195
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

المَعروفينَ بِالصَّلاحِ وَالنُّسُكِ إلَا اجمَعوهُم لي .
فَاجتَمَعَ إلَيهِ بِمِنىً أكثَرُ مِن سَبعِمِئَةِ رَجُلٍ وهُم في سُرادِقِهِ ۱ ، عامَّتُهُم مِنَ التّابِعينَ ، ونَحوٌ مِن مِئَتَي رَجُلٍ مِن أصحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، وغَيرِهِم .
فَقامَ فيهِمُ الحُسَينُ عليه السلام خَطيبا ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ هذَا الطّاغِيَةَ قَد فَعَلَ بِنا وبِشيعَتِنا ما قَد رَأَيتُم وعَلِمتُم وشَهِدتُم ، وإنّي اُريدُ أن أسأَلَكُم عَن شَيءٍ ، فَإِن صَدَقتُ فَصَدِّقوني وإن كَذَبتُ فَكَذِّبوني : أسأَلُكُم بِحَقِّ اللّهِ عَلَيكُم وحَقِّ رَسولِ اللّهِ وحَقِّ قَرابَتي مِن نَبِيِّكُم ، لَمّا سَيَّرتُم مَقامي هذا ، ووَصَفتُم مَقالَتي ، ودَعَوتُم أجمَعينَ في أنصارِكُم مِن قَبائِلِكُم مَن أمِنتُم مِنَ النّاسِ ووَثِقتُم بِهِ ، فَادعوهُم إلى ما تَعلَمونَ مِن حَقِّنا ؛ فَإِنّي أتَخَوَّفُ أن يَدرُسَ ۲ هذَا الأَمرُ ويَذهَبَ الحَقُّ ويُغلَبَ ، «وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكَـفِرُونَ» . ۳
وما تَرَكَ شَيئا مِمّا أنزَلَ اللّهُ فيهِم مِنَ القُرآنِ إلّا تَلاهُ وفَسَّرَهُ ، ولا شَيئا مِمّا قالَهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله في أبيهِ وأخيهِ واُمِّهِ وفي نَفسِهِ وأهلِ بَيتِهِ إلّا رَواهُ .
وكُلُّ ذلِكَ يَقولُ الصَّحابَةُ : اللّهُمَّ نَعَم ، قَد سَمِعنا وشَهِدنا . ويَقولُ التّابِعِيُّ : اللّهُمَّ قَد حَدَّثَني بِهِ مَن اُصَدِّقُهُ وأَأتَمِنُهُ مِنَ الصَّحابَةِ .
فَقالَ : أنشُدُكُمُ اللّهَ إلّا حَدَّثتُم بِهِ مَن تَثِقونَ بِهِ وبِدينِهِ .
فَكانَ فيما ناشَدَهُمُ الحُسَينُ عليه السلام وذَكَّرَهُم أن

1.السرادق : كلّ ما أحاط بالشيء (كتاب العين : ص ۳۷۰ «سردق») .

2.دَرَسَ : عفا (الصحاح : ج ۳ ص ۹۲۷ «درس») .

3.الصفّ : ۸ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
194

فَكَتَبَ مُعاوِيَةُ إلَى الحُسَينِ عليه السلام : إنَّ مَن أعطَى اللّهَ صَفقَةَ يَمينِهِ وعَهدَهُ لَجَديرٌ بِالوَفاءِ ، وقَد اُنبِئتُ أنَّ قَوما مِن أهلِ الكوفَةِ قَد دَعَوكَ إلَى الشِّقاقِ ؛ وأهلُ العِراقِ مَن قَد جَرَّبتَ ، قَد أفسَدوا عَلى أبيكَ وأخيكَ ، فَاتَّقِ اللّهَ وَاذكُرِ الميثاقَ ، فَإِنَّكَ مَتى تَكِدني أكِدكَ .
فَكَتَبَ إلَيهِ الحُسَينُ عليه السلام : أتاني كِتابُكَ وأنَا بِغَيرِ الَّذي بَلَغَكَ عَنّي جَديرٌ ، وَالحَسَناتُ لا يَهدي لَها إلَا اللّهُ ، وما أرَدتُ لَكَ مُحارَبَةً ولا عَلَيكَ خِلافا ، وما أظُنُّ لي عِندَ اللّهِ عُذرا في تَركِ جِهادِكَ ، وما أعلَمُ فِتنَةً أعظَمُ مِن وِلايَتِكَ أمرَ هذِهِ الاُمَّةِ .
فَقالَ مُعاوِيَةُ : إن أثَرنا بِأَبي عَبدِ اللّهِ إلّا أسَدا .
وكَتَبَ إلَيهِ مُعاوِيَةُ أيضا في بَعضِ ما بَلَغَهُ عَنهُ : إنّي لَأَظُنُّ أنَّ في رَأسِكَ نَزوَةً ، فَوَدِدتُ أنّي أدرَكتُها فَأَغفِرُها لَكَ . ۱

۲ / ۱۰

خُطبَةُ الإِمامِ عليه السلام قَبلَ مَوتِ مُعاوِيَةَ بِسَنَةٍ

۷۷۳.كتاب سليم بن قيس :لَمّا كانَ قَبلَ مَوتِ مُعاوِيَةَ بِسَنَةٍ ، حَجَّ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام وعَبدُ اللّهِ بنُ عَبّاسٍ وعَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ مَعَهُ .
فَجَمَعَ الحُسَينُ عليه السلام بَني هاشِمٍ ، رِجالَهُم ونِساءَهُم ومَوالِيَهُم وشيعَتَهُم مَن حَجَّ مِنهُم ، ومِنَ الأَنصارِ مِمَّن يَعرِفُهُ الحُسَينُ عليه السلام وأهلُ بَيتِهِ .
ثُمَّ أرسَلَ رُسُلاً : لا تَدَعوا أحَدا مِمَّن حَجَّ العامَ مِن أصحابِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله

1.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۴۰ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۰۵ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۴ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۶ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۰۶ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4428
صفحه از 448
پرینت  ارسال به