185
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

بِنا أهلُ العَقلِ .
ثُمَّ قالَ بَعدَ كَلامٍ : فَاشهَدوا جَميعا أنّي قَد زَوَّجتُ اُمَّ كُلثومٍ بِنتَ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ مَنِ ابنِ عَمِّهَا القاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جَعفَرٍ ، عَلى أربَعِمِئَةٍ وثَمانينَ دِرهَما ، وقَد نَحَلتُها ضَيعَتي بِالمَدينَةِ ـ أو قالَ : أرضي بِالعَقيقِ ۱ ـ وإنَّ غَلَّتَها فِي السَّنَةِ ثَمانِيَةُ آلافِ دينارٍ ، فَفيها لَهُما غِنىً إن شاءَ اللّهُ .
قالَ : فَتَغَيَّرَ وَجهُ مَروانَ ، وقالَ : أغَدرا يا بَني هاشِمٍ ؟ ! تَأبَونَ إلَا العَداوَةَ ! فَذَكَّرَهُ الحُسَينُ عليه السلام خِطبَةَ الحَسَنِ عليه السلام عائِشَةَ وفِعلَهُ ، ثُمَّ قالَ : فَأَينَ مَوضِعُ الغَدرِ يا مَروانُ ؟ فَقالَ مَروانُ :

أرَدنا صِهرَكَ لِنَجِدَّ وُدّاقَد أخلَقَهُ بِهِ حَدَثُ الزَّمانِ
فَلَمّا جِئتُكُم فَجَبَهتُمونيوبُحتُم بِالضَّميرِ مِنَ الشَّنَآنِ ۲
فَأَجابَهُ ذَكوانُ مَولى بَني هاشِمٍ :

أماطَ اللّهُ مِنهُم كُلَّ رِجسٍوطَهَّرَهُم بِذلِكَ فِي المَثاني
فَما لَهُمُ سِواهُم مِن نَظيرٍولا كُفؤٌ هُناكَ ولا مَداني
أيُجعَلُ كُلُّ جَبّارٍ عَنيدٍإلَى الأَخيارِ مِن أهلِ الجِنانِ ؟ ! ۳

۲ / ۶

ما رُوِيَ فِي الحَيلولَةِ دونَ زَواجِ يَزيدَ وهِندٍ بِنتِ سُهَيلِ بنِ عَمرٍو

۷۶۶.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي عن ابن المبارك أو غيره :بَلَغَني أنَّ مُعاوِيَةَ قالَ لِيَزيدَ : هَل

1.العَقِيقُ : العربُ تقول لكلّ مسيل ماء شقّه السيل في الأرض ووسّعه : عقيق ... ومنها عقيق بناحية المدينة وفيه عيون ونخل (معجم البلدان : ج ۴ ص ۱۳۸) .

2.شَنآن قوم : أي بُغضُهم (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۴۶۵ «شنأ») .

3.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۳۸ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۰۷ ح ۴ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
184

فَلَمَّا اجتَمَعَ النّاسُ في مَسجِدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، أقبَلَ مَروانُ حَتّى جَلَسَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام وعِندَهُ مِن الجِلَّةِ ۱ ، وقالَ : إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ أمَرَني بِذلِكَ ، وأن أجعَلَ مَهرَها حُكمَ أبيها بالِغا ما بَلَغَ ، مَعَ صُلحِ ما بَينَ هذَينِ الحَيَّينِ ، مَعَ قَضاءِ دَينِهِ ، وَاعلَم أنَّ مَن يَغبِطُكُم بِيَزيدَ أكثَرُ مِمَّن يَغبِطُهُ بِكُم ! وَالعَجَبُ كَيفَ يُستَمهَرُ يَزيدُ وهُوَ كُفوُ مَن لا كُفوَ لَهُ ، وبِوَجهِهِ يُستَسقَى الغَمامُ ! فَرُدَّ خَيرا يا أبا عَبدِ اللّهِ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : الحَمدُ للّهِِ الَّذِي اختارَنا لِنَفسِهِ وَارتَضانا لِدينِهِ وَاصطَفانا عَلى خَلقِهِ . إلى آخِرِ كَلامِهِ .
ثُمَّ قالَ : يا مَروانُ ، قَد قُلتَ فَسَمِعنا ، أمّا قَولُكَ : مَهرُها حُكمُ أبيها بالِغا ما بَلَغَ ، فَلَعَمري لَو أرَدنا ذلِكَ ما عَدَونا سُنَّةَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله في بَناتِهِ ونِسائِهِ وأهلِ بَيتِهِ ، وهُوَ اثنَتا عَشرَةَ اُوقِيَّةً يَكونُ أربَعَمِئَةٍ وثَمانينَ دِرهما .
وأمّا قَولُكَ : مَعَ قَضاءِ دَينِ أبيها ، فَمَتى كُنَّ نِساؤُنا يَقضينَ عَنّا دُيونَنا ؟
وأمّا صُلحُ ما بَينَ هذَينِ الحَيَّينِ ، فَإِنّا قَومٌ عادَيناكُم فِي اللّهِ ولَم نَكُن نُصالِحُكُم لِلدُّنيا ، فَلَعَمري فَلَقَد أعيَى النَّسَبُ فَكَيفَ السَّبَبُ !
وأمّا قَولُكَ : العَجَبُ لِيَزيدَ كَيفَ يُستَمهَرُ ، فَقَدِ استُمهِرَ مَن هُوَ خَيرٌ مِن يَزيدَ ومِن أبِ يَزيدَ ومِن جَدِّ يَزيدَ .
وأمّا قَولُكَ : إنَّ يَزيدَ كُفوُ مَن لا كُفوَ لَهُ ، فَمَن كانَ كُفوُهُ قَبلَ اليَومِ فَهُوَ كُفوُهُ اليَومَ ، ما زادَتهُ إمارَتُهُ فِي الكَفاءَةِ شَيئا .
وأمّا قَولُكَ : بِوَجهِهِ يُستَسقَى الغَمامُ ، فَإِنَّما كانَ ذلِكَ بِوَجهِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله .
وأمّا قَولُكَ : مَن يَغبِطُنا بِهِ أكثَرُ مِمَّن يَغبِطُهُ بِنا ، فَإِنَّما يَغبِطُنا بِهِ أهلُ الجَهلِ ويَغبِطُهُ

1.قومٌ جِلَّة : ذوو أخطار ... والواحد منهم جليل (لسان العرب : ج ۱۱ ص ۱۱۷ «جلل») .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمود الطباطبائي نژاد، السيّد روح الله السيّد طبائي
    تعداد جلد :
    9
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4724
صفحه از 448
پرینت  ارسال به