191
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

أن يعشق امرأة وهو في سنّ الثانية عشرة من عمره على أقصى التقادير ، بناءً على أنّ أبا الدرداء قد توفّي عام ۳۹ ه ؟! ۱
۳ . لم تذكر المصادر التاريخيّة تولّي عبد اللّه بن سلّام حكم العراق من جانب معاوية .موقف الإمام في مواجهة معاوية
وفضلاً عن ذلك، فإنّ اسم عبد اللّه بن سلّام قد جاء في الكتب التاريخيّة لأشخاص ثلاثة، ولد اثنان منهما بعد وقوع هذه الحادثة، والوحيد من بينهم الذي يمكن أن يكون موجودا خلال أيام الحادثة هو عبد اللّه بن سلام اليهودي، إلّا أنّه لا يمكن أن يكون هو المراد أيضا؛ وذلك أنّه توفّي عام ۴۱ أو ۴۳ هـ ، وقد كان في تلك الفترة شيخا عجوزا مسنّا . ۲
۴ . ومن جهة اُخرى، فإنّ صيغة الطلاق ثلاثا في مجلس واحد لا تنسجم مع فقه أهل البيت عليهم السلام ؛ فقد ردّ ذلك فقهاء الشيعة بالإجماع . ۳
۵ . إنّ قصد مختلقي هذه القصّة هو أنّهم يرومون من ورائها أن يصوّروا أسباب ثورة الإمام الحسين عليه السلام ضدّ يزيد بأنّها أسباب ترجع إلى نزاعات جاهليّة، وأنّها في نطاق الشجار الشخصي القائم على الأهواء النفسيّة؛ وذلك كي يقلّلوا من شأنه، فكانت النقول التاريخيّة الضعيفة خير موضع لدسّ مثل هذه المختلقات.
وفضلاً عن ذلك كلّه ، فليس ثمّة مانع شرعي من هذا الزواج على تقدير وقوعه، بل إنّ الإمام الحسين عليه السلام قصد بما أقدم عليه رفع الظلم والجور ، كما صرّح هو بذلك ، على ما تقدّم .

1.راجع : مروج الذهب : ج ۳ ص ۶۳ وتاريخ الخلفاء : ص ۲۴۵ والبداية والنهاية : ج ۸ ص ۲۲۶ .

2.الثقات لابن حبّان : ج ۳ ص ۲۲۸ ، اُسد الغابة : ج ۳ ص ۲۶۵ ، الإصابة : ج ۴ ص ۱۰۲ ، تاريخ دمشق : ج ۲۹ ص ۹۸ و ۱۰۱ ، دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام : ج ۲ ص ۱۶۱ و ۱۶۲ وراجع : التاريخ الكبير : ج ۵ ص ۱۸ .

3.راجع : جواهر الكلام : ج ۳۲ ص ۸۱ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
190

وقد نقد هذا الخبر التاريخي بعض الكتّاب الشيعة ؛ حيث يعتقد عبد الرزّاق الموسوي المُقرّم أنّها اُسطورة اختُلقت لتشويه صورة الإمام الحسين عليه السلام ۱ .
أمّا العلاّمة جعفر مرتضى العاملي ، فقد سجّل ـ بعد بحث الموادّ التاريخيّة ـ تسع ملاحظات نقديّة عليها . ۲
ويمكن القول إجمالاً من خلال الجمع بين المعلومات: إنّ هذه القصّة لا تتمتّع بواقعٍ تاريخي ؛ وذلك للأسباب التالية :
۱ . الاختلافات الكثيرة بين أجزاء القصّة، الأمر الذي يجعلها تواجه تشكيكا شديدا ، من قبيل :
أ ـ الاختلاف في اسم المرأة: اُرينب، هند، اُمّ خالد، زينب.
ب ـ الاختلاف في الزوج : عبد اللّه بن سلّام، عبداللّه بن عامر .
ج ـ الاختلاف في الرسول (الواسطة) هل هو أبو الدرداء، أم أبو هريرة .
د ـ الاختلاف في الزوج الجديد : الإمام الحسن عليه السلام ، الإمام الحسين عليه السلام .
۲ . إنّ أبا الدرداء ـ الذي ذُكر اسمه في بعض المصادر التاريخيّة على أنّه رسول معاوية في هذه القصّة ـ توفّي في زمان خلافة عثمان (۲۳ ـ ۳۴ ه ) طبقا لبعض النقول التاريخيّة، أو توفّي في إحدى السنوات التالية: ۳۱، ۳۲، ۳۳، ۳۴، ۳۸، ۳۹ من الهجرة . والرأي المشهور في وفاته أنّها كانت في زمان خلافة عثمان، وحتّى لو فرضنا أنّه قد مات عام ۳۹ هـ فلا يمكن ـ أيضا ـ تصديق دوره المذكور في القصّة؛ ذلك أنّ القصّة وقعت على ما يبدو بعد أخذ معاوية البيعة ليزيد، أي عام ۴۹ ه . ۳
ومن جانب آخر، كيف يمكن ليزيد المولود ـ كما قالوا ـ عام ۳۱ أو ۲۷ أو ۲۶

1.مقتل الحسين عليه السلام للمقرّم : ص ۴۰ و ۴۱ .

2.راجع : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام : ج ۲ ص ۱۵۹ ـ ۱۶۶ .

3.الطبقات الكبرى : ج ۷ ص ۳۹۳ ، اُسد الغابة : ج ۴ ص ۳۰۷ ، الإصابة : ج ۴ ص ۶۲۲ ، الاستيعاب : ج ۳ ص ۳۰۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4597
صفحه از 448
پرینت  ارسال به