ، فَلا تَخطِرها فَتُخطَرَ بِكَ ، ولَو عَلِمتَ ما يَكونُ بَعدَنا لَأَحبَبتَنا كَما أبغَضتَنا . ۳

راجع : ص ۱۴۵ (الفصل الأوّل / تصديقه رأي أخيه في الصلح) .

1.أي بالسهم الخائب الذي لا نصيب له من قِداح الميسر ؛ وهي ثلاثة : المنيح والسفيح والوغد . والخيبة : الحرمان والخسران (النهاية : ج ۲ ص ۹۰ «خيب») .

2.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۳۹ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۰۵ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۳ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۵ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۱ .

3.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۶۹ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
200

ويُعرَفُ نَجدَتُهُ وبَأسُهُ ، فَأَفضَوا إلَيهِم بِما هُم عَلَيهِ مِن شَنَآنِ ابنِ أبي سُفيانَ ، وَالبَراءَةِ مِنهُ ، ويَسأَلونَهُ الكِتابَ إلَيهِم بِرَأيِهِ .
فَكَتَبَ [الحُسَينُ عليه السلام ] إلَيهِم : إنّي لَأَرجو أن يَكونَ رَأيُ أخي رَحِمَهُ اللّهُ فِي المُوادَعَةِ ۱ ، ورَأيي في جِهادِ الظَّلَمَةِ رُشدا وسَدادا ، فَالصَقوا بِالأَرضِ وأخفُوا الشَّخصَ ، وَاكتُمُوا الهَوى ، وَاحتَرِسوا مِنَ الأَظِنّاءِ ما دامَ ابنُ هِندٍ حَيّا ، فَإِن يَحدُث بِهِ حَدَثٌ وأنَا حَيٌّ يَأتِكُم رَأيي إن شاءَ اللّهُ ۲ . ۳

۷۷۶.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) :لَمّا بايَعَ مُعاوِيَةُ بنُ أبي سُفيانَ النّاسَ لِيَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ، كانَ حُسَينُ بنُ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام ممّن لَم يُبايِع لَهُ ، وكانَ أهلُ الكوفَةِ يَكتُبونَ إلى حُسَينٍ عليه السلام يَدعونَهُ إلَى الخُروجِ إلَيهِم في خِلافَةِ مُعاوِيَةَ ، كُلَّ ذلِكَ يَأبى ، فَقَدِمَ مِنهُم قَومٌ إلى مُحَمَّدِ بنِ الحَنَفِيَّةِ فَطَلَبوا إلَيهِ أن يَخرُجَ مَعَهُم ، فَأَبى وجاءَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام فَأَخبَرَهُ بِما عَرَضوا عَلَيهِ ، وقالَ : إنَّ القَومَ إنَّما يُريدونَ أن يَأكُلوا بِنا ويُشيطوا دِماءَنا .
فَأَقامَ حُسَينٌ عليه السلام عَلى ما هُوَ عَلَيهِ مِنَ الهُمومِ ... فَجاءَهُ أبو سَعيدٍ الخُدرِيُّ ، فَقالَ : يا أبا عَبدِ اللّهِ إنّي لَكُم ناصِحٌ ، وإنّي عَلَيكُم مُشفِقٌ ، وقَد بَلَغَني أنَّهُ كاتَبَكَ قَومٌ مِن شيعَتِكُم بِالكوفَةِ يَدعونَكَ إلَى الخُروجِ إلَيهِم ، فَلا تَخرُج ؛ فَإِنّي سَمِعتُ أباكَ عليه السلام يَقولُ

1.الموادعة : المصالحة (الصحاح : ج ۳ ص ۱۲۹۶ «ودع») .

2.إنّ هذا النقل لايثبت اختلاف الإمامين عليهماالسلام . وقوله : «ورأيي في جهاد الظلمة» يتعلّق بالوضع بعد معاوية؛ وإنّ الإمام الحسين عليه السلام لم يكن يرتئي الثورة في عهد معاوية، وقد ورد التصريح به في هذه الرواية وفي غيرها . ويطرح الإمام رأيه ورأي الإمام الحسن عليه السلام بشكل سواء على أنّهما يمثّلان الأمل والسداد في هذه الاُمّة ممّا يدلّ على عدم الاختلاف والتعارض بينهما، بل يشير ذلك إلى دورين في زمانين مختلفين .

3.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۶۶ وراجع : تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۲۲۸ والثاقب في المناقب : ص ۳۲۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4710
صفحه از 448
پرینت  ارسال به